ارشيف من :آراء وتحليلات

قراءة ميدانية حول معركة ’ فك طوق حلب ’ الاخيرة

قراءة ميدانية حول معركة ’ فك طوق حلب ’ الاخيرة

 في مشهد عسكري وميداني صاخب لم يسبق له مثيل في كافة معارك السيطرة المتبادلة بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة وبين المجموعات الارهابية المسلحة التي تخوض بالوكالة عن دول كبرى وعن دول اقليمية حربا مجنونة على سوريا ، والذي ترافق مع اشتباك ديبلوماسي اقليمي ودولي ، شن خليط من اكثر من ثلاثين مجموعة ارهابية  هجوما ناجحا على مواقع انتشار الجيش العربي السوري في ريف حلب الجنوبي الغربي بين الراموسة وبين المجمع السكني 1070 مرورا بمثلث الكليات الحربية المؤلف من كلية التسليح غربا والكلية الفنية الجوية شرقا وكلية المدفعية في الجنوب الشرقي .


بداية ، تبين ان الضغط الذي نفذه المسلحون منذ بداية معركتهم في الريف الجنوبي الغربي لمدينة حلب ، والذي  ادى الى السيطرة  على تلة وبلدة العيس ولاحقا على خان طومان ثم على خلصة ، شكل تمهيدا لتحضير قاعدة تجمّع صالحة لاستيعاب  وتمركز وانطلاق آلاف المسلحين في بقعة حيوية تتزاحم فيها المحاور المناسبة ميدانيا وعسكريا وجغرافيا للتقدم نحو ضاحية حلب الجنوبية الغربية بين الراموسة ومرتفع مثلث الكليات الحربية والمجمع 1070 بين الحمدانية والراشدين 4 .اما  المعركة الاخيرة  والتي امتدت على ستة موجات متتابعة  فقد توزعت العناصر الانغماسية عليها بالتوازي ، وادارتها غرفة عمليات لا يمكن الا ان تكون دولية بأجهزتها وتقنياتها وبتميز وسائط القيادة والسيطرة فيها بقدرة لافتة في التحكم بهذا العدد الضخم من المسلحين وتحت اسم عدد كبير من الفصائل المختلفة والمتباعدة اساسا ، وعلى جبهة يتجاوزعرضها العشرين كلم .

مبدئيا ، لقد خسر الجيش العربي السوري معبر الراموسة نحو داخل حلب والكليات الحربية الثلاث : التسليح والمدفعية والفنية الجوية ، وذلك بعد ان خسر في مرحلة سبقتها مواقع مدرسة الحكمة وتلة وبلدة المشرفة وقسما من المجمع 1070 ، وحقق المسلحون بذلك هدفا كان محورا لحملة اعلامية ضخمة تخطت سوريا والاقليم الى العالم باكمله ، وهو فك الحصار عن شرق حلب او فك طوق حلب والذي كان قد اكتمل وتحقق بعد سيطرة الجيش العربي السوري مؤخرا على طريق مزارع الملاح و طريق الكاستيلو ومعامل الليرمون وحي بني زيد وذلك في شمال وفي شمال شرق حلب .

  ولكن في دراسة ميدانية وعسكرية لما يمكن ان يكون قد حققه الجيش العربي السوري في معركته الدفاعية الخاسرة بالظاهر لتلك المواقع هذه ، يمكن ان نستعرض ما يلي  :

- بعد ان سقط للمسلحين مئات القتلى وعدد كبير من المصابين  وتدمير ترسانة ضخمة من الاليات المدرعة والمؤللة والمدولبة بالاضافة الى تدمير اغلب غرف عملياتهم الميدانية وقسم كبير من غرف عملياتهم الرئيسية في المناطق البعيدة عن بقعة الاشتباك ، يمكن القول ان هذه الخسائر الضخمة في العديد والعتاد وفي المنشآت العسكرية المختلفة كان من الصعوبة بمكان ان تتحقق او ان تقع للمسلحين لو كان الجيش السوري وحلفاؤه قد نفذوا عملية هجومية واسعة على الاماكن  المحصنة حيث يسيطر هؤلاء  في مناطق ريف ادلب الشرقي والجنوبي الشرقي وفي ريفي حلب الشمالي والغربي .

- ان المعبر الضيق و الواقع ما بين الراموسة وبين كليتي المدفعية والفنية الجوية والذي حصل عليه المسلحون بعد معركتهم الاخيرة والتي كلفتهم هذه الخسائر الضخمة المذكورة اعلاه  ، و اعتبروه المحور المطلوب لكي يتم من خلاله فك حصار حلب ، و الذي سيسمح لهم بكسر الطوق عن مسلحيهم في داخل احياء المدينة الشرقية ، هو عمليا عبارة عن معبر خطر جدا  كونه لا يؤمن لهؤلاء سهولة وامانا في الانتقال عبره  ، و هو معرض لنيران الاسلحة المباشرة وغير المباشرة وتتحكم فيه  وبفعالية نيران مدرعات الجيش العربي السوري عن مسافات تتجاوز ال 4 كلم ، ويمكن اعتباره محور قتل وموت للمسلحين ، خاصة  انه سوف يكون هدفا واضحا و رئيسيا لوحدات هذا الجيش ، وبالتالي لا يمكن اعتباره من الناحية الميدانية والعسكرية محورا صالحا لفك طوق حلب .

قراءة ميدانية حول معركة ’ فك طوق حلب ’ الاخيرة

حلب ...المعركة المفتوحة

- بعد السيطرة الاخيرة للمسلحين على المواقع المذكورة ، والتي يفترض بهم مبدئيا التشبث بها لعدم خسارتها ، يمكن القول انهم الان قد تجمعوا في بقعة معروفة ومحددة الابعاد ومكشوفة ، وسيكونون عرضة لقصف جوي مركز من احدث الطائرات الروسية  التي تحمل طيارين من الوحدات الجوية الروسية او السورية ،  و المزودة باكثر القنابل فتكا ودقة ، و ايضا معرضين وكهدف شبه ثابت في بقعة محصورة  ، لنيران مكثفة ومركزة من مدفعية وصواريخ الجيش العربي السوري وحلفائه .

2016-08-08