ارشيف من :آراء وتحليلات

في التدخل الأمريكي في ليبيا

 في التدخل الأمريكي في ليبيا

توقع جل الخبراء والمحللين بأن تجنح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأطلسيون باستهداف تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا بضربة عسكرية. ولم يكن الإصرار الغربي على توافق الليبيين على حكومة فائز السراج إلا كي تمنح هذه الحكومة للقوى الغربية ضوءًا اخضر للقيام بعمليات عسكرية في بلادها.
ويبدو الاستهداف الأمريكي الأخير لـ"داعش" في سرت عملا عدوانيا في نظر كثير من الليبيين ممن يفضلون أن يتم تسليح جيش بلادهم ليتولى مهمة تحرير المدن الليبية من الجماعات التكفيرية التي تسيطر عليها. فقد عرف عن الطيران الحربي الأمريكي عدم الدقة في إصابة الاهداف وكثيرا ما تتم إبادة المدنيين تحت ذريعة ملاحقة أهداف عسكرية أو إرهابية.

ورقة التوت

لقد اعتبر البعض أن سلوك حكومة السراج في تفويض الأمريكان باستباحة التراب الليبي هو عمل غير محسوب العواقب وسيؤكد الشكوك التي كانت تحوم حول السراج وجماعته من أنهم منفذون لأجندات أطلسية. ويبدو في هذا الإطار أن الفريق السياسي المساند للبرلمان الشرعي، المقيم قسرا في طبرق والممنوع من عقد جلساته في طرابلس، بات يحظى اليوم وبعد هذه الضربات الأمريكية بتأييد شعبي واسع باعتبار أن برلمان طبرق كما يحلو للبعض أن يسميه رفض إلى الآن منح الثقة لحكومة السراج المدعومة من جماعة طرابلس أي ميليشيات فجر ليبيا والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

 في التدخل الأمريكي في ليبيا

ليبيا...الازمة مفتوحة

لقد سقطت ورقة التوت عن حكومة السراج الداعمة للتدخل العسكري الأمريكي في سرت وغيرها. كما أن موقف هذه الحكومة من قضية عناصر الاستخبارات الفرنسية الذين تم إسقاط مروحيتهم في ليبيا لم تكن بالصرامة التي انتظرها عموم الليبيين تجاه دولة غازية كانت تحتل في وقت ما الجنوب الليبي المتاخم لمستعمرتيها السابقتين تشاد والنيجر فيما خضع الشمال لإيطاليا ثم لبريطانيا.

قطاف الثمار

 ويرى كثير من المراقبين عدم جدوائية التدخل الأمريكي لمحاربة الإرهابيين في سرت، والذين هم بالأساس صنيعة الاستخبارات الغربية وقد أدوا دورهم على الوجه الأكمل وآن الأوان لتخلص منهم، باعتبار أن الجيش الليبي في الشرق أو الميليشيات المقيمة في الغرب قادرون على القيام بهذا الدور وهو ما أثبتته المعارك الأخيرة التي شهدتها سرت قبيل التدخل الأمريكي بين ميليشيات مصراطة و عناصر داعش الإرهابية. لكن يبدو أنه حان وقت قطاف الثمار بالنسبة للأمريكان وحلفائهم الأطلسيين بعد أن نصبوا حكومة تدين لهم بالطاعة ولا يتعدى نفوذها القاعدة العسكرية البحرية في طرابلس التي يقيم بها السراج.
ويبدو أن المبعوث الأممي كوبلر متورط في عقد صفقات مشبوهة مع الميليشيات المسيطرة على حقول النفط باسم الحوار الوطني الذي يرعاه كوبلر. ويبدو لدى البعض أنه تجاوز مهمته وهو بصدد خدمة أطراف خارجية يسيل لعابها للمخزون النفطي الهائل الذي ترقد عليه ليبيا.

 

2016-08-04