ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: الحرب على اليمن هي حرب أميركية

الصحف الاجنبية: الحرب على اليمن هي حرب أميركية

شدّد باحث أميركي بارز على أن الحرب في اليمن هي حرب أميركية، وذلك بعد صفقة بيع السلاح الأخيرة بين واشنطن والرياض، مسلطاً الضوء على الدور التسليحي الذي تلعبه واشنطن بهذا العدوان، وعلى صفقات بيع السلاح الضخمة التي تمت بين الجانبين خلال فترة رئاسة باراك أوباما، فيما كشفت وسائل اعلام أميركية أن أحد النواب الجمهوريين ينوي العمل على وقف هذه الصفقة، حيث انتقد السعودية بسبب سجلها السيء في مجال حقوق الانسان، ووصفها بالحليف غير الجدير بالثقة.

الدور الاميركي في الحرب على اليمن

كتب الباحث الأميركي المعروف "Bruce Riedel" مقالة نشرها موقع "National Interest" بتاريخ الحادي عشر من آب/ اغسطس الجاري، أشار فيها الى صفقة بيع السلاح الجديدة بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث قامت واشنطن ببيع الرياض 153 دبابة من طراز "Abrams" اضافة الى اسلحة اخرى.

وقال الكاتب "ان الصفقة هذه انما تؤكد على الدور الكبير الذي تلعبه ادارة أوباما بدعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن"، لافتاً الى "أن اعلان وزارة الخارجية الاميركية عن الصفقة المذكورة انما يشير الى ان عشرين دبابة (من اصل 153 ستبيعها واشنطن للرياض) هي من اجل استبدال الدبابات التي دمرت في المعارك"، منبهاً الى ان المكان الوحيد الذي تشارك فيه الدبابات السعودية في المعارك هي المناطق الحدودية السعودية اليمنية (ملمحاً بالتالي الى الخسائر العسكرية التي تلقتها السعودية في اليمن).

كما قال الكاتب "ان "أنصار الله" نجحوا بشكل كبير ومفاجئ بضرب أهداف داخل السعودية منذ أن بدأت الحرب قبل ستة عشر شهراً"، مرجحاً أن يكون عدد الدبابات التي تضررت بالمعارك أكثر من عشرين دبابة.

وأشار الكاتب كذلك الى "أن "أنصارالله" قصفوا مناطق داخل السعودية" تم اخلاء بعضها، اضافة الى أن القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح قد أطلقت صواريخ سكود على قواعد جوية سعودية وغيرها من الاهداف".

الكاتب نبه الى "أن صفقة بيع الدبابات ما هي سوى الحلقة الاخيرة في سلسلة صفقات بيع السلاح منذ أن اعلنت السعودية بدء عدوانها"، مشيراً الى أن القوات الجوية السعودية حصلت على ذخيرة وقطع غيار بمليارات من أجل مواصلة قصفها الجوي على اليمن، وأكد أن القوات الجوية السعودية كادت أن تستنزف لولا الدعم الاميركي والبريطاني.

واعتبر الكاتب "أنّ الرئيس باراك أوباما هو "أكثر الرؤساء حماسة" لبيع الاسلحة للسعودية في تاريخ اميركا"، منبهاً الى أن قيمة مبيعات الأسلحة للسعودية خلال فترة رئاسته بلغت ما يزيد عن 110 مليار دولار.

كذلك لفت الكاتب الى "أنّ الرياض كانت العاصمة العربية الاولى التي زارها باراك أوباما كرئيس"، مشيراً الى أنه زار السعودية أكثر من أي بلد آخر في الشرق الاوسط، ولذا فإن العلاقات الاميركية-السعودية في فترة اوباما كانت "وعرة ولكن مربحة" في الوقت نفسه.

هذا ورأى الكاتب "أن السعودية تبالغ بدور ايران في اليمن من أجل كسب الدعم الشعبي لمواصلة الحرب"، مشيراً الى ان الطرف الخاسر في هذه الحرب هو الشعب اليمني، واشار الى ان ما يزيد عن نصف الشعب اليمني يعاني سوء التغذية، لافتاً الى الخطر الكبير الذي يواجهه الاطفال.

وفي الختام، خلص الكاتب الى ان الحرب على اليمن بالكاد تذكر في الاعلام الاميركي، رغم انها حرب اميركية"،على حد تعبير الكاتب نفسه.

مجلة "Foreign Policy" بدورها نشرت تقريرا بتاريخ الحادي عشر من آب/ اغسطس الجاري كشفت فيه "أن السيناتور الاميركي عن الحزب الجمهوري "Rand Paul" يبحث عن سبل لوقف صفقة بيع السلاح الى السعودية والتي تبلغ قيمتها 1.15 مليار دولار".

التقرير اشار الى "أن كلام "Paul" يأتي في الوقت الذي استأنفت فيه السعودية قصفها على العاصمة اليمنية صنعاء بعد انهيار محادثات السلام في الكويت".

ونقل عن "Paul" قوله انه "سيعمل مع ائتلاف من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لبحث امكانية فرض تصويت على الصفقة وان السعودية لها سجل سيء في مجال حقوق الانسان وهي حليف غير جديرة بالثقة"، كما نقل عنه بأنه يجب "عدم الاسراع ببيع اسلحة متطورة لهم (للسعودية) والترويج لسباق تسلح في الشرق الاوسط".

وحذر التقرير من "ان منظمات حقوق الانسان انتقدت الصفقة واعتبرتها نكسة لمساعي الضغط على السعودية لتخفيف وتيرة حملتها العسكرية"، كما لفت الى أن السيناتور الديمقراطي "Chris Murphy" كان قد أعرب قبل ايام عن قلقه من صفقة السلاح، حيث اشار الى عدد الضحايا المدنيين الكبير في اليمن وتقليص الرياض لدورها في الحملة العسكرية ضد "داعش"".

وأشار الى بيان "Murphy" الذي قال فيه "انه يريد ان يرى التزاماً سعودياً "بالانضمام مجدداً الى هذه المعركة (ضد داعش) كجزء من صفات بيع السلاح الكبرى"، إلا أن التقرير أكد بالوقت نفسه أن وقف صفقة التسلح ستكون مهمة صعبة، اذ ان المستفيد الاساس منها هي شركة "General Dynamics Land Systems" بحسب المعلومات التي تم الكشف عنها من جهات مطلعة.

وتابع "إن الشركة هذه تابعة لشركة "General Dynamics" التي هي شركة سلاح ضخمة لها نفوذ كبير في الكونغرس".

ولفت التقرير الى "ان منظمات حقوق الانسان انما اعتبرت ان صفقة السلاح توجه الرسالة الخاطئة الى السعودية، حيث نقل عن "Scott Paul" وهو المستشار في منظمة "Oxfam America" ان على المجتمع الدولي الدخول بكل ثقله باتفاق السلام".

كما نقل عنه بأن صفقة بيع السلاح توجه الرسالة المضادة التي تفيد بأن الولايات المتحدة داخلة بكل ثقلها في حرب "لا معنى لها" أدت الى أزمة انسانية هي من الاكبر في العالم.

ونبه التقرير الى ما تناولته وكالات الانباء عن مقتل 14 مدنياً عقب استهداف الطائرات التابعة للعدوان السعودي احدى المصانع في حي النهضة بالعاصمة صنعاء.

تلاعب بالمعلومات الاستخبارتية الاميركية حول الحرب ضد "داعش"

من جهته، نشر موقع "Daily Beast" تقريراً بتاريخ الحادي عشر من آب/ اغسطس الجاري أشار فيه الى "ان تقريرًا صدر عن اعضاء جمهوريين في الكونغرس الاميركي استنتج بأن مسؤولين كبارًا في القيادة الوسطى الاميركية تلاعبوا بالتقارير الاستخبارتية حول الحرب ضد "داعش" بغية اعطاء صورة اكثر تفاؤلية حول سير هذه الحرب".

ولفت التقرير بالوقت نفسه الى "ان نوابًا ديمقراطيين توصلوا الى الاستنتاج ذاته بعدما أجروا تحقيقًا منفصلًا حول هذا الموضوع"، وأضاف "إن التقارير الاستخباراتية تضمنت معلومات وصلت الى الرئيس الاميركي باراك اوباما، وان تغيير محتواها من اجل اعطاء صورة تفاؤلية عن سير الحرب تم بشكل ممنهج".

التقرير أوضح "انه وخلال اربع حملات شنت على "داعش" في العراق في عامي 2014 و2015، فإن التقييمات التي صدرت عن القيادة الوسطى كانت اكثر تفاؤلية من تلك التي قدمتها اجهزة الاستخبارات الاميركية".

كما أضاف التقرير "ان المشرعين الاميركيين القوا باللوم على مسؤولين اثنين كبيرين في القيادة الوسطى الاميركية، وهما مدير مديرية الاستخبارات بالقيادة الوسطى "Steven Grove" ونائبه "Gregory Ryckman"".

الا ان التقرير عاد وتساءل عن سبب هذا التلاعب بالمعلومات، مشيراً الى "ان المشرعين الاميركيين لم يلفتوا الى اية ادلة تفيد بان البيت الابيض اصدر التعليمات من اجل تقديم صورة اكثر وردية عن الحرب ضد "داعش""، غير "أن التقرير نقل عن النائب الجمهوري "Mike Pompeo" الذي شارك بإعداد التقرير الذي صدر عن النواب الجمهوريين، بأن هناك اعتقادًا بأن الادارة الاميركية كانت تريد اعطاء هذه الصورة التفاؤلية عن سير الحرب ضد "داعش""، ما دفع المسؤولين بالقيادة الوسطى لاتخاذ قرار تغيير محتوى التقارير".

ونقل التقرير عن "Pompeo" بأن المسؤولين الكبار بالقيادة الوسطى كان لهم فهم "عميق" للخطاب السياسي الذي كانت تقدمه ادارة اوباما، كما تحدث عن وجود "ثقافة" حيث يتم مكافأة من يتبنى هذا الخطاب السياسي.

كذلك نقل التقرير عن "Pompeo" بأن "اوباما كان يتحدث عن المعركة نفسها وعن النجاح بهزيمة ما أسماه "التهديد الجهادي" وان الرسائل التي كانت تأتي من مجلس الامن القومي  والبيت الابيض كانت جميعها تصب في الاتجاه ذاته، وعليه اعتبر ان لا تفسير آخر لما حصل".

وفيما قال التقرير "انه ليس هناك الكثير من الشك بان صعود "داعش" شكل احراجا سياسيا وتحدياً امنياً للبيت الابيض، اذ جاء بعد عام واحد على اعادة انتخاب اوباما بعد ان خاض حملة انتخابية ركزت على تقليص الحروب في العراق وافغانستان"، أشار الى ما قاله اوباما في اوائل عام 2014 عندما وصف "داعش" بالجماعة الارهابية البدائية.

 

2016-08-12