ارشيف من :آراء وتحليلات

أسبوع دموي في تونس

أسبوع دموي في تونس

شهدت تونس أسبوعا داميا بدأ بعملية إرهابية بجبل سمامة التابع لولاية القصرين الحدودية مع الجزائر و تبعها حادث مروري مروع بسوق للخضار ثم نشوب حريق في سجن برج الرومي شمال البلاد. وأسفرت عملية جبل سمامة عن قتل ثلاثة عسكريين تونسيين و جرح سبعة فيما أسفر الحادث الذي جد أيضا بولاية القصرين عن ثلاثين قتيلا و عددا كبيرا من الجرحى في فاجعة لم تعرف لها تونس مثيلا.
و فيما رد الجيش على الإرهابيين و قتل و جرح منهم، ثم قام بعملية استباقية اقتحم من خلالها منزلا بمدينة القصرين وقتل من يتحصنون فيه و ضبط أسلحتهم وأحبط مخططهم الإرهابي، لم يستبعد البعض أن يكون الحادث المروري أيضا عملية إرهابية على غرار ما حصل في مدينة نيس الفرنسية. فسائق الشاحنة الجزائرية التي اقتحمت سوق الخضار تعمد بحسب شهود عيان الإصطدام بحافلة عمومية لنقل الركاب و سط سوق مكتظ لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر.

نفي رسمي
من جهتها نفت مصادر أمنية تونسية أن يكون الحادث عملية إرهابية مدبرة وأن تكون هناك جهة ما تقف خلفه، فالسيارات و الشاحنات الجزائرية متواجدة بكثرة في المدن الحدودية التونسية و في غيرها من المدن مثلما هي السيارات التونسية في الجزائر. ومن الطبيعي و الحالة تلك أن تحصل حوادث مرورية تتسبب فيها هذه السيارات و الشاحنات التي تنشط في التجارة البينية بين البلدين و تنمي التواصل بين الشعبين و كذا النشاط السياحي لكلا الطرفين.

أسبوع دموي في تونس

ما هي رسائل الاسبوع الدامي في تونس؟


و فيما يتعلق باحتراق سيارات و أشخاص نتيجة لهذا الحادث فقد أكد شهود بأن السبب في ذلك هو وجود كميات هائلة من النفط الجزائري المهرب بتلك السوق يتم بيعها به. فنشاط تهريب المحروفات مزدهر بولاية القصرين الحدودية، و التونسيون يقبلون على استهلاك النفط الجزائري الذي يباع بسعر زهيد مقارنة بنظيره التونسي، و السلطات التونسية غير صارمة في ملاحقة المتعاطين لهذا النشاط باعتباره يشغل عددا وافرا من العاطلين عن العمل و يوفر لتونس مخزونا إضافيا من المحروقات.

رسائل مشفرة
و يعتبر البعض بأن هذا الأسبوع الدموي التونسي الذي اقترن بتوقف تام لإنتاج الفوسفات في الحوض المنجمي هو رسائل مشفرة لرئيس الحكومة الجديد يوسف الشاهد من جهة ما، داخلية أو خارجية، بقصد ابتزازه للإذعان لشيء ما. فالعملية التي راح ضحيتها جنود في جبل سمامة، كانوا يحرسون شركة مدنية تقوم بتعبيد طريق بهذا الجبل  يسهل ملاحقة الإرهابيين فيه، تزامنت مع تسلم رئيس الحكومة الجديد لمهامه من قبل سلفه الحبيب الصيد بقصر الضيافة بقرطاج.
و يستعد رئيس الحكومة الأسبق و الأمين العام الأسبق لحركة النهضة حمادي الجبالي لرفع دعاوى ضد أشخاص اتهموه بأنه من أعطى الإذن بتنفيذ هذه العمليات الإرهابية باعتباره صرح سابقا بأن الإرهاب سيتصاعد نتيجة للتفاهمات التي أفرزت حكومة الشاهد. كما يربط البعض بين توقف إنتاج الفوسفات و زيارة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى ولاية قفصة، التي يقع في مدنها (المتلوي، الرديف، أم العرائس، المظيلة) الحوض المنجمي الذي يجعل تونس تحتل مراتب متقدمة عالميا في إنتاج و تحويل و تصدير مادة الفوسفات، و التي تضرر  إنتاجها منذ "الثورة" بسبب كثرة الإضرابات بالإقتصاد التونسي.

 

2016-09-02