ارشيف من :آراء وتحليلات
توتر في العلاقات بين المغرب و موريتانيا
تشهد العلاقات الموريتانية المغربية بعض التوتر بسبب مواقف موريتانيا في الآونة الأخيرة من قضية الصحراء الغربية بالأساس و بسبب القمة العربية الأخيرة التي احتضنها بلد المليون شاعر. فنواكشوط أعلنت الحداد ثلاثة أيام إثر وفاة أمين جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة اختصارا بالإسبانية بـ"البوليساريو" وبـ"الجمهورية العربية الصحراوية" العضو المؤسس في الإتحاد الإفريقي، وهو ما يبدو أنه أغضب المغرب.
كما تحدثت الصحافة المغربية عن قيام الرباط في القمة الإفريقية الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الرواندية كيغالي، بتوزيع وثيقة على عدد من الدول الأعضاء في الإتحاد تطالب بضم المغرب إلى الإتحاد و طرد "الجمهورية العربية الصحراوية". كما تحدث الإعلام المغربي عن رفض كل من موريتانيا و تونس و مصر الإمضاء على هذه الوثيقة وهو ما أغضب الطرف المغربي من هذه البلدان العربية الإفريقية.
وكان المغرب في السابق عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية قبل أن ينسحب منها احتجاجا على ضم البوليساريو بسعي من الجزائر، و تسارعت الأحداث و اتفق الأفارقة على إنهاء منظمة الوحدة الإفريقية و تأسيس الإتحاد الإفريقي فأصبحت "الجمهورية الصحراوية" عضوا مؤسسا للإتحاد. لذلك فإن المغاربة يتحدثون عن رغبة في "العودة" إلى المنظمة الإفريقية فيما يعتبر الجزائريون أنه على المغاربة طلب العضوية من جديد وليس العودة لأن منظمة الوحدة الإفريقية التي انسحب منها المغرب ولى زمانها و تأسس إتحاد إفريقي بدلا عنها لم يكن المغرب يوما عضوا فيه حتى يطلب العودة.
القمة العربية
و رأى بعض المغاربة في مسارعة موريتانيا إلى التعبير عن رغبتها في احتضان القمة العربية الأخيرة بعد أن امتنع المغرب عن استضافتها على أرضه استفزازا للرباط وإحراجا لها امام العرب. و في هذا الإطار شن مغاربة هجوما على موريتانيا في الإعلام و في مواقع التواصل الإجتماعي و شككوا في قدرتها على تنظيم القمة وسخر البعض الآخر من تنظيمها في يوم واحد عوضا عن يومين مثلما جرت العادة بسبب تواضع إمكانيات نواكشوط، و سخروا أيضا من الحضور العربي الضعيف على مستوى القادة.
القمة العربية في موريتانيا
تجدر الاشارة الى ان هذه القمة شهدت رفض بلدان من المغرب العربي ، على غرار تونس و الجزائر ، جلوس ما تسمى "المعارضة السورية" على المقعد المخصص لسوريا. وقد اعتبر كثير من المحللين بأن هذا نجاح يحسب للقمة الموريتانية و للدولة الحاضنة لهذه القمة التي أصرت على التنظيم رغم محدودية الإمكانيات.
حرب الاضواء
و تشهد الحدود بين موريتانيا و الجزء الخاضع للمغرب من الصحراء الغربية، بحسب إعلاميين ، ما يسمى بـ"حرب أضواء" بين البلدين . حيث سلط الجانب المغربي أضواء كاشفة تحجب الرؤية على حرس الحدود الموريتانيين الذين ردوا بالمثل و سلطوا بدورهم الاضواء الكاشفة على نظرائهم المغاربة، وباتت هناك خشية من حصول تبادل لإطلاق النار بين الطرفين مع التحليق المتواصل للمروحيات المغربية في المنطقة.
الجدير ذكره أن المغرب كان يعتبر موريتانيا جزءاً من أراضيه، و قد كانت تونس زمن الرئيس بورقيبة سباقة بين دول العالم الى الإعتراف باستقلال موريتانيا وهو ما جعلها تدخل في أزمة مع المغرب زمن الملك الراحل محمد الخامس. كما سعى الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة إلى ضم موريتانيا إلى جامعة الدول العربية وهو ما جعل تونس تحظى بامتيازات للإستثمار في موريتانيا و بأولوية في إبرام اتفاقيات التعاون.