ارشيف من :آراء وتحليلات

ما وراء الازمة الأخيرة بين تونس و الجزائر

ما وراء الازمة الأخيرة بين تونس و الجزائر

بخلاف العادة، تشهد العلاقات التونسية الجزائرية بعض التوتر الذي أدى إلى إغلاق الطرف الجزائري لأحد المعابر الحدودية بمنطقة ساقية سيدي يوسف المناضلة التي شهدت اختلاط دماء الشعبين الشقيقين في مقاومة الإستعمار و دحره في مجزرة شهيرة ارتكبها الإستعمار بحق الشعبين. والسبب في هذا التوتر هو قيام الطرف التونسي بإقرار ضريبة على سيارات الجزائريين العابرين إلى الأراضي التونسية وهم أصناف ثلاثة: إما عائلات اختارت قضاء عطلة الصيف في المنتجعات السياحية التونسية، أو تجار لديهم معاملات مع نظراء لهم من التونسيين، أو عائلات متصاهرة مع أخرى تونسية تقوم باستمرار بربط الصلات مع الأقارب و الأصهار.
و الحقيقة أن هذه الخطوة لم تغضب الطرف الجزائري فحسب بل أن تونسيين أيضا عبروا عن عدم رضاهم على ما أقدمت عليه بلادهم بحق أشقائهم الجزائريين. ورأى المحتجون من التونسيين في مواقع التواصل الإجتماعي و في وسائل الإعلام أن هذه الخطوة التونسية هي خطأ فادح، وجب تلافيه من خلال التراجع عن القرار لأن ذلك يسيء إلى العلاقات التاريخية العريقة بين البلدين.


حكومة تصريف أعمال
و بحسب ما رشح من أنباء فإن رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي التقى السفير الجزائري في تونس السيد عبد القادر حجار ويبدو أن الأمور في طريقها إلى الحل خاصة وأن الرئيس التونسي كما السفير الجزائري ينتميان إلى جيل الإستقلال و بناة الدولة و عملا مع بورقيبة و بومدين. فقد تم فتح المعبر الحدودي على مستوى مدينة ساقية سيدي يوسف لكن لم يتم الإعلان إلى حد الآن عن إلغاء الضريبة التي تسببت في هذه الأزمة وأساءت إلى العلاقات بين الجارين.

ما وراء الازمة الأخيرة بين تونس و الجزائر

قصر قرطاج


و يؤكد الطرف التونسي على أن قرار الضريبة تم اتخاذه في عهد حكومة السيد مهدي جمعة (حكومة التكنوقراط التي أدارت الدولة و أشرفت على تنظيم انتخابات 2014 بعد الأزمة السياسية التي حصلت في عهد حكومات الترويكا بقيادة حركة النهضة) و ذلك بموجب قانون المالية لسنة 2014. وبالتالي فإن الحكم الجديد الذي انبثق عن انتخابات 2014 غير مسؤول عنها و إزالتها تتطلب أن تباشر حكومة جديدة مهامها بما أن حكومة الحبيب الصيد الحالية هي حكومة تصريف أعمال تنتظر تسليم مقاليد الأمور إلى حكومة جديدة يقوم يوسف الشاهد الآن بتشكيلها.


وعود تونسية
و على ما يبدو فإن وعودا نالها السفير الجزائري من قرطاج (مقر الرئاسة التونسية) و قام بإبلاغها إلى المرادية (مقر الرئاسة الجزائرية) مفادها أن الطرف التونسي سيلغي هذه الضريبة بمجرد أن تباشر الحكومة الجديدة مهامها. وهو ما يفسر عودة فتح المعبر الحدودي المغلق.
و للإشارة فإن العلاقات التونسية الجزائرية كانت على الدوام علاقات مثالية في منطقة المغرب العربي ولم تتأثر بالأزمات العديدة التي شهدتها المنطقة و لا بالتنافس الخفي بين بورقيبة و بومدين على الزعامة في وقت ما.

2016-08-16