ارشيف من :نقاط على الحروف
’الجزيرة’: دعوة للتطهير المذهبي
ركّزت المواثيق الاعلامية الدولية على ضرورة تقيّد وسائل الإعلام بأخلاقيات المهنة، بدءاً بـ"عدم تمجيد الجريمة أو الدعوة إليها أو تشجيع العنف"، مروراً بـ "عدم نشر ما يشكل إساءة للذوق العام"، وصولاً الى "احترام الكرامة الإنسانية للفرد"،
وفيما تطرح الممارسات الاعلامية حول العالم أسئلة عديدة على مدى تقيّد وسائل #الاعلام بهذه الأخلاقيات والمواثيق، فإن أداء بعض الفضائيات العربية بات يطرح أكثر من اشكالية حول اطّلاع القائمين ومدى علمهم بوجود أخلاقيات لمهنة الاعلام. وهل أن ما نشاهده على بعض الشاشات العربية هو نتيجة جهل مطبق بالمعايير التي تحكم ما يصح ينشره وما لا يصح، أو ما يصح قوله وما لا يصح، عبر الاعلام؟ أم أنه تعمّدٌ في تخطي القيم الأخلاقية بهدف غرس ثقافة القتل والفتنة؟
مُستقبِلاً المنسق العام بين فصائل ما يسمى "الثورة السورية"، يسأل #فيصل_القاسم عبر قناة "الجزيرة" القطرية ما يلي: "لماذا تحصرون كل معارككم مع النظام في المناطق السنية؟ أين أنتم من #دمشق؟ أين أنتم من العلويين في الساحل؟ أين أنتم من المناطق المؤيدة للنظام؟ بدكم تحرروا #سوريا روحوا عالساحل. روحوا عالمناطق اللي بتأيد بشار الأسد و"العنوا أبوها". نبل والزهراء مستعمرة شيعية بقلب منطقة السنة.. كفريا والفوعة ما زالوا في قلبكم.. لماذا لا تهجروهم و"تلعنوا أبو اللي خلفن"؟!
يختم الرجل الذي يمثل بلسانه البذيء عيّنة ملخّصة عما تبثه الفضائيات العربية قائلاً "يا سيدي الحرب ما فيها عواطف!"، ليجيبه ممثل "الثورة السورية" "أعدهم ان شاء الله قادمين".
تشهد الساحة العربية طفرة في المواثيق والاستراتيجيات الاعلامية، تارة تحت عناوين أخلاقيات الاعلام وأخرى تحت عناوين مكافحة الارهاب. فينص مثلاً ميثاق الشرف الإعلامي الصادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مؤتمر عقد في تونس عام 2013 على "عدم نشر أية مادة من نشأنها نشر الكراهية وإثارة الفتن واحترام الرأي والرأي الآخر ومنع التعبئة والتشهير والابتزاز". تقول "الاستراتيجية الاعلامية العربية المشتركة لمكافحة الارهاب" بأهمية "اضطلاع وسائل الاعلام المختلفة في ايضاح الصورة الحقيقية للاسلام والعروبة ونبذهما للارهاب، وبيان أن الاسلام دين التسامح والعفو، وأنه يدعو الى التعايش مع الآخر، على أسس انسانية نابعة من تعاليم الاسلام وتوجيهاته والتأكيد على العلاقة الأخوية بين المسلمين، وأتباع الديانات الأخرى المقيمين بينهم". لكن المشكلة الأساس تكمن في اتباع بعض الفضائيات العربية - " #الجزيرة " نموذجاً - استراتيجيات تقوم علناً على التحريض على القتل والتطهير المذهبي، والدعوة الى التهجير!