ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: دول عربية هامة مستعدة للقبول بـ’إسرائيل’ بلا تنازلات

الصحف الاجنبية: دول عربية هامة مستعدة للقبول بـ’إسرائيل’ بلا تنازلات

اعتبر كتاب" إسرائيليون" بارزون أن اللقاءات الأخيرة لشخصيات عربية مع مسؤولين "اسرائيليين" انما تفيد بوجود مناخ جديد في المنطقة. ورأى هؤلاء أن هناك تغيراً في موقف الجامعة العربية التي أصبحت أكثر استعداداً للقبول بـ"إسرائيل". من جهة أخرى، شدد باحثون غربيون على أن اعلان "النصرة" قطع صلتها بتنظيم "القاعدة" ما هي الا حيلة من أجل التغطية على المشروع الحقيقي الذي هو اقامة "امارة اسلامية" في سوريا.

 

 
* السعودية و"إسرائيل"

كتب الصحفي الاسرائيلي المعروف "Akiva Eldar" مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" بتاريخ الثامن والعشرين من تموز/يوليو الجاري، أشار فيها الى تصريح الباحث الاسرائيلي "Matti Steinburg" (الذي سبق وان عمل مستشاراً لاجهزة الامن الداخلي الاسرائيلي والذي يقوم بتوثيق الخطوات المتخذة بشأن مبادرة السلام العربية)، حيث قال الاخير انه يجب قراءة ما بين السطور رد فعل الحكومة السعودية على زيارة الوفد السعودي برئاسة الجنرال المتقاعد انور عشقي الاراضي المحتلة ولقائه عددا من المسؤولين الاسرائيليين هناك.

وأشار الكاتب الى ما قاله "Steinburg" بان رد فعل الحكومة السعودية يتضمن "اعترافا فاتراً" بان الرياض سمحت فعلاً بهذه الزيارة، اذ ان وزارة الداخلية السعودية تحظر (رسمياً) السفر الى كيان الاحتلال وكذلك الى ايران والعراق وتايلند. كما قال "Steinburg" (بحسب الكاتب) انه "ما من شك بان السعوديين سمحوا بهذه الزيارة وأخذوا المبادرة بها خلف الكواليس"، مضيفاً انه يعتقد بان مصر ايضاً كانت تعلم بالزيارة.

ورأى الكاتب ان زيارة عشقي غير الرسمية والزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري الى كيان الاحتلال في العاشر من تموز يوليو الجاري تدلان على وجود "اعداء مشتركين في المعركة على الهيمنة الاقليمية"، وأن ايران و"داعش" هما على رأس "الاعداء المشتركين" هؤلاء، على حد تعبير الكاتب.

الصحف الاجنبية: دول عربية هامة مستعدة للقبول بـ’إسرائيل’ بلا تنازلات

ولفت الكاتب الى المقابلة التي أجراها عشقي مع صحيفة "يديعوت احرنوت" الشهر الفائت في الدوحة، حيث ذكّر بان عشقي تحدث آنذاك عن "تغيير الظروف" وعن تحديد "اعداء مشتركين". كما ذكّر الكاتب بما قاله عشقي خلال هذه المقابلة عن تغيير المناخ داخل السعودية وعن امكانية التوصل الى "سلام حقيقي وشامل" مع كيان الاحتلال تحت حكم الملك سلمان.

وتابع الكاتب إن عشقي تحدث خلال المقابلة المذكورة عن امكانية ازالة بعض التحفظات الاسرائيلية على مبادرة السلام العربية والنظر في المطالب الاسرائيلية بشأن مبادرة السلام العربية، وعليه اعتبر ان عشقي ومن خلال كلامه هذا ناقض ما يقوله الاسرائيليون المعارضون لمبادرة السلام على اساس انها تمثل املاءً على "إسرائيل".

كما قال الكاتب ان "الاستعداد العربي لاعطاء "إسرائيل" دفعة مقدمة على شكل تطبيع العلاقات مع العالم العربي دون الحصول على شيء في المقابل فلسطينياً يشير الى تغير باستراتيجية الجامعة العربية". واضاف ان "دولا عربية هامة مستعدة لتقبلنا رغم اننا لم نتنازل عن انش واحد من الضفة الغربية وحتى بينما نواصل السيطرة على مسجد الاقصى".

* اعلان جبهة "النصرة" عن قطع الصلة بـ"القاعدة"

كتب الباحث "Charles Lister" مقالة نشرتها مجلة "Foreign Policy" بتاريخ الثامن والعشرين من تموز يوليو الجاري تناول فيها اعلان جبهة "النصرة" قطع الصلة بتنظيم "القاعدة" وانشاء حركة جديدة تحمل اسم "جبهة فتح الشام".

الكاتب شدد على أن هذه الخطوة ما هي الا مناورة، مضيفاً ان "جبهة "النصرة" تشكل الخطر عينه كما السابق. وتابع إن "النصرة" ومن خلال قطع العلاقات مع "القاعدة" انما تكشف عن مقاربتها حيال سوريا على الامد الطويل، حيث تسعى الى ترسيخ نفسها في قلب ما اسماه "الديناميكيات الثورية" والى التشجيع على "الوحدة الاسلامية" من اجل التفوق على اعدائها. وأشار الى أن ذلك يشير الى اختلاف كبير بين "النصرة" و"داعش"، اذ ان الاخيرة تحركت دائماً بشكل منفرد وفي اطار تنافسي مع جماعات أخرى.

الكاتب قال ايضاً ان جبهة "النصرة" (او جبهة فتح الشام) ستبقى كما هي رغم تغيير الاسم والارتباط الرسمي بـ"القاعدة"، وبالتالي فان ما حصل لا يعد أبداً خسارة لـ"القاعدة". وأضاف إن هدف جبهة "النصرة" تحقيق مكاسب تكتيكية ستصل في يوم ما الى نصر استراتيجي كبير يتمثل باقامة امارة اسلامية تحظى بقبول أو دعم شعبي.

ولفت الكاتب الى أن القيادة المركزية في تنظيم "القاعدة" لعبت دوراً مهما بمسار الاعلان الاخير، اذ اعطى زعيم "القاعدة" ايمن الظواهري في تسجيل صوتي مباركته لقطع العلاقات، وذلك قبل ست ساعات من اعلان ابو محمد الجولاني.

كما اشار الكاتب الى ان الجولاني وخلال اعلانه قطع الصلة بالـ"قاعدة" كان يجلس الى جانبه اثنان من كبار رموز "القاعدة"، احدهما احمد سلامة مبروك الملقب بابو فرج المصري، هو قيادي قديم في "القاعدة" شارك القتال بكل من مصر و باكستان و افغانستان و اليمن و السودان و روسيا و آذربيجان.

بالتالي اعتبر الكاتب ان "القاعدة" نسقت هذه الخطوة من اجل بقاء جبهة النصرة و "اهدافها الجهادية الاستراتيجية". وتابع بان "النصرة" وجراء هذه الخطوة ضمنت بقاءها في الخطوط الامامية للمعارضة السورية عموماً، خصوصاً في كل من ادلب وحلب، مضيفاً ان اي ضربات جوية تستهدف الجماعة ستؤدي بالتالي الى وقوع قتلى في صفوف جماعات المعارضة الاخرى.

وعاد الكاتب ليشدد على صعوبة ازالة الروابط الايديولوجية بين "النصرة" و"القاعدة"، لافتاً الى ان "القاعدة" تقوم بارسال كبار القياديين الى سوريا منذ عام 2013 من أجل دعم "المصداقية الجهادية لـ"النصرة" وكذلك من اجل الاستفادة من الفوضى في سوريا بغية اقامة ملاذ آمن يمكن ان يكون منطلقاً لعمليات جهادية عابرة للاوطان. وقال ان هؤلاء القياديين سيبقون من اجل هذه الغاية نفسها ولن ينسوا "جذورهم الجهادية".

ورأى الكاتب أن هدف "النصرة" بسيط وواضح وهو توسيع شرعيتها في سوريا والتي تعد في غاية الاهمية من اجل تبرير اقامة الامارة "الاسلامية" في المستقبل.

2016-07-29