ارشيف من :آراء وتحليلات

الجزائر :’اسرائيل’على الخارطة في كتاب مدرسي!

الجزائر :’اسرائيل’على الخارطة في كتاب مدرسي!

تشهد الجزائر ضجة غير مسبوقة بسبب ظهور كلمة "إسرائيل"  عوضا عن فلسطين في خريطة يتضمنها كتاب مدرسي مخصص لتلاميذ السنة الأولى من المرحلة المتوسطة. والغريب أن الجزائر غير معتادة على مثل هذه الحوادث باعتبارها بلدا ثوريا رافضا للتطبيع ولجميع أشكال الهيمنة و مساندا على الدوام للقضية الفلسطينية ومواقفه ثابتة من القضايا العربية العادلة.
لذلك تم فتح تحقيق في الأمر لمعرفة من يقف وراء هذه العملية التي أصابت الجزائريين بالصدمة كما كل من يعرف الجزائر و شعبها عن قرب. و يتوقع ان يكون التحقيق جديا لأن الجزائريين لا يتسامحون في العادة مع مثل هكذا ممارسات وهم صارمون في هذه المسألة مقارنة ببعض البلدان العربية.


اتهامات دون أدلة
و سيشمل التحقيق المشرفين على المطابع التابعة للدولة و التي تتكفل بطبع هذه الكتب، ورغم أن البعض بدأ بتوجيه أصابع الإتهام دون أدلة، ودون انتظار التحقيق، إلى وزيرة التربية نورية غبريط التي عرف عنها ميلها إلى الثقافة الفرنكوفونية. وقد يطال التحقيق أيضا الأساتذة و الخبراء الذين أشرفوا مؤخرا على عملية إصلاح التعليم التي تقوم بها الجزائر منذ قرابة العامين.

الجزائر :’اسرائيل’على الخارطة في كتاب مدرسي!

الجزائر ترفض التطبيع


و لا تبدو الوزيرة الجزائرية بالغباء الذي يجعلها تتورط في مثل هكذا عمل حتى وإن كانت راغبة فيه. وبالتالي فإن تورطها أمر مستبعد خاصة وأن متهميها بارتكاب هذه الفعلة المشينة هم غلاة التدين ومن المنتمين إلى التيارات السياسية الدينية الذين نادوا في السابق بإقالة الوزيرة ووجدوا اليوم فرصة ملائمة لمهاجمتها و تصفية الحساب معها.


سباق مع الزمن
وأغلب الظن أن ما حصل هو عملية اقتباس لخريطة مصدرها إما الكيان الصهيوني أو دولة تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني وتعترف به. وقد تم طبع الخريطة دون التثبت من محتواها مع ضغط الوقت و السباق مع الزمن الذي يوجب أن تجهز هذه الكتب مع انطلاقة السنة الدراسية .
و يشار إلى أن هذه الكتب ستسحب وفقا لمصادر إعلامية جزائرية لأن الأمر يتعلق يمصداقية الدولة و التزاماتها الخارجية، وسيتم تصحح الخطأ في غضون أيام ودون انتظار لنتائج التحقيق. و رغم ذلك تؤكد هذه المصادر أن الكتاب غير موجود الآن في الأسواق و لم تتمكن من الحصول على نسخة منه وهو ما  يرجح فرضية  أنه قد تم البدء  بسحبه.

2016-09-17