ارشيف من :ترجمات ودراسات
’اسرائيل هيوم’: سلوك الولايات المتحدة الاميركية في سوريا يظهر عجزها
رأى الخبير الاسرائيلي في الشؤون السورية ورئيس كلية العلوم الانسانية التابعة لجامعة "تل ابيب" البروفيسور ايال زيسر في مقالة له في صحيفة "يسرائيل هيوم" ان "اسقاط المروحية الروسية في مطلع الأسبوع، في شمال سوريا، وقتل أفراد طاقمها الخمسة بأيدي المتمردين السوريين، يعتبر ضربة غير لطيفة بالجناح، بالنسبة لفلاديمير بوتين. ففي نهاية الأمر كان يمكن لبوتين، الى ما قبل اسقاط المروحية، المفاخرة بميزان ايجابي لتدخله العسكري في سوريا، بثمن خسائر معدودة فقط".
وأضاف زيسر "لقد نجح الروس بإنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد من انهيار شبه مؤكد، وتوجيه ضربة قاسية للمتمردين ضده. وفي طريقهم لتحقيق ذلك تسببوا حقا بقتل آلاف المدنيين السوريين وهرب مئات الآلاف الآخرين، لكن أحدا في المجتمع الدولي لا يتجرأ على رفع الصوت ضد اعمال الروس في سوريا" حسب زعمه، وتابع "كما تمكنت روسيا من ردع تركيا و"اسرائيل" عن المس بسوريا، وفي المقابل عقد تحالف مع ايران، وبهذا الشكل او ذاك مع حزب الله ايضا. ويعتبر هذا التحالف احد الحجارة الأساسية لعودة روسيا الى المنطقة".
وبجسب زيسر يبدو أن "أكبر انجاز حققه الروس بالذات على الحلبة الدولية، كان أمام الولايات المتحدة بقيادة أوباما. فقد ظهرت واشنطن في هذا الصراع بكامل عجزها، تفتقد الى الرغبة والاصرار على تحقيق أهدافها، والأسوأ من ذلك غياب الرؤية والاهداف التي يمكن ان يفهمها الحلفاء لها والأعداء في المنطقة".
كما أن "الضرر الضخم الذي سببه السلوك الامريكي في سوريا أمام الروس" بجسب زيسر "لا يرتبط تحديدا بهذا الخطأ الموضعي او ذاك، وانما في السلوك المتهاوي الذي يعكس عدم فهم أساسي لما يحدث في المنطقة، وعدم التجربة، والسذاجة والضعف، من النوع الذي لا يمكن لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة اظهاره".
وقال زيسر إنه "منذ أشهر طويلة يستهتر بوتين بالأمريكيين، ويدير معهم حواراً عقيماً حول جهود التوصل الى اتفاق سياسي ينهي الحرب في سوريا. في هذا الاطار يدعم اللقاءات الدولية العقيمة، يجري مباحثات مع وزير الخارجية جون كيري، ويعلن عن وقف اطلاق النار وعن انسحاب قواته من سوريا، وهي خطوات لم يتحقق منها أي شيء".
تابع "في هذه الأثناء، ومقابل اللعبة الدبلوماسية الواهية وعديمة الجدوى، تضرب طائرات بوتين كل المناطق السورية، فيما تتقدم قوات حلفائه، الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، نحو احتلال مناطق أخرى يسيطر عليها المتمردون. لكن الامريكيين لا يحركون ساكنا، لا يسمحون للوقائع ان تربكهم ويواصلون منح التغطية الدبلوماسية لخطوات بوتين. وكلما صعد بوتين الجهود العسكرية، كالهجوم على حلب، كلما طرح الامريكيون مقترحات واهية مثل الخطوة الامريكية – الروسية المشتركة ضد "داعش"، والتي تمنح الشرعية للتدخل الروسي في سوريا وتسمح للروس وللأسد بزيادة الضغط على المتمردين في هذه الدولة" حسب قوله.