ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: القصف الروسي من إيران خطوة استراتيجية تقلق ’إسرائيل’
رأى الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان "انه على الرغم من معرفة أجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية" والأميركية مسبقاً عن نية روسيا مرابطة طائرات قتال وقصف في قاعدة عسكرية في ايران، فإن لهذه الخطوة معان استراتيجية بعيدة الأثر عالمياً وينبغي لها أن تُقلق "اسرائيل" أيضا".
وبحسب ميلمان فـ"إنّ هذه الخطوة المفاجئة تعد نتيجة لاتصالات سرية بين ضباط كبار من الدولتين استمرت لأشهر طويلة، وهذه هي المرة الاولى التي تعمل فيها طائرات السلاح الروسي في سوريا من قاعدة في دولة ثالثة". وفق المتحدث فـ"إن الاسباب التكتيكية لهذه الخطوة هي أن قاعدة "حميميم" –المجاورة للاذقية- والتي انتشرت فيها حتى الآن الطائرات القتالية الروسية، ليست كبيرة بما يكفي كي تستوعب طائرات تو 22" وفق زعمه.
وأوضح ميلمان "أن هذه الخطوة هي اشارة الى أن موسكو وطهران تسخنان العلاقات بينهما، ولاسيما التعاون العسكري"، مضيفاً "لم يكن هذا قراراً بسيطاً لطهران، لكن يبدو أن رغبة ايران في مساعدة الرئيس السوري بشار الاسد تغلبت على كل اعتبار آخر" وفق قوله.
القصف الروسي من إيران خطوة استراتيجية تقلق "إسرائيل"
أما الاعتبارات الروسية من جهة ثانية فهي أوسع بكثير، قال ميلمان الذي يضيف:"من ناحية موسكو ليست هذه مجرد خطوة تكتيكية لتعزيز الاسد والمس بالمنظمات الإرهابية. هذه الخطوة تدخل ضمن انتشار استراتيجي أوسع. هدفها زيادة النفوذ الروسي في الشرق الاوسط". حسب تعبيره.
ولفت ميلمان الى "أنه من هذه الناحية يستغل الرئيس فلاديمير بوتين الفرصة عقب سياسة خارجية وأمن مترددة، غير مركزة وغير ثابتة لدى الولايات المتحدة بقيادة الرئيس باراك اوباما. فالسياسة الامريكية تحاول قطع نفسها عن التدخل في نزاعات بعيدة عن الوطن، حتى بثمن الانزلاق الى سياسة الانعزال".
وأردف ميلمان "تزيد روسيا لتحقيق أهدافها أيضًا تعاونها مع مصر والسعودية، وتعرض عليهما بيع السلاح. وذلك إضافة الى المصالحة بين بوتين والرئيس التركي اردوغان".
وفي هذا السياق، كتب ميلمان "في الصين ايضًا يلتقطون الضعف الامريكي. فقد أعلن هذا الاسبوع ناطقون رسميون في بكين أن الصينيين سيزودون السلاح للجيش السوري وسيساعدونه في التدريبات. وقد جاء هذا البيان في أعقاب زيارة لوفد عسكري رفيع المستوى من الصين الى دمشق".
وتابع الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "معاريف" "من زاوية النظر هذه ينبغي أيضًا أن نرى علاقات "اسرائيل" مع روسيا، فمصادر "اسرائيلية" تدعي بأن انتشار الطائرات الروسية في ايران لا تشكل في هذه اللحظة تحديًا، وبالتأكيد لا تعرض المصالح القومية الاسرائيلية للخطر" وفق زعمها.
وفق ميلمان، واضح "أن الخطوة الروسية المفاجئة يمكنها، إذا كان سيكون لها استمرار، أن تؤدي الى نتائج سلبية وتؤثر على الاستراتيجية "الاسرائيلية". واضح -بحسبه - لأصحاب القرار في "اسرائيل" وللقيادة العسكرية بأن موسكو تحاول دق إسفين بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين في المنطقة. هكذا ايضًا القدس، الرياض، أنقرة والقاهرة تريد أن تكون مع النجم الروسي اللامع في سماء الشرق الاوسط وأن تبتعد عن النجم الاميركي المنطفئ والساقط".
وختم ميلمان بالقول:"لكن حتى لو كانت مصر، السعودية وحتى اسرائيل تفهم اللعبة الروسية ودوافعها الحقيقية ومع ذلك، فإن التسكع مع روسيا هو لعبة خطيرة من ناحيتها، وهي تجذب بغير ارادتها لتكون أداة لعب على لوحة الشطرنج الروسية".
يُشار الى أن سلاح الجو الروسي نشر قبل بضعة أيام في قاعدة همدان في غرب ايران طائرات القصف الاستراتيجي من طراز "تو 22" وطائرات قتالية من طراز "سوخوي 34".