ارشيف من :ترجمات ودراسات
اتفاق المساعدات الأمنية لـ’اسرائيل’.. العضلات الامريكية هي الأقوى
كتب المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت"، أليكس فيشمان، مقالاً تناول فيه المساعدات الامريكية لـ"إسرائيل"، مشيراً إلى انه عندما تكون الادارة الامريكية مصممة على تنفيذ سياسة تتعلق بمصلحتها القومية، لا يمكن لاسرائيل أن تثنيها. يمكنها أن تقوم بالمناورات، باستعراض العضلات، ولكنها لن تنجح في تغيير أي شيء.
وقال فيشمان ان هذا ما حصل حول الاتفاق النووي الايراني، وهذا ما يحصل حول اتفاق المساعدات الامنية. في يوم الاحد القادم سيسافر يعقوب نيغل، القائم باعمال رئيس قيادة الامن القومي، الى واشنطن، لكي يضع المسودة النهائية للاتفاق الذي سيوقع قبل التاسع من تشرين الثاني، الموعد الذي يتحرر فيه اوباما من قيود التزامه بالمرشحة الديمقراطية ويكون بوسعه عمل كل ما يحلو له.
واعتبر الكاتب أن "التواريخ هامة، إذ ان كل المفاوضات الصاخبة، كل الدرامات امام الامريكيين والجدالات السياسية في اسرائيل على اتفاق المساعدات للسنوات العشرة القادمة تأتي لخدمة أجندة في توقيت معين"، مشيراً الى انه "عندما بدأ النقاش قبل اكثر من سنة، كان لاحد ما في اسرائيل مصلحة في خلق احساس بان هذا الاتفاق يجب تجديده في أقرب وقت ممكن".
ولفت أليكس فيشمان الى ان ما ستحصل عليه اسرائيل هو ما خططت الادارة الاميركية لاعطائه على أي حال"، موضحاً أنه "في المرحلة الاولية عرض الطرفان مبالغ غير واقعية، لم يأخذها احد على محمل الجد. الادارة منذ البداية قررت منح اسرائيل مساعدات بذات الحجم، بمبالغ واقعية، وهي ما حصلت عليه في عهد ادارة بوش، مع بعض التكييفات والظروف المختلفة".
اتفاق المساعدات الامنية لـ"اسرائيل".. العضلات الامريكية هي الأقوى
وأعاد الكاتب الى الاذهان أن إدارة بوش أعطت لاسرائيل 3.1 مليار دولار في السنة. وأضاف الاقتصاديون الى هذا المبلغ 20 في المئة بسبب التضخم المالي في العقد الاخير في الولايات المتحدة، والادارة أدخلت الاموال التي أقرها الكونغرس بشكل منفصل لاسرائيل في صالح الدفاع الفاعل. وقال حصلنا على 3.8 – 3.9 مليار دولار في السنة، وهذا ما سنحصل عليه لاحقا. واذا كانت اضافة، فهي ستكون طفيفة.
وتابع الكاتب أن الاميركيين اوضحوا لاسرائيل بانها لن تتمكن بعد الان من التوجه الى الكونغرس وطلب زيادات من خلف ظهر الرئيس. كما ستضطر اسرائيل الى التنازل عن امكانية استبدال ربع مبلغ المساعدات بالشواكل، وفي هذه اللحظة تحاول ان تلغي هذا الاستبدال بالتدريج كي يتمكن الاقتصاد الاسرائيلي من ان يشفى من الاكسجين الامريكي".
ولفت الى انه يدور الحديث عن 1.2 مليار دولار في السنة، وهو مبلغ يعيل عشرات المصانع الصغيرة والمتوسطة التي تشكل مقاولين فرعيين للصناعات الكبرى وقسم من الصناعات الكبرى التي لم تستعد للتعاون مع المصانع الامريكي. وفي تقدير غير دقيق يدور الحديث عن امكانية اقالة اكثر من 3 الاف عامل في الاقتصاد.
ويشرح فيشمان بانه يمكن لاسرائيل ان تتجاوز ازالة أموال الاستبدال من خلال مبالغ شراء تبادلي مع الصناعات الامريكية. فشركة مثل جنرال ديناميكس، تنتج اليوم عناصر مركزية من مجنزرة "نمر"، تتعهد بان تشتري في اسرائيل بضائع مثلما فعلت "لوكهايد مارتن" بعد صفقة اف 35. ورأى انه على وزارة المالية الاسرائيلية أن تستعد بما يتناسب مع ذلك، وذلك لانه حسب الاتفاق الجديد يمكن شراء صواريخ الاعتراض للقبة الحديدية مثلا بمال امريكي في الولايات المتحدة فقط وليس في "رفائيل".
وختم الكاتب في مقاله بـ"يديعوت احرونوت" بانه كان يمكن انهاء هذا الاتفاق منذ زمن بعيد، وقال هكذا يفكرون في وزارة الحرب، في وزارة المالية وفي الجيش الاسرائيلي. ولكن الازمات مع الادارة شكلت في السنة والنصف الاخيرتين أداة عمل لتحقيق حاجات سياسية داخلية وخارجية. هذه الاداة على ما يبدو استنفدت دورها، وعليه فان الاتفاق سيوقع كما تريده الادراة الاميركية.