ارشيف من :آراء وتحليلات
الأوضاع تتأزم في الصحراء الغربية
عادت الأوضاع إلى التأزم في الصحراء الغربية بعد أن تجاوز الطرف المغربي الجدار الفاصل بين الأراضي الخاضعة لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والأراضي التي هي تحت سيطرة المغرب، من جهة الجنوب غير بعيد عن الحدود الموريتانية مع الصحراء الغربية وتحديدا بمنطقة الكركارات. والكركارات هي جزء من الاراضي الخاضة للبوليساريو التي يسميها الصحراويون الأراضي المحررة وتقع على بعد 7 كيلومترات من الجدار العازل.
وغير بعيد عن الكركارات فتح المغرب ثغرة في الجدار العازل لتمر شاحنات خضرواته الى موريتانيا ثم افريقيا عبر الكركرات، وسمح البوليساريو بعبور هذه الشاحنات لتسهيل التواصل بين الصحراويين القاطنين في المناطق الخاضعة للمغرب من الصحراء الغربية و الصحراويين بالمناطق الخاضعة للبوليساريو وأيضا للموريتانيين ما أنعش الإقتصاد الموريتاني.
روايتان مختلفتان
وتؤكد الناشطة السياسة والحقوقية الصحراوية النانة الرشيد في حديث لـ"العهد" الإخباري من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، بأن النظام المغربي تمادى مؤخرا و أخرج آلياته لاحتلال الكركرات وبسط سيطرته عليها مدعيا تعبيدها، ما رفضته جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وردت عليه برسائل إلى مجلس الأمن، بحسب الرشيد.
الاوضاع في الصحراء الغربية الى التأزم
بالمقابل ينفي الطرف المغربي حصول اي عبور لقواته المسلحة للجدار العازل باتجاه الكركارات، وكل ما في الأمر أن هناك عمالا مغاربة كانوا يقومون بتعبيد طريق يربط بين المناطق الخاضعة للمغرب من الصحراء الغربية وموريتانيا عبر الأراضي التي هي تحت سيطرة البوليساريو (الكركارات) وذلك لتسهيل المبادلات التجارية وحركة العبور. كما تؤكد أطراف مغربية بأن الغاية من عبور الجدار الفاصل هي محاربة المهربين وتجار المخدرات المنتشرين بهذه المناطق، بحسب الرواية المغربية.
انتشار عسكري
وتؤكد النانة الرشيد للعهد الإخباري بأن قوات تابعة للبوليساريو انتشرت في منطقة الكركارات حيث الأشغال، وذلك بمجرد علم الجبهة بالخطوة المغربية، ما أجبر القوات المغربية، بحسب الحقوقية والسياسية الصحراوية، على العودة وراء الجدار دون حصول أي اشتباك بين الطرفين الأمر الذي أكدته بعثة "مينورسو" التابعة للأمم المتحدة.
و يشار إلى أن هناك أراضيَ صحراوية كانت تحتلها موريتانيا بموجب اتفاقية مدريد بينها والمغرب، والتي دعا إليها الجنرال الإسباني فرانكو الذي رغب في تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا قبيل إنهاء إسبانيا احتلالها لها، ما جعل البوليساريو يخوض حربا ضد موريتانيا في مرحلة أولى ثم ضد المغرب لاحقا. وانتهت الحرب بين البوليساريو وموريتانيا بإبرام اتفاقية سلام انسحبت بموجبها موريتانيا من الجزء الذي احتلته من الصحراء الغربية، ولكن الاتفاقية أجازت لموريتانيا ان تظل لكويرة تحت سيطرتها، خالية من اي نشاط مدني أو عسكري وهذا يعود إلى التصاق شبه جزيرة لكويرة بمدينة نواذيبو الموريتانية، وذلك بخلاف ما يدعيه الطرف المغربي من أنه يسيطر على الأراضي الممتدة من طنجة إلى لكويرة.