ارشيف من :ترجمات ودراسات

’معاريف’: أزمة ثقة بين ’إسرائيل’ والولايات المتحدة بعد الاتفاق الروسي-الأميركي حيال سوريا

 ’معاريف’: أزمة ثقة بين ’إسرائيل’ والولايات المتحدة بعد الاتفاق الروسي-الأميركي حيال سوريا

كتب المسؤول السابق لمركز الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" عاموس غلبوع، مقالاً في صحيفة "معاريف" تطرق فيه الى المفهوم السائد في اللغة الدبلوماسية تحت مسمى Perfidious Albion  أي "انكلترا الخائنة/غير المصداقة""، قائلاً "يبدو أن الفرنسيين هم الذين وضعوا هذا الاصطلاح السلبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وقد جاء ليوضح بأنه لا يمكن الاعتماد على "كلمة" حكومة أو على التحالف الذي يعقدونه مع دولة معينة".

 

 ’معاريف’: أزمة ثقة بين ’إسرائيل’ والولايات المتحدة بعد الاتفاق الروسي-الأميركي حيال سوريا

معاريف

 

واستشهد غلبوع بمقولة وزير خارجية انكلترا في منتصف القرن التاسع عشر اللورد فلمرستون الشهيرة والتي قال فيها "لا تملك انكلترا أصدقاء خالدين أو أعداء خالدين، بل لها فقط مصالح خالدة وواجبها في أن تحققها".

ويتطرّق غلبوع الى الاتفاق الروسي-الأميركي حيال سوريا، قائلًا "الأجدر بالرئيس المنصرف باراك أوباما وادارته إطلاق تسمية Perfidious America بعد أن خانا تقريباً كل حلفائهما في المنطقة، وبعد أن خانا قبل اسبوعين فقط حلفاءهما الاكراد، إذ في اتفاق لافروف – كيري يخونان حلفاءهما من "الثوار" الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الاسد ويغيران بـ180 درجة سياستهما المعلنة حتى الان" على حد قوله.

وتابع غلبوع "الرئيس بشار الأسد ونظامه لا يُذكران بكلمة في الاتفاق. وذلك خلافا لاتفاقات وقف نار سابقة (نهاية عام 2015، بداية 2016) والتي تقرر فيها صراحة ألا يكون الأسد في الحكم. معزوفة "الاسد ملزم بالرحيل" أنشدها علناً وعلى مدى سنوات كل من وزير الخارجية جون كيري وهيلاري كلينتون".

وأردف غلبوع " كما يقول الاتفاق انه بعد أسبوع من خفض وتيرة العنف واتخاذ خطوات انسانية، تعمل روسيا والولايات المتحدة بشكل مشترك ضدَّ منظمتي الارهاب "داعش" وجبهة "النصرة". الولايات المتحدة تقاتل على أي حال ضد "داعش"، وروسيا تقاتل أولا وقبل كل شيء ضد جبهة "النصرة"، والآن يُلزم الروس الاميركيين بأن يقصفوا معهم جبهة "النصرة". وهنا الأساس، فالكثير من المنظمات الإرهابية تقاتل معاً في الميدان مع جبهة "النصرة"، بمن فيهم ايضا ما يُسمى "الجيش السوري الحر" المدعوم من الاميركيين. وبالطبع هذا ليس هاما بالنسبة للروس لانهم يقاتلون ضد كل المسلحين. ولكن ماذا عن الاميركيين؟ هل سيبدأون هم ايضا بقصف حلفائهم؟" يُضيف الكاتب.

ويتساءل غلبوع عن المصلحة الاميركية بالاتفاق الذي تعقده إدارة أوباما عشية الانتخابات حول سوريا دون أن تولي أي اهتمام ببنوده، ويختم بالقول "وكأن طرفاً آخر من العالم لا يدري ولا يفهم بأنّ ادارة أوباما ليس لديها أية مصداقية ولا يمكن الاعتماد عليها".

2016-09-15