بعد فترة من الهدوء انقطعت فيها وسائل الإعلام عن التطرق إلى الموضوع عادت مسألة فرض تونس لضريبة على سيارات الجزائريين التي تلج أراضيها لتطفو على السطح. واهتمت بالموضوع وسائل الإعلام التونسية والجزائرية على حد سواء رغم الأزمة المثيرة للجدل التي يمر بها حزب نداء تونس الحاكم هذه الأيام..

الحدود التونسية الجزائرية

ولعل السبب في عودة هذا الملف إلى الواجهة هو إعلان الجزائر عن معاملة التونسيين بالمثل، أي فرض ضريبة على سيارات التونسيين التي تدخل الأراضي الجزائرية عبر مختلف المعابر الحدودية بين البلدين.
وفي حين هللت أطراف جزائرية لهذا القرار، عبرت أطراف أخرى عن رفضها له والاكتفاء فقط بمطالبة الطرف التونسي بإلغاء ضريبته التي أثارت احتجاج مواطنين جزائريين أغلقوا أحد المعابر بالقرب من مدينة ساقية سيدي يوسف الحدودية لفترة بالرغم لما لهذه المدينة من رمزية في العلاقات الثنائية بين البلدين باعتبارها شهدت اختلاط دماء الشعبين خلال مرحلة الكفاح المشترك ضد الاستعمار.
 
منع من لقاء الرئيس
 
وما زاد الطين بلة، نشر جريدة جزائرية لتصريح قيل إنه للسفير الجزائري في تونس السيد عبد القادر حجار قال فيه بأن أطرافا في رئاسة الجمهورية في تونس منعته من لقاء رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.  قابله صمت رسمي تونسي باعتبارأن رئيس الجمهورية خارج الديار ولا أحد يرغب في توريط نفسه بتصريح قد يعود عليه بالوبال.
وقد خلق هذا الخبر حالة من الاحتقان لدى الجانب التونسي هذه المرة، وتساءلت أطراف عديدة حول من يسيء إلى العلاقات التونسية الجزائرية التي كانت على الدوام نموذجا يحتذى على المستوى العربي. فما بين البلدين علاقات تاريخية متينة وضاربة في القدم والشعبان امتداد طبيعي لبعضهما البعض باعتبار انحدارهما من أصول واحدة ناهيك عن التوافق السياسي بينهما في أغلب القضايا التي تهم المنطقة والعالم.
 
عريضة للإمضاء
وكرد فعل على ما يحصل من إساءة للعلاقات مع الجار الغربي قام مثقفون وفاعلون سياسيون ونشطاء مجتمع مدني في تونس بالتوقيع على عريضة تطالب الحكومة التونسية بمراجعة سياساتها مع الجزائر. وتطالب العريضة بإلغاء الضريبة على سيارات الجزائريين فورا والكشف عمن يسعون إلى تخريب العلاقات بين البلدين والجهات التي تحركهم.
كما تذكر العريضة بالهبة الشعبية الجزائرية لإنقاذ الموسم السياحي في تونس بعد الضربات الإرهابية التي استهدفت القطاع السياحي التونسي مؤخرًا. وكانت السلطات في بلد المليون شهيد حثت العائلات الجزائرية على قضاء عطلهم الصيفية في تونس وهو ما ساهم في دعم القطاع الذي يعتبر من قطاعات الاقتصاد التونسي المهمة.