ارشيف من :آراء وتحليلات
قضية المختطفين التونسيين في ليبيا واليمن تعود إلى الواجهة
سادت حالة من الفرح الشارع التونسي عبرت عنه التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإفراج عن نوران حواص التونسية التي تعمل ضمن بعثة الصليب الأحمر الدولي في اليمن. وكانت نوران قد اختطفت قبل عشرة أشهر من جهات مجهولة في "اليمن السعيد"، ومنذ ذلك التاريخ و السلطات التونسية تتعرض لضغط شعبي للسعي للإفراج عنها.
و قد توسطت سلطنة عمان في عملية الإفراج و نجحت في ذلك ووصلت نوران حواص إلى مسقط في انتظار عودتها إلى مسقط رأسها تونس أو مقر إقامتها بالأراضي الفرنسية. وجاء في البيان الرسمي العماني أنه تم التوسط للإفراج عن المواطنة الفرنسية نوران حواص بطلب من الحكومة الفرنسية دون الإتيان على ذكر تونس و لا عن البلد الأصلي لنوران الحاملة للجنسيتين.
غضب تونسي
و قد أثار هذا البيان غضب التونسيين لسببين أولهما السهو عن ذكر جنسية نوران الأصلية في البيان العماني، واعتبرت أطراف أن ذلك حصل بشكل متعمد، و ثانيهما هو أن الدولة التونسية عجزت عن القيام بالمساعي اللازمة لإرجاع نوران حواص فشفعت لها جنسيتها الفرنسية، التي لولاها لبقيت الفتاة رهن الإحتجاز، في نظر هؤلاء، و لتم الإعتداء عليها و استغلالها لمآرب خسيسة أو ربما أجهزوا عليها.
ازمة المخطوفين التونسيين
ويشار إلى أن هناك صحفيين تونسيين مختطفين في ليبيا منذ قرابة السنتين وعجزت الحكومات التونسية المتعاقبة عن إرجاعهما، حتى أن البعض تحدث ساخرا طالبا من عائلتي المختطفين السعي للحصول على الجنسية الفرنسية لهما ليعودا سالمين على غرار مواطنتهما المفرج عنها في اليمن. وتتهم عائلتا القطاري والشورابي الحكومات التونسية بالتقصير التام وبعدم بذل أي جهد أو مساع للإفراج عنهما، وهو ما أكدته والدة أحدهما العائدة لتوها من ليبيا حيث تم إخبارها من جهات ليبية رسمية بأنهم لم يتلقوا أي طلب من السلطات التونسية للبحث عن الصحافيين المفقودين.
جهل بالعالم
وفي هذا الإطار يعتبر ماجد البرهومي الناشط السياسي والحقوقي التونسي في حديثه لـ"العهد الإخباري" بأن سبب تقصير الحكومات التونسية المتعاقبة في إرجاع المواطنين المختطفين هو جهل التونسيين عموما لما يحصل في العالم و"عدم معرفتهم للناس". فالتونسيون عموما، بحسب محدثنا، لا يعرفون من الكون غير باريس وروما أين يتواجد السواد الأعظم من المهاجرين التونسيين.
ويضيف البرهومي قائلا: "ليس للتونسيين أصدقاء في هذا العالم يمكنهم المساهمة في إرجاع المختطفين وأتحدى الخارجية التونسية أن يكون فيها خبير مختص في شؤون اليمن، عالم بتركيبته القبلية المعقدة ويمتلك صداقات هناك بإمكانها المساهمة في إرجاع اي مختطف. كما أتحداهم أن يكون لهم من يعرف ليبيا حق المعرفة وهي التي جمعتها مع تونس حضارة قرطاجية واحدة، كما لا أتصور أن يكون هناك مسؤول تونسي توجه إلى الصحراء الغربية ليفهم عن كثب ما يجري بعيدا عن دعاية هذا البلد أو ذاك، أو ان تكون لديهم معرفة بقضية الطوارق في شمال مالي رغم القرب الجغرافي وقدوم الإرهابيين من هذه المناطق ليستهدفوا التراب التونسي في أكثر من مرة".
ويختم محدثنا قائلا "معرفة الشعوب خصوصا القريبة منها عن كثب وإنشاء صداقات معها ولوبيات داخلها تدافع عن المصالح التونسية أمر على غاية من الأهمية، وما لم يحصل ذلك سيعجز التونسيون مستقبلا عن إرجاع مختطفيهم وحماية حدودهم وحتى على تطوير علاقاتهم التجارية".