ارشيف من :آراء وتحليلات

’روسيا لن تلدغ مرتين’


 ’روسيا لن تلدغ مرتين’

 النجاح الملحوظ للجيش العربي السوري، وخاصة في إقفال طريق ومثلث الكاستيلو باعتباره المنفذ الأهم لتهريب المسلحين والعتاد عبر الاراضي التركية وتطويق ما يقارب 30% من مجموع التنظيمات الارهابية في جبهة حلب كان له الأثر البالغ في قلب معادلة  المعركة العسكرية اضافة الى توجيه رسائل في اتجاهات عده عنونت بالخط العريض "لمن يعنيه الأمر" مفادها ما بعد السيطرة على طريق الكاستيلو واحكام الطوق على المسلحين في حلب الشرقية لن يكون كما قبله وعلى الجميع التيقن من ان ما كان يرسم لسوريا من  احلام امبراطورية ومناطق حكم ذاتي او عازلة او مناطق حظر جوي تمهيداً للتقسيم والتفتيت قد دفن الى غير رجعة وان ما حصل على جبهة حلب ليس الا بداية انقلاب للمعادلة ليس في سوريا فحسب، بل في المنطقة كلها، وان المشوار يجب استكماله وصولا الى خواتيمه من خلال زيادة الوعي والتنسيق بين القيادات العسكرية والسياسية الحليفة بأعلى مستوياته حتى تنفيذ مقررات اجتماع طهران الثلاثي بين وزراء الدفاع الروسي والايراني والسوري مع الأخذ بعين الاعتبار بان العزيمة والصمود الاسطوري للجيش والشعب العربي السوري الذي تمسك بوحدة المؤسسات والارض مسانداً للقيادة السورية كان له الاثر البالغ في الحفاظ على سوريا ووحدتها مؤسساتياً  وجغرافياً ما اسهم في ترجمة مضمون خطاب الرئيس السوري بشار الاسد امام مجلس الشعب حيث قال ان سوريا في طريقها لتحقيق النصر وان حلب ستكون مقبرة احلام اردوغان ومشاريع تفتيت سوريا.


الاجتماع الذي ضم جون كيري وسيرغي لافروف في موسكو جاء بعد اجتماع ضم وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وايران في طهران التي بقيت مقرراته سرية.

اجتماع  كيري ولافروف والذي توج بلقاء مع الرئيس بوتين في موسكو اعقبه اجتماع بين كيري ولافروف وديميستورا في جنيف.
 اعتقد البعض ان خارطة طريق روسية امريكية بإشراف الامم المتحدة في طريقها للتنفيذ لكن في حقيقة الامر والواقع الميداني يفيدان ان الهوة بين الامريكيين والروس لم تزل سحيقة فامريكا نجحت في المرة الاولى في اقناع روسيا بان امريكا سوف تكون متعاونة مع الروس إذا وافقت روسيا على وقف لاطلاق النار بهدف وقف زحف الجيش السوري وحلفائه لكن امريكا نكثت بوعدها وثبت كذبها ولم تكن متعاونة بل انها شاركت بالتآمر على روسيا التي لدغت بدورها من اردوغان باسقاط الميغ ووجدت نفسها امام خديعة امريكية جديدة.       

الدرس الروسي

ادركت روسيا انها تعرضت الى خديعة امريكية كما تأكدت أنه لا يمكن الركون للنوايا الامريكية الخليجية بامكانية التعاون لمحاربة الارهاب فامريكا لا زالت تنتهج نهجاً احادياً ولم تأخذ في الحسبان المتغيرات الميدانية الاتية وان ما يشاع عن تعاون روسي امريكي في سوريا ما زال بعيد المنال على الرغم من تفاهمات معينة لكنها لم ترق الى مستوى التعاون والتطابق.


 ’روسيا لن تلدغ مرتين’

الصراع على سوريا

اللجوء الامريكي الى خديعة اخرى بوجه آخر كالإعلان عن فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة هدفه الابقاء على "مسمار جحا الامريكي" داخل البيت السوري اضافة للجوء امريكا لاستصراخ المبعوث الاممي دي ميستورا بوضع مواصفات معينة على الممرات الانسانية في حلب او اتهام روسيا باستعمال المواد الكيماوية في الحرب كلها احداث تدل على خبث النوايا الهادفة الى استكمال مشروع التفتيت، لكن روسيا ردت باحكام الطوق على مسلحي التنظيمات في حلب مع تصميم للجيش العربي السوري وحلفائه باستعادة كامل مدينة حلب واريافها لاسقاط كل المشاريع الفتاكة.

"روسيا لن تلدغ مرتين"
بهذه العبارة اختصرت شخصية روسية  رفيعة الموقف الروسي . تضيف :"ان اللقاء المنتظر بين اردوغان وبوتين في التاسع من الشهر الجاري هو الاجتماع  الاول لاردوغان بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا  واتهام امريكا مع بعض دول الخليج بضلوعهم  في محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا  وهذا بحد ذاته حدث مفصلي على صعيد اعادة خلط الاوراق في المنطقة وفي الأزمة السورية على وجه الخصوص.

في المحصلة، التقدم والاصرار على استرداد حلب اضافة الى تقدم القوات العراقية في مناطق عدة في العراق واجتياح قوات انصار الله والتوغل في العمق السعودي بالاضافة الى استعادة زخم الدعم الروسي الجوي كلها مؤشرات تقودنا الى ان حلف المقاومة في المنطقة انتقل من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم وبات اقرب الى تحقيق تحطيم الاحلام الخليجية الاسرائيلية الامريكية بالتزامن مع انكفاء امريكي للانصراف للانتخابات الرئاسية متزامنا مع انكفاء تركي لاعادة ترتيب المؤسسة العسكرية وكل مرافق الدولة في تركيا.
       
نحن امام مرحلة جديدة لا تراجع فيها وان اي صياغة للحل السياسي سيكون طبقاً لنتائج الميدان العسكري الذي يبشرنا بتحقيق  اماني الشعب العربي والسوري في بزوغ فجر جديد بتحرير كل شبر من ارض سوريا حتى الجولان المحتل واستعادة الدور السوري الهام للقومية العربية وصولا لاستعادة سورية لدورها العربي والاقليمي والعالمي.

ان من يعتبر انجاز الجيش العربي السوري انجازا عسكرياً وميدانياً فقط فهو مخطئ بالتأكيد، فالمرسوم الجمهوري السوري بالعفو عن ابناء الوطن شرط العودة الى احضان الدولة السورية اربك العالم باعثاً برسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها ان المحافظة على تلاحم المجتمع السوري من اولى اهتمامات القيادة والقرار هو قرار سوري بحت وان اية تسويات او مفاوضات مقبلة لن يكتب لها النجاح الا بما يتناسب والمصلحة السورية العليا في استعادة كامل حلب وتحقيق وحدة الدولة والشعب والارض في سوريا.

 

2016-08-05