ارشيف من :ترجمات ودراسات

السياسات الجديدة لوزير الحرب الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

السياسات الجديدة لوزير الحرب الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن خطة "العصا والجزرة" أو مبدأ "الثواب والعقاب" لمناطق الضفة الغربية، التي عرضها أمس وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، هي في واقع الأمر لغز هدفه قيادة خطوة سياسية أمنية دون إغضاب شُرَكائِه الائتلافيين أكثر مما ينبغي من "التيار الديني القومي" .. بتعبير آخر تتحدث خطة ليبرمان عن منح الفلسطينيين إمكانية توسيع البناء في المناطق "ج"، التي تقع ضمن سيطرة "إسرائيل" بشكل كامل.

وتضيف الصحيفة، أنه فضلاً عن إقامة ملاعب كرة قدم، مستشفى، وحدائق ألعاب في مناطق "هادئة"، يظهر في عرض وزير الحرب ما لا يقل عن سبعة مشاريع تحت عنوان "توسيع المخططات الهيكلية، توسيع نطاقات السكن، إقامة رواق اقتصادي بين أريحا والأردن، وإقامة منطقة صناعية جديدة غرب نابلس. ومعنى كل هذه المشاريع واحد: يمنح الفلسطينيون لأول مرَّة خيار إقامة بنَى تحتية اقتصادية وشبكات كهرباء، مياه، طرق، ومبانٍ على حسابهم. عمليًا، تلقى الفلسطينيون الإذن بالبناء أو "تبييض" المباني التي أنُشئت بلا تراخيص في المناطق التي تقع تحت سيطرة "إسرائيل".

السياسات الجديدة لوزير الحرب الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان

وبحسب الصحيفة، فإنَّ هذه الخطوات الصغيرة لن تغير وجه الاقتصاد في الضفة، ولن تحدث تحولًا في العلاقات مع السلطة الفلسطينية. ولكن هذه بداية جديدة. يسجل ليبرمان هنا اتجاهًا سياسيًا مختلفًا بعض الشيء. فالقيود التي فرضتها حكومات "إسرائيل" على الفلسطينيين خلقت ظواهر بناء غير قانوني واسع في المناطق "ج"، أما تهديدات الهدم من جانب "إسرائيل" فخلقت ضغطًا داخليًا هائلاً على السُّلطة وضغطًا دوليًا على "إسرائيل"، وسيعزز إعطاء التراخيص السلطة ويؤشر للعالم بـأنه رغم التصريحات العلنية عن أن محمود عباس "أبو مازن" ليس شريكًا في المفاوضات، فإن "إسرائيل" غير معنية بتدمير السلطة الفلسطينية. بل على العكس. ومن شأن المصريين والفرنسيين – الذين يعملون على خطة سياسية خاصة بهم – أن يقدروا هذه الخطوة.

قائمة العصا تطول، وتحتل قسمًا كبيرًا من الخطة، تقول الصحيفة، يوم الأحد دخل لواء بنيامين، بكتائبه الثلاث، الى قرية الفوار ونفذ هناك تفتيشات واعتقالات. وقد احتلت القرية لليلة مثلما في عصر الانتفاضة. وقد حددت قيادة المنطقة الوسطى 15 موقعًا، قرى، بلدات ومدن، ولا سيما في منطقة الخليل، نحو نصف مليون نسمة، من سكان هذه المناطق، سيحتكُّون مع الجيش الاسرائيلي على المستوى اليومي. وستفرض قيودًا على الحركة، ولن تصدر تصاريح عمل، وستلغى بطاقات الشخصيات الهامة، وتفرض حالات حظر تجوال، إغلاقات، تفتيشات متشددة في المخارج. والمعنى: قوات الجيش الإسرائيلي ستعمل بشكل مكثف من داخل مناطق "أ" التي توجد فيها مسؤولية كاملة للسلطة الفلسطينية، رغم تحفظ السلطة.

كما تتضمن خطة ليبرمان عنصرين، العنصر الأول هو إقامة موقع انترنت بالعربية، بإشراف الإدارة المدنية لبث الأخبار لسكان الضفة وغزة، كجزء من إعادة تنظيم جهاز تنسيق الأعمال في المناطق. وضمن أمور أخرى يعتزم ليبرمان زيادة ميزانية وحجم القوة البشرية في الوحدات التي تعنى بالسُّكّان المدنيين في المناطق. عنصر آخر هو توسيع الحوار الذي تجريه "إسرائيل" مع عناصر بارزة في المناطق، ممن ليسوا جزءًا من السلطة الفلسطينية. ويدور الحديث في واقع الأمر عن محاولة "إسرائيلية" للعثور على قيادة بديلة لأبي مازن في المستقبل، بحيث تكون "إسرائيل" مستعدة منذ الآن لليوم التالي.

وفي كل الأحوال، فإن خطة "العصا والجزرة" من شأنها أن تنهار في ضوء الانتخابات البلدية التي ستجرى في السلطة في 8 تشرين الاول، وفيها قد تنتصر حماس، مما سيجبر "إسرائيل" على إعادة التفكير.

2016-08-18