ارشيف من :آراء وتحليلات
ظاهرة الجدران العازلة تجتاح المغرب العربي
تقوم الجزائر ببناء جدار عازل على حدودها مع المغرب منطلقه ولاية تلمسان في أقصى الشمال الغربي الجزائري، وبحسب مصادر للعهد الإخباري فإن الهدف من بناء الجدار هو القضاء على التهريب على طرفي الحدود. و يهرب النفط الجزائري إلى المغرب فيما تشتكي الجزائر من ولوج القنب الهندي (الحشيش) المخدر إلى أراضيها من المغرب، الذي لا يتشدد نظامه مع عملية زراعة هذا النبات و استهلاكه.
و للإشارة فإن المغرب بادر قبل الجزائر إلى بناء جدار عازل بعلة محاربة الجريمة المنظمة و صد المقاتلين المتطرفين الذين تلاحقهم الجزائر في حربها على الإرهاب عن دخول أراضيه. و لقيت الخطوة المغربية معارضة شديدة من قبل منظمات حقوقية مغربية ضغطت من أجل فتح الحدود لا تكبيلها بالحواجز و الجدران العازلة.
تونس و ليبيا
وكانت تونس قد أقامت خندقا مائيا على حدودها مع ليبيا و دعمته بساتر ترابي لأسباب أمنية استعدادا لأي هجوم محتمل من جماعات إرهابية تنشط في ليبيا التي باتت تستقطب إرهابيين من مختلف الجنسيات بما في ذلك التونسيين نظرا لغياب الدولة و انتشار الفوضى. و تنتشر الدوريات العسكرية للجيش التونسي على طول الحدود وهو ما ساهم في نجاح هذا الجيش في صد الهجمات الإرهابية الأخيرة على مدينة بن قردان الحدودية التونسية.
جدران ترتفع في دول المغرب العربي
و لقيت عملية إقامة هذا الخندق الكبير انتقادات واسعة من أطراف تونسية و ليبية رأت في إنجازه مساهمة في تكريس مزيد من الفرقة بين البلدين الشقيقين و تعطيلا للحركة الإقتصادية و التجارة البينية المزدهرة بين الجارين. كما تخوفت أطراف ليبية من فرضية أن يستغل الجانب التونسي الوضع الإستثنائي لليبيا ليقضم بعض الأراضي الليبية عند عملية إنشاء الخندق و طالبت هذه الأطراف الميليشيات الليبية بالتوحد ضد أي خطر محتمل قد يستهدف المساس بحدود ليبيا.
جدار صهيوني
وتتهم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) الكيان الصهيوني بمساعدة المغرب سابقا في عملية بناء الجدار العازل الذي يقسم الصحراء الغربية إلى جزئين، واحد خاضع للمغرب و يضم غالبية الأراضي، وآخر خاضع لجبهة البوليساريو التي تطلق عليه تسمية الأراضي المحررة. ويؤكد منتمون للبوليساريو على ان الجدار شبيه إلى حد التطابق بذلك الذي أقامه الكيان الصهيوني بالأراضي الفلسطينية.
و يؤكد كثير من الخبراء و المحللين على أن ظاهرة الجدران و الخنادق هذه ستعيق عملية التواصل بين شعوب المنطقة و ستضر بحرية التنقل التي تساهم في تطوير التجارة البينية بين البلدان المغاربية. فبعد سبعة و عشرين سنة على إعلان قيام الإتحاد المغربي العربي في مدينة مراكش على إثر اجتماع هام بين القادة المغاربيين في ضاحية زيرالدا بالعاصمة الجزائرية لا يبدو أن الأمور قد سارت في الإتجاه الصحيح بشأن هذا الإتحاد الذي ولد ميتا منذ البداية بسبب استبعاد أهم قضايا المنطقة أي قضية الصحراء.
.
.