ارشيف من :آراء وتحليلات
التكرار يعلم الشطار
بالرغم من كون التكرار يثير الملل إلا أن الأسطورة تقول .. "التكرار يعلم الشطار"
أقول لمن يطالبون النظام المصري تغيير اسم المعبر من جهة مصر إلى معبر "سليمان خاطر" أو " سعد الدين الشاذلي" ردًّا على قيام العدو الصهيوني بتغيير اسم معبر طابا "من ناحية الأرض المحتلة" إلى اسم المجرم "مناحيم بيجين "..
لعله لم ينمُ الى علمكم الآتي..
النظام المصري ومنذ وصول الرئيس "عبد الفتاح السيسى" الى كرسي الرئاسة أعلن أنحيازه الواضح والصريح لاتفاقية العار (( كامب ديفيد ثم عاد وأكد فى أكثر من مناسبة قاطعا الطريق على المزايدين والواهمين معلنا في مؤتمر شعبي حاشد بدء فصول السلام الدافئ متزامنًا مع رؤيته لتطوير الأتفاقية ..
في الواقع لم يكتفِ فهو أرسل وزير خارجيته "سامح فهمي" الى "نتنياهو" في زيارة رسمية اتسمت بالود الشديد المعلن عمداً وبعد انتهاء الليلة جلسا بصفاء الأصدقاء ليشاهدا مباراه كرة قدم عالمية ويلتقطان الصور التذكارية فكان من الطبيعي طبقًا لهذه الحميمية أن يكون الوزير نفسه هو المبعوث الرسمي الأمثل للنظام لينوب عنه في التعزية في نفوق "شيمون بيريز" وبديهي ان ذهاب الرئيس السيسى لو كان مستطيعًا لذهب وان كانت مسألة وقت قبل ان يفعل فى القريب فكل هذه التمهيدات يجب أن تكلل ليحصد ما أراده ..
الأطر السابقة الخاضعة بالمناسبة للحقائق المعلنة على لسان الاعلام الحكومى وضعت كما هي ومصادرها موجودة ومعلنة ولكي نوضح للكافة حجم المفارقة فى مطالبة النظام المدان بالتطبيع بتغيير اسم المعبر نضطر الى تقديم نبذات مختصرة عن كل من البطل "سليمان خاطر" والبطل "سعد الدين الشاذلى" لتتضح الصورة أكثر ..
سليمان خاطر ..
بطل مصري من جنود حرس الحدود وقد واجه محاولة اختراق صهيونية للحدود بشجاعة وبسالة. فبعد ان حذر المعتدين باللغتين العربية والانجليزية ولما لم يتوقفوا فتح عليهم النار فكان جزاؤه بدلًا من التكريم الاعدام والتوصيف بالجنون وتصريح مبارك الأشهر .. "اشعر بالخجل والحزن لما فعله أحدى جنودي وأتعهد بألا يتكرر بأى حال من الأحوال"
سعد الدين الشاذلى ..
بطل مصري شب ليجد جده بطلًا آخر حارب فى التل الكبير فهام عشقاً بالنموذج وعمل على تكراره فكان له ما أراد وأنضم الى العسكرية المصرية ليشارك في حرب فلسطين ضد العدو الصهيوني ومن بعدها يتمرس ليؤسس أول فرقة سلاح مظلات في الجيش وصولًا الى قائد القوات الخاصة (المظلات والصاعقة) أثناء حرب الاستنزاف ليختتم مسيرته العسكرية بتقلده منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في حرب أكتوبر ..
لا تصالح ...
يتضح لنا من سيرة البطلين العطرة أنهما أذاقا العدو الصهيونى ويلاً يليق بمصريتهما وعروبتهما ودافعا عن الأرض والعرض والشرف فمن الطبيعى ان يتذكرهما العدو جيدًا ويصنفهما أعداء فهو كما لا ينسى أصدقاءه الاوفياء لا ينسى أعداءه ويوصفهم بالعدو المر ..
إذن، نحن أمام نظام يطبع علناً ويسعى بكد ملحوظ لتطوير التطبيع فيطالبه البعض بدور لا يليق الا بأنظمة تبنت وما زالت تتبنى الممانعة "ولن نقول المقاومة" فأي عبث يعبثه المطالبون بتغيير اسم المعبر الى معبر الابطال..؟؟
هل من المنطقي مطالبة مطبع علني بانتهاج سلوك ممانع لا يتوافق أطلاقاً مع مايفعله !! وهل هذا يعد من باب العبث حقاً أم من باب الغفلة ..؟؟
هل لنا أن نقول أن التصرف المذكور فى ضوء ما سبق يعد غسيلًا للسمعة وذراً للرماد في العيون الغافلة للظهور بمظهر المعارض الشريف أم أن هذا الاتهام باطل وظالم وهناك معان اخرى لم نتوصل لها بفهمنا المتواضع ..؟؟
أعذروني على التكرار والاطالة فرغماً عنى تحركني قناعة شعبية تقول "قل للاعور أنت أعور فى وجهه حتى ولو كان الملك" وسأظل اعتقد دومًا أن الكلمة أمانة وان لم يقرأها أحد وأحلم بوطن خالٍ من المطبلين الذين اذا رأوا مطبعاً يمارس الخيانة العلنية تغاضوا خوفاً أو طمعاً واذا اضطرتهم الظروف للظهور بمظهر المهتمين المدافعين غسلوا سمعتهم وسمعة النظام في كلمات بائسة غبية غير منطقية تؤكد الانطباع المأخوذ عنهم وعنه..
من المؤكد أن المطبعين يشكلون خطرا بينًان ومن يلتمس العذر لهم يشكل خطراً موازياً والتعامي لا يليق بالمبصرين وتجاهل كلمة الحق لأغراض شخصية "أياً كانت " لا يليق بمن ارتضى الحق والوطن طريقاً له ..
*كاتب مصري