ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’: بوتين يُملي في سوريا والولايات المتحدة تنجر
رأى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل "أنّ معركة حلب تقع في سياق صراع دولي معقد، حيث تدير الادارة الروسية ظهرها للسيطرة الدولية للولايات المتحدة".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وبحسب المعلق العسكري، فـ"إن الصراع على بقاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتأييد من ايران وحزب الله يتداخل مع مصالح موسكو، إذ يعتقد الرئيس فلاديمير بوتين أنّ الفترة المتبقية من ولاية باراك أوباما الى حين الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني، أو الى حين دخول الرئيس التالي الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني القادم، تمنحه مجالاً واسعاً للمناورة أكثر من السابق لفرض الحقائق على الارض".
واعتبر الكاتب والمعلق الصهيوني أن "الهجوم الشديد على مدينة حلب التي توجد تحت سيطرة الإرهابيين تهدف الى استنزافهم، وخلق موجات هجرة للاجئين"، ووفق قناعاته، اذا استمر هؤلاء في الهجرة الى أوروبا سيؤدي ذلك الى زعزعة الاستقرار في دول الاتحاد، ما يعطي بوتين ربحا ثانويا هاما".
وأبدى المعلق العسكري مخاوفه من أن تكون خطوة روسيا الآن تهدف الى تعزيز بقاء النظام السوري وتوسيع مناطق سيطرته في شمال سوريا، وبذلك تفرض روسيا شروطها على الادارة الجديدة القادمة في الولايات المتحدة في كانون الثاني القادم.
وفي الخلفية، يقول هرئيل "توجد أيضا رغبة روسية في اعادة الاعتراف بها كقوة دولية كبيرة يجب أخذها في الحسبان، مقابل الخشية من خطوة امريكية لتوسيع حلف "الناتو" نحو الشرق ووضع اجهزة دفاعية مضادة للصواريخ في دول "المعسكر الشيوعي" السابق" وفق قوله.
ويشير هرئيل الى "أن مشاورات سرية تجري في البيت الابيض وفي مجلس الامن القومي، حيث تم طرح امكانية قصف اهداف للنظام السوري بصواريخ عابرة بشكل يقلص خطر اصابة الجنود الامريكيين. وردت موسكو على الفور باعلانها عن نشر صواريخ ارض – جو متقدمة من نوع "اس 300" في سوريا التي تمكنها من اسقاط الصواريخ العابرة ايضا. وفي الوقت نفسه، أعلنت روسيا عن تجميد تطبيق الاتفاق مع الامريكيين حول تفكيك البلوتونيوم الذي تم التوقيع عليه في العام 2000 كجزء من الجهد المشترك لتقليص السلاح النووي، وأعلنت أمس أيضا عن ارسال سفينة كبيرة من الصواريخ، ثالثة، الى البحر المتوسط" على حد تعبيره.
وسأل هرئيل :" هل تجاوز بوتين في هذه المرة خط اللامبالاة الأمريكي؟ وهل بدأت الادارة الاميركية بالاشتباه أن تسامحها في سوريا يهدد ليس فقط إرث اوباما في مجال السياسة الخارجية، بل ايضا المهمة الحالية لأوباما، التي هي -حسب رأيه- ضمان انتخاب كلينتون؟ هذا هو الخط الذي تتحدث عنه مراكز الابحاث والمحللون في وسائل الاعلام والسناتورات في واشنطن. ولكن حتى هذه الاثناء لم تشجع هذه التحليلات الرئيس على العمل بشكل فعلي في سوريا.
وشدد المعلق العسكري على "انه اذا نجح النظام السوري في استعادة شرق حلب في نهاية حرب الاستنزاف هذه، فسيكون ذلك انتصارا مهما للاسد ولروسيا، لكنه في الوقت نفسه سيكون اشارة قوية على ابتعاد الولايات المتحدة".
وبحسب المعلق الصهيوني "إذا نجحت روسيا والاسد في حلب فسيتم تركيز الجهد العسكري على هضبة الجولان"، معرباً عن امتعاض "اسرائيلي" من الثقة الزائدة التي يمتلكها الرئيس الاسد.
واعتبر هرئيل "ان دخول اجهزة روسية متقدمة الى سوريا، مثل صواريخ اس 300 واس 400، هو ايضا أمر خطير بالنسبة لاسرائيل بسبب الخشية من وصول هذه الصواريخ في المستقبل للجيش السوري، وربما الى حزب الله ايضا".
وختم هرئيل ان "اسرائيل حذرة الآن في عملها في الشمال حيث ان نشر السلاح الروسي هناك يهدد طائرات سلاح الجو "الاسرائيلي" حتى لو كان هناك تنسيق مسبق بين الطرفين لمنع المعارك الجوية".