ارشيف من :آراء وتحليلات
ليبيا.. بين فشل اتفاق الصخيرات و البحث عن البدائل
تشير كل المؤشرات و الوقائع على الميدان في ليبيا بأن اتفاق الصخيرات المغربية الذي تم برعاية أممية قد فشل فشلا ذريعا في ضبط الأمور في بلد عمر المختار. كما ثبت بالملموس أن ما حذرت منه أطراف ليبية وأخرى من دول الجوار، من أن جلسات الحوار الليبي التي تمت برعاية أممية سيكون مآلها الفشل باعتبارها لم تضم كامل أطياف الشعب الليبي و فاعلين أساسيين في المشهد السياسي.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد أكد في وقت سابق في حوار لإحدى القنوات المحلية التونسية، وقبيل توقيع اتفاق الصخيرات، بأن الحوار الليبي الذي ترعاه منظمة الأمم المتحدة سيفشل و لن يكتب له النجاح لتحقيق اهدافه. وأخذ التصريح في حينه من بعض الأطراف على أنه تدخل سافر في الشأن الليبي و رغبة في لعب دور في هذا الملف الذي تم تدويله وإبعاد دول الجوار على لعب أي دور أساسي فيه.
مظاهر الفشل
ومن مظاهر الفشل لاتفاق الصخيرات أن حكومة السراج لا يتعدى نفوذها السفينة التي تقيم بها بإحدى القواعد البحرية بالعاصمة الليبية طرابلس. أي أنها لم تصل بعد إلى مستوى حكومة حامد قرضاي في كابل الأفغانية التي تعدى نفوذها مقر إقامة الرئيس إلى بعض الأحياء المجاورة.
ليبيا والافق المجهول
كما أن من مظاهر فشل حكومة السراج أنها لم تحظ بموافقة البرلمان المقيم في طبرق و الذي يمنع من مباشرة مهامه بالعاصمة طرابلس. كما يؤكد نشطاء حقوقيون ليبيون بأن هناك حالة من عدم الرضا على حكومة السراج تطغى على الشارع الليبي خصوصا في الملفين الأمني و الحقوقي فانتهاكات حقوق الإنسان في السجون الليبية زادت بعد قدوم هذه الحكومة، و الأمن لم يستتب، ولا يوجد إنجاز واحد يمكن أن ينسب للسراج و جماعته.
دور القبائل
و يرى محللون بأن البديل عن اتفاق الصخيرات هو أن تقوم أطراف ليبية برعاية حوار وطني عوضا عن المبعوث الأممي كوبلر. وتبدو القبائل الليبية الأكثر قدرة على لعب هذا الدور باعتبار نفوذها المعنوي على السياسيين الذين هم بالأساس أبناء لهذه القبائل التي بدأت تتحرك فعليا في هذا الإطار و عقدت مؤخرا اجتماعا في تونس لإطلاق مبادرة للحوار و المصالحة وإنهاء حالة الفوضى التي تعرفها ليبيا.
ولكن القوى الوطنية في ليبيا ستصطدم بالمرتبطين بالولاءات لأطراف خارجية سواء أكانت إقليمية او أطلسية. فهؤلاء لا يتحركون إلا بإملاءات من أولي الأمر وبالتالي وجب أخذ هذا المعطى بعين الإعتبار. كما أن التنسيق مع دول الجوار و توحيد مواقفها فيما يتعلق بالأزمة الليبية أمر ضروري، فتونس و الجزائر تقفان على الحياد من أطراف الصراع وهو موقف يثير قلق جماعة الشرق باعتبار رفضهم للمساواة بينهم و بين جماعة الغرب (ميليشيات فجر ليبيا و المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته) بما أنهم، أي جماعة الشرق، يوالون البرلمان الشرعي المنتخب، فيما تساند مصر جماعة خليفة حفتر وهو ما يؤثر سلبا على الحل في ليبيا.
+