ارشيف من :آراء وتحليلات
اضطرابات بن قردان التونسية.. بين المطالب الاجتماعية والخشية من الأعمال الإرهابية
تشهد مدينة بن قردان الحدودية التونسية والمجاورة للتراب الليبي اضطرابات تسبب فيها متظاهرون احتجوا على استهداف الجيش التونسي لأحد أبناء مدينتهم على الحدود الليبية وتحديدا بالمنطقة العازلة. ويبدو أن المتوفى كان يتعاطى نشاط التهريب على غرار عدد كبير من سكان المناطق الحدودية التونسية واشتبهت السلطات في أنه قد يكون أحد العناصر الإرهابية التي قد تتسلل عبر الحدود.
وأدت هذه الإضطرابات إلى توقف تام للنشاط بالمدينة ما دفع السلطات المحلية إلى الدخول في حوار مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني هناك. وأسفر الحوار على وعود بوجود حلول لعودة انسياب البضائع على معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا الذي أدى إغلاقه بوجه حركة عبور البضائع إلى تضرر النشاط الاقتصادي لأهالي بن قردان. كما أدت الإضطرابات إلى إحراق تجهيزات ومعدات في شركة خاصة كانت تقوم بإنجاز طريق تربط الجنوب الشرقي التونسي بالتراب الليبي وهي قسط من الطريق المغاربية السيارة التي من المفروض أن تربط العواصم المغاربية ببعضها البعض.
مخطط إرهابي
ويخشى البعض من أن تكون هذه الاضطرابات مفتعلة لصرف الأنظار عن عملية تسلل مفترضة لإرهابيين من التراب الليبي الذي يشهد حالة من عدم الاستقرار. ولعل ما يرجح هذه الفرضية هو الأنباء التي يتم تداولها من أن إرهابيي سرت الفارين من القصف الأمريكي ستكون وجهتهم إما تونس أو مصر، وأن من بين هؤلاء تونسيين يرغبون بالعودة إلى بلادهم.
لمصلحة من العبث بالمن التونسي؟
و للإشارة فإن مدينة بن قردان نفسها شهدت في وقت سابق عملية ضخمة أحبط من خلالها الجيش التونسي هجوما إرهابيا من التراب الليبي كان الهدف منه احتلال المدينة وإعلانها "إمارة إسلامية". وقد حقق جيش الخضراء نجاحا باهرا على الميدان ونجاحا استخباراتيا تمكن من خلاله لاحقا من تفكيك عديد الشبكات المرتبطة بعملية بن قردان مما يسمى بـ"الخلايا النائمة" التي كانت تنتظر اللحظة الحاسمة للانضمام إلى المهاجمين.
اتهامات للمرزوقي
وتزامنت هذه الأحداث مع اتهامات يطلقها البعض على المنصف المرزوقي، الرئيس المؤقت السابق للجمهورية، وأنصاره مفادها أنهم يحرضون أهالي الجنوب التونسي على المطالبة بالانفصال عن باقي التراب التونسي. وهو اتهام يطال المرزوقي وحزبه كلما اندلعت اضطرابات في الجنوب التونسي يعود من خلالها الحديث عن التهميش الذي يطال تلك الربوع من البلاد التونسية.
وربما يعود سبب هذا الإتهام إلى أن البعض ممن عرفوا بمساندتهم للمرزوقي على مواقع التواصل الاجتماعي يروجون لفكرة انفصال الجنوب عن باقي مناطق البلاد. لكن التحريض المباشر للمرزوقي ولقيادات حزبه غير ثابت ولا توجد أدلة تؤكده وهناك نفي قطعي من المنتمين إلى حزب المرزوقي أن تكون قد صدرت منهم دعوات من هذا القبيل.