ارشيف من :آراء وتحليلات

حرب النفط في ليبيا قاب قوسين

حرب النفط في ليبيا قاب قوسين

يجمع جل الخبراء والمحللين على أن هناك معركة جديدة ستندلع في ليبيا، تضاف إلى المعارك الأخرى، وهي وشيكة الحدوث، وبين الجيش الليبي بقيادة حفتر من جهة وحرس المنشآت النفطية أو ما يسمى بميليشيات الجضران من جهة أخرى. ويتوقع أن تزيد هذه المعركة في تأزيم الأوضاع على الساحة الليبية المشتعلة شرقا وغربا.
ويبدو أن حفتر الذي يسيطر على عدد هام من آبار النفط قرر التوقف عن ضخِّ النفط إلى الخزانات التي تسيطر عليها جماعة الجضران، ومع نفاذ هذه الخزانات سيتوقف التصدير، وعليه فإن حرس المنشآت سيجدون أنفسهم بلا موارد أو مداخيل هامة ما سيدفعهم إلى خوض صراع من أجل البقاء في ظل غياب تام للدولة الليبية التي يفترض أن تسيطر على منشآتها وتتولى دفع رواتب حراس تلك المنشآت.

إملاءات خارجية

ويتوقع البعض أن تكون هناك إملاءات من الخارج تلقاها حفتر، مفادها وجوب القضاء على ميليشيا الجضران والسيطرة على قطاع النفط بالكامل ضخا وتصفية وتصديرا. فهناك أطراف عديدة يسيل لعابها على النفط الليبي وهي معلومة من الجميع منها دولي ومنها أيضا أطراف عربية وإسلامية ألقت بكل ثقلها في الملف الليبي.

حرب النفط في ليبيا قاب قوسين

ليبيا : الحرب على النفط


ولعله المؤكد أن الطرف الخارجي الذي يدفع بحفتر إلى الهيمنة على قطاع النفط تتعارض مصالحه مع جماعة الجضران الذين كانوا على اتصالات لافتة بالمبعوث الأممي كوبلر الذي طالته اتهامات بتجاوز مهمته وخدمة أطماع طرف خارجي في النفط الليبي. وترتع في ليبيا أجهزة الإستخبارات الأجنبية والقوات الخاصة الفرنسية والأمريكية وغيرها بلا رقيب أو حسيب والكل يلهث وراء نصيبه من هذه الثروات الهائلة التي يرقد عليها بلد عمر المختار.

خيار خاطئ

 ويرى البعض أن معركة النفط هذه هي خيار خاطئ لحفتر الذي سيفتح جبهة جديدة قد تعجل بنهايته، خاصة وان هناك معارضة واسعة لهذه الخطوة من قبل موالين له. فهو في عداء مع جماعة "فجر ليبيا" التي يعتبرها إرهابية والتي تسيطر على العاصمة طرابلس و تحتضن ما تسمى بـ"حكومة الوفاق"، كما أنه في حرب مستمرة مع الجماعات التكفيرية في الشرق الليبي.
ولذلك، يشكك البعض في قدرته على خوض كل هذه الحروب دفعة واحدة، ويؤكد أن نهايته ستكون في حرب المنشآت النفطية التي يخشى من أن تؤدي إلى تدمير البنى التحتية لقطاع النفط خاصة مع ما عرف عن الميليشيات الليبية من رغبة تدميرية وإتيان على الأخضر واليابس. ولعل تدمير مطار طرابلس وأسطول الطائرات المرابط به من قبل جماعة "فجر ليبيا" في قتالهم لميليشيا "الزنتان" التي كانت تسيطر على المطار، يبقى شاهدا على وحشية هذه الميليشيات ولا مبالاتها بمكاسب الشعب الليبي.

2016-08-12