ارشيف من :نقاط على الحروف

المطبّعون

المطبّعون

أحمد حمدي

ألف باء وعي سياسى يقول ان التوجه السياسي للنظام في اي دولة يؤثر بالطبع على مواطنيها ويفرز معسكرين الأول، مؤيد والثاني معارض، وبينهما بالطبع أشباه لا وزن لهم ..

الملعون السادات فى إطار عقده لعار كامب ديفيد ظهر على العلن وبدون ذرة خجل تيار كامل من المطبعين من أشباه المثقفين والارزقية والمغيبين ممن سبّحوا بحمد الكامب وبشروا المواطنين والوطن بأنهار اللبن والعسل التى ستأتي مع السلام والتطبيع مع العدو الصهيوني كما ظهر أيضا تيار المقاومة والرفض وما زالت المعركة منعقدة ولم تحسم..

طبيعي ان يستمر الأمر على نفس المنوال فى ظل استمرار النظام على ممارسة خطيئة التطبيع، بل والسعي الى تطويرها عبر الاعلان المتكرر عن بدء فصول ما يعرف زيفاً بالسلام الدافئ .. فكان الإفراز الطبيعى لممارسة النظام هو ظهور الممارسة الفردية من أفراد أو منظمات وأحزاب وحركات تعلن انحيازها الى التطبيع وتنظّر له سياسياً وفكرياً، بل وأخلاقياً في إطار انتشار الدياثة السياسية وارتدائها ثوب العمل الوطني والسياسي.

المطبّعون
توقع اتفاقية كامب دايفيد

كنموذج يشرح الحالة نشير الى المطبّع Moomen Sallam والموقع المشبوه الذى يتخذه ناصية للنشر ويسمى زيفاً حركة مصر المدنية، حيث حرص المذكور على ممارسة التطبيع الكامل مع العدو الصهيونى طائعاً مختاراً، ويعلم الله ان كان بأجر أم أن التلذذ بالدياثة يكفي. وحرص الموقع المذكور على نشر الدياثة فى ثوب العمل الوطني الذى يمارسه (( المثقفون )) المفترضون لنشر قيم ما يعرفونه بالسلام وقبول الاخر والحوار من أجل صيغة تفاهم عبر نشر لقاء المطبّع مع السفير الصهيوني على موقعه.

ننطلق في رفض التطبيع والمطبعين الى حتمية الاطلاع والقراءة والنقد لما يقدمونه رغم كون الخيانة ليست وجهة نظر، ورغم ان رفض التطبيع والتصدي له فطرة سوية لمن كانت بوصلته الوطن ومصالحهما مشتركة ومتشابكة بشكل أساسي وحقيقي..

فى الاطار السابق نتصدى لنقد خطاب المطبع عبر نقاط أساسية تكشف بالمنطق زيف الخطاب بل وزيف المنطق الذى يرى فى التطبيع سلاماً دافئاً ..

النقطة الأولى .. هل كف الكيان الصهيونى يوماً عن اعتبار مصر العدو ..؟؟

مع ملاحظة عدم الخلط اطلاقاً ما بين مصر والنظام المصري لأن العدو بلسانه أعلن مراراً وتكراراً ان النظام المصري متعاون أمثل ولا يشكل خطراً، بل ويعد حليفاً استراتيجياً. ورغم هذا أعلن أيضاً وعلى الملأ ان مصر عدو يحتل أرضه التى يعرفها من النيل للفرات ..

النقطة الثانية .. يحدثنا المطبع مبررا لقاءه بسفير العدو بأنه ايمانا منه بأن (الحوار وحده هو اسلوب الأمم المتحضرة في حل مشاكلها عن طريق الوصول إلى توافق حول القضايا الخلافية بحيث تخرج جميع الأطراف رابحة. بعيدا عن لغة الدم والإقصاء والكراهية، والدخول في صراعات صفرية تنتهي بدمار الجميع، من دون وجود أي رابح، فالجميع خاسرون) .. من دون أن يقدم فى الواقع ما يفيد الاجابة عن الاتي ..

هل احتلال كيان لأراضينا تصنيفه ((قضايا خلافية)) ..؟؟

هل الخروج من الخلاف رابحين من خلال الحوار المزعوم سيضمن لنا تحرير الارض المصرية المحتلة أم سيؤكد على منهجية بيعها لصالح الصهاينة الذين لن يتنازلوا عنها طواعية لأن الواقع ايضا يؤكد عدم تفهمهم الا للغة المقاومة لا الانبطاح ..؟؟

لغة الدم والاقصاء والكراهية من أوجدها ومن يمارسها ويجعل منها منهاجا سياسيا له ويواصل احتلال الارض وقتل سكانها واعتبار العرب مجموعة من الحشرات والافاعي التى تستحق الابادة ويحل لكل أبناء الرب استحلال الأغيار ..؟؟

النقطة الثالثة .. يستمر المطبع فى تبرير الخيانة عبر قول الاتي تحت عنوان (الحفاظ على مصداقيتي ومصداقية معسكر السلام المصري)..

فيقول .. (فقدت النخبة المثقفة المصرية الكثير من مصداقيتها على مختلف الأصعدة من خلال تبني مواقف مائعة وكثيرا ما تكون منافقة السلطة الحاكمة أو الجماهير عن طريق التصرف والحديث بخلاف قناعتهم الشخصية إرضاءً للسلطة الحاكمة أو سلطة الجماهير، وهو ما ينطبق على موقفهم من السلام مع إسرائيل، فالكثير منهم يؤمن بهذا السلام وفوائدة لمصر وإسرائيل والشرق الأوسط وحوض المتوسط، إلا أنهم يتجنبون إظهار حقيقة أفكارهم طمعا في مكسب أو تجنبا لمغرم. فكان لا بد من كسر حالة النفاق هذه والنزول إلى أرض المعركة ودفع ثمن تحول مصر إلى دولة ديمقراطية حديثة) ..

ولن يعيننا من لغو القول سوى نهايته فنسأله هو وأشباهه وأسيادهم ..

هل ثمن التحول لدولة ديموقراطية حديثة هو الاعتراف بالعدو واعتباره صديقا والتطبيع معه والتعامي عن أراضينا المحتلة ومصلحتنا الواضحة فى استعادتها ..؟؟

هل الديموقراطية والحداثة لا بد وان تعني الانبطاح والتسليم والتنازل والتفريط فى الوطنية والانتماء ومرادفها دوما هو الانخراط فى سياسة التبعية التى أثبت التاريخ والجغرافيا كونها من عوامل دمار الامم المتعارف عليها، أم ان هناك ديموقراطية وحداثة حقيقيتين منهجهما الوعي بالعدو ومطامعه والتصدي له بشكل واقعي عبر تبني الاستقلال الوطني، ووقتها حتى ولو انتهجنا السلام سيكون سلام الاقوياء القائم على أسس متعارف عليها لا بد وأن تتضمن تحرير الارض عوضا عن الاستسلام المخزي الذى نمارسه ومنهاجه عبر حتمية تنازلنا عن أرضنا المحتلة والقبول بسياسة التبعية..؟؟

النقطة الرابعة .. يواصل المطبع قائلا تحت عنوان .. ((كسر احتكار السلطة للحياة السياسية)) ..

فيقول .. ((منذ يوليو 1952، احتكرت السلطة الحاكمة في مصر الحياة السياسية الداخلية والخارجية، فقد قام الحكم العسكري بتأميم الحياة العامة في مصر وليس فقط الاقتصاد. أمّم عبد الناصر السياسة والدين والإعلام والوطنية والثقافة بالإضافة لتأميم الاقتصاد، وقد استمر هذا التأميم حتى وقتنا هذا، ما تسبب في وصول الحالة المصرية إلى هذه الحالة المزرية من انهيار اقتصادي، واحتقان سياسي، وتطرف ديني، وتعصب قومي، وانغلاق ثقافي.

وأحد أهم الملفات التي يحتكرها الحكم العسكري في مصر هو ملف السلام مع إسرائيل من أجل تسويق أنفسهم باعتبارهم نصير السلام الوحيد في مصر، وأن أي تحول ديمقراطي ستكون نتيجته تهديدا لأمن إسرائيل، في ظل غياب أي قوة سياسية مؤيدة للسلام، وهو ما يجعل القوى الدولية تتغاضى عن استبداد وفساد النظام الحاكم، من أجل استقرار المنطقة. لذلك، كان لا بد من كسر هذا الاحتكار العسكري للسلام وإخبار العالم أن هناك قوى علمانية ليبرالية تؤمن بقيم السلام والتعايش وقبول الآخر، قوى مدنية قادرة على تحقيق ما يطلق عليه المفكر الليبرالي المصري أمين المهدي، “السلام المدني” أو سلام الشعوب، وهو سلام أقوى من سلام الحكومات وأكثر استقرارا)) ..

ونرد عبر مجموعة اسئلة للمطبع واشباهه واسياده ..

لو عبد الناصر دمرنا حقا كما تدعي فلماذا يلقبه العدو والى الان بالعدو المر، ويعلن بشكل متتالٍ انه منذ وفاته والى الان نجحت اسرائيل فى تحويل مصر الى حليف استراتيجي هام ..؟؟

متى كانت العلمانية تقتضي ضمان أمن الاحتلال والسلام معه ولماذا ..؟؟

سلام الشعوب الذى يتحدث عنه المطبع الاخر كيف يكون سلاما أقوى وأكثر استقرارا والعدو لا ينوي التنازل عن احتلال الارض ولا يكف عن اعتبارنا أعداء ..؟؟

النقطة الخامسة .. يواصل المطبع ليحرج نظام الكامب تحت عنوان .. ( اختبار جدية النظام في الحديث عن “السلام الدافئ” ) ..

فيقول ..  فقد خرج علينا رأس النظام الحاكم في مصر، بتصريح عن تحول السلام مع إسرائيل من سلام بارد إلى سلام دافئ، وقد فرح بهذا التصريح وصدقه الكثير من دعاة السلام ليس فقط في مصر وإسرائيل بل في دول العالم المختلفة، ولذلك كان لا بد من هذه الخطوة للتعرف الى مصداقية هذا التصريح من خلال رد فعل النظام على هذه المقابلة.

بمعنى اخر. (هل ستمر المقابلة في سلام من دون تعرضي لمضايقات أمنية وحملات إعلامية وقضايا نزع الجنسية المصرية، باعتباري مواطنا مصريا أتمتع بحرية التعبير عن آرائي ومواقفي الفكرية والسياسية بعد أن مارست حقي في مقابلة سفير دولة أجنبية معتمد لدى الدولة المصرية وقدم أوراق اعتماده لرأس السلطة ويلتقي طوال الوقت بالمسؤولين المصريين. أم سيتم التعامل معي مثل كل مرة يلتقي فيها مصري بإسرائيلي وبذلك تسقط مصداقية السلام الدافئ؟ ) ..

ونرد عبر الاتي ..

نلاحظ النقطة التى سبق واعلناها ان تطبيع النظام يستتبعه تطبيع الافراد والمنظمات وخلافه اي ان المدان الاول هو النظام قبل اي ادانة مستحقة للممارسين، فلا معنى أن نستأسد على المطبعين وندينهم بما يستحقوا ونتعامى عن الممارس الاول الذى جلبت ممارساته داء العهر السياسي الى الجميع او نبرر أو ندافع عنه..

نلاحظ أيضا ان المطبع يزايد على النظام الوضيع ويخيره ما بين عدم ملاحقته فيكسب هو الامان ويكسب النظام المصداقية أمام الحليف الصهيوني، أو يلاحقه باعتباره جاسوسا حقيرا يتوجب عليه نزع جنسيته المصرية ومحاكمته على الاضرار بالوطن عن عمد وما كان ليجرؤ ان يفعل وهو الذى أعلن ويؤكد بدء فصول السلام الدافىء ..

المطبّعون

بقية مقال المطبع فى الموقع المشبوه مليئة بالنقاط التى تتوجب الرد ولكننا نكتفى بأسئلة أخيرة نرجو من الجميع الاجابة عنها بصدق..

ان كان التطبيع مع العدو الصهيونى ممارسة ناجحة ومفيدة فلماذا يسجل التاريخ ان مصر انهارت الى الأسوأ التام من لحظة ممارسة النظام له من السبعينيات وما زالت تعاني من اثاره الكارثية الى اليوم ..؟؟

هل يمكن انكار الارتباط الوثيق ما بين التطبيع وما تبعه من اتفاقيات اقتصادية كالجات والكويز وبين كونها أسهمت بشكل كامل فى تدمير الصناعة والزراعة وحافظت على كوننا شبه دولة تستجدى غذاءها وسلاحها وتعيش على المعونات الاجنبية والقروض الجائرة التى يخبرنا الواقع انها ما دخلت دولة الا ودمرتها بالكامل ..؟؟

وأخيرا ..

بوضوح نعلن أن الهجمة منظمة والهدف واضح ووجب كسر الصورة النمطية للجاسوس الذى يراسل العدو بالحبر السري وأجهزة الاتصال المتطورة، فالتطبيع ياسادة مكّن الجواسيس وخدم الاستعمار الاوفياء من مقابلة مرؤسيهم جهرا وعلانية فى العاصمة التى استقبلت زيارة ممثل العدو من دون علم أهلها ولا موافقتهم، وصار للجواسيس منابر تنشر أحاديثهم بلا خشية ولا حرج ولِمَ لا ورب البيت بالدف ضارب..؟؟

اتحدوا جميعا لرفض التطبيع والاصرار على المقاومة دفاعا عن حقكم فى الحياة، أو اقبلوا أو تهاونوا وموتوا فى صمت كحملان تنتظر مصيرها المحتوم ..

على الهامش .. نعم أحرض علناً وأتبنى استهداف المطبعين فى كل مكان وزمان ..

#تسقط_كامب_ديفيد

#النظام_المطبّع_لا يمثلني

#التطبيع_جريمة_خيانة_عظمى

2016-09-26