ارشيف من :ترجمات ودراسات

إيلي فيزيل، صديق المستوطنين الإسرائيليين

 إيلي فيزيل، صديق المستوطنين الإسرائيليين

الكاتب : يوسي ساريد
عن موقع   arrêt sur info الالكتروني

 

هذا النص يحمل تاريخ 22 نيسان/أبريل 2014. وقد أرسلته لنا إحدى القارئات لأنه يضع عقارب الساعة في أماكنها الحقيقية فيما يختص بـ إيلي فيزيل. ما يعلمنا إياه هذا النص يضاف إلى ما كنا نعرفه عنه من أمور غير باهرة. هذا يبين مرة أخرى إلى أية درجة تقوم وسائل الإعلام "النزيهة سياسياً" بتضليل الجمهور من خلال تمجيدها وتقديسها لإيلي فيزيل ساعة وفاته.  
"سيلفيا  كاتوري".

إيلي فيزيل هو أحد الناجين من المحرقة ويحمل جائزة نوبل للسلام. وهو كاتب [وفيلسوف] أميركي يهودي يترأس منظمة "إيلاد"، وهي منظمة متشددة تابعة للمستوطنين الإسرائيليين الذين يحتلون منازل الفلسطينيين في القدس. هذا ما يصرح به السياسي الإسرائيلي اليساري يوسي ساريد. وفي ما يلي النص الذي كتبه ساريد بهذا الخصوص:

كثيراً ما حدث لي أن تعلمت من صفحات الصحف المعروفة بإثارة الضجيج، والتي يفضل صحفيونا، على سبيل التعفف والنزاهة، أن يطلقوا عليها اسماء تعني بأنها مجرد "صدى" للأحداث. لولا هذه الصحف لما تسنى لنا أن نعرف من يعمل لحساب من، ولخدمة أية مصلحة يعمل ما يعمله؟
لذا، وقبل أن تقرأوا صفحات الجرائد التي تعرض الأخبار ولا شيء غير الأخبار، حاولوا أن تلقوا نظرة على تلك الصفحات "الخفيفة". وسترون أن ذلك يساعدكم على فهم دهاليز النظام [الصهيوني].

تعزيز الحضور اليهودي

يوم الجمعة الماضي، نشرت صحيفة هآرتز رسالة شكر باللغة العبرية لهذه "العشرات من العائلات الجديدة التي تنضم إلى الجماعة اليهودية في "مدينة داود". [مدينة داود هي الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على حي "سلوان" في القدس الشرقية، وهو المكان الذي كانت تقوم فوقه مدينة القدس القديمة أيام الملك داود، على ما يقوله الإسرائيليون. وهذا المكان يتعرض لحملة "تهويد" ديموغرافي – ملاحظة من سيلفيا كاتوري]".

تقول رسالة الشكر تلك: "نتقدم بالتحية إلى الالتزام الصهيوني لجميع النشطاء : نحن متحدون في تصميمنا على تعزيز الحضور في أورشليم [(القدس)]. ومعكم سنستقبل الحجاج الذين يزوروننا خلال فترة الأعياد [اليهودية]".

وبين الموقعين على الرسالة، نلحظ أسماء أشخاص قريبين من حركة الاستيطان "إيلاد". بعض الموقعين غير معروفين أبدًا. لكن آخرين مثيرون للدهشة والاستغراب. لأن الحركة المذكورة معروفة بأنها تبث الاضطراب في "مدينة السلام" [القدس].

لماذا نراهم هناك؟

لم أستغرب رؤية اسم المغني الإسرائيلي يهورام غاوون – فهو يرى أعلاماً [صهيونية] في كل مكان. ولكن ما الذي يفعله هنا [في رسالة الشكر] عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، وشلومو آهارونيسكي، الرئيس السابق لجهاز الشرطة، وشلومو مور يوسف، المدير السابق لمستشفى هاداسا الجامعي.
ما الذي يفعله هنا إيلان كوهين، وهو مدير سابق لمكتب رئيس الوزراء. ربما يكون على هؤلاء أن يشرحوا لنا كيف يمكنهم أن يساندوا أناساً يطردون أناساً آخرين، أي [يطردون] الفلسطينيين ويستولون على بيوتهم؟

ومن هو الشخص الذي يظهر اسمه في طليعة أسماء الموقعين على رسالة الشكر ؟ لا، لا، هو ليس ملك الكازينوهات، الملياردير اليهودي الأميركي، شيلدون آدلسون. ولا هو رجل الأعمال اليهودي الأميركي إيرفينغ موسكوفيتس وزوجته شيرنا.
ذاك الذي يظهر اسمه في طليعة الأسماء هو شخص يرتبط اسمه بشكل وثيق بذكرى المحرقة، حامل جائزة نوبل للسلام، وميدالية الحرية التي يمنحها الرئيس الأميركي [وميداليات وأوسمة أخرى عديدة ورفيعة المستوى صادرة عن الهيئات الحاكمة في معظم بلدان الغرب].
إنه إيلي فيزيل، الذي تقول عنه لجنة جائزة نوبل أنه "رسول للإنسانية، رسالته هي رسالة سلام ومسامحة وكرامة بشرية".
هو إنسان ينتظر منه أن يبدي تعاطفاً خاصاً مع الآخرين، أينما وجدوا، سواء كانوا في مدينة سيغيتو مارماتيي التي ولد فيها، أو في حي سلوان في القدس.

 إيلي فيزيل، صديق المستوطنين الإسرائيليين

ايلي فازيل يدعم الاستيطان


هو إنسان يزدهي بكونه صديقاً لباراك أوباما ويساند أناساً يشتمون الرئيس الأميركي على رؤوس الأشهاد. يعطلون عملية السلام
نشطاء حركة "إيلاد" يقومون بالإعداد لعملية أخرى من عمليات الاجتياح التي يخضعون لها مدينة القدس ويعطلون بذلك الجهود المبذولة في إطار مفاوضات السلام.  
ربما يعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما هو السبب الذي جعله يقترح ذات يوم تسليم منصب الرئاسة الإسرائيلية إلى إيلي فيزيل. لأننا لم نكن نفهم المقصود بذلك.


إيلي فيزيل يصرح على الدوام بأنه خارج الحياة السياسية الإسرائيلية. ففي كل مرة كان يطلب فيها إليه أن يتخذ موقفاً من واحدة من المظالم التي ترتكب من قبلنا، والتي تذكر بمظالم أخرى بعيدة، كان يمتنع عن اتخاذ الموقف.
لكننا نراه الآن -دون غيره من الناس [المعتبرين]- وهو يدخل بعنف إلى بيت فلسطيني، ثم إلى بيت فلسطيني آخر، وهي بيوت يتم الاستيلاء عليها بتعاملات مشبوهة، ويجري إخلاؤها من سكانها قبل أن تبرد القهوة وثياب النوم ... هو دون غيره من الناس [المعتبرين] يفعل ذلك وهو يلوح بقطعة القماش التي يضعها اليهود على أكتافهم أثناء الصلاة ليخفي خلفها عملية التطهير العرقي التي يمارسها.
من بين جميع المنظمات الإسرائيلية، إيلي فيزيل يختار “إيلاد”، أي المنظمة الأكثر إثارة للنقاش، المنظمة التي لا حقيقة عندها، ولا رحمة، ولا عطف. إننا نفهم أكثر من اللزوم سبب اختياره من قبل “إيلاد” ليكون رئيساً لها. ولكن، لماذا قبل هذا المنصب ؟

إيلي فيزيل هو رجل يحظى بالاحترام من قبل اليهود وغير اليهود، لأن هذا الشخص الذي نجا من المحرقة قد أصبح شاهداً لضحاياها ومساعداً لهم على نيل الاحترام. ولكن لماذا يا سيد فيزيل لا ترد بعض الاحترام إلى أولئك الذين يحترمونك ؟ تراجع عن موقفك يا سيد فيزيل. لا تدع اسمك يظهر إلى جانب اسم “إيلاد”. لا توقع على رسائل الشكر المهينة التي يقومون بنشرها.

 

2016-07-27