ارشيف من :ترجمات ودراسات
قائد سلاح البحرية الاسرائيلية الأسبق: عدوّ عدوّي ليس بالضرورة صديقي
نشرت صحيفة "معاريف" مقالًا عن قائد سلاح البحرية الاسرائيلي الأسبق اللواء احتياط اليعيزر مروم يتناول فيها التطوّرات في سوريا، فقال "تواصل الاحداث في سوريا يُحدث تغييرات غير مرتقبة في المبنى الجغرافي السياسي في منطقتنا من شأنها أن تُلزم "اسرائيل" بالعمل وتنفيذ التكيّفات اللازمة".
ورأى مروم أن "الأزمة في سوريا تخرج عن كونها أزمة سياسية او اقليمية، وهي بلا شك أزمة عالمية تهدد السلام العالمي بأسره، فالوجود الروسي المكثف في سوريا والذي ازداد جدًا في السنة الاخيرة وتضمن حتى القصف من الجو، الوجود البحري والان صواريخ اس 300 ذات مدى يصل الى مئات الكيلومترات، والتي تهدد عموم الطيران المدني والعسكري مع التشديد على "اسرائيل" والولايات المتحدة، كل هذا يجسّد عمق التغيير والخطر على المنطقة بأسرها".
وأضاف مروم "بعد أن انهارت محاولة تنسيق القتال في سوريا بين الولايات المتحدة وروسيا ألغت الأخيرة الاتفاق النووي المبرم ممنذ عام 2010، وهددت واشنطن من انعكاسات الهجوم على قوات الاسد، وقامت لاحقًا بإدخال منظومة صواريخ اس 300.. هذا يعني أن موسكو تقول لواشنطن: كفى".
اللواء احتياط اليعيزر مروم
ويتابع قائد سلاح البحرية الاسرائيلي الأسبق: "لقد مرّ الوجود الروسي في سوريا على مدى سنوات بفترات صعود وهبوط، فالاتحاد السوفياتي احتفظ لأعوام برصيف سوفياتي شمال ميناء طرطوس حيث هناك قوة بحرية (كان الروس بحاجة الى ميناء في المياه الساخنة في البحر المتوسط)، إضافة الى ذلك احتفظ الروس بقواعد استخبارية في سوريا وفّرت للسوريين معلومات استخبارية، وطائرات كانت تحوم كل يوم تقريبًا فوق مياه البحر المتوسط وتتابع أعمال الاسطول السادس الامريكي وسلاح البحرية الاسرائيلي. أما تغيير السياسة الامريكية، الاحداث الجغرافية السياسية المستمرة منذ أكثر من ست سنوات في الشرق الاوسط، الحرب في سوريا، صعود داعش، والاتفاق النووي مع ايران – كل هذا خلق واقعًا جديدًا، قد يكون في نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة، "فالتلعثم الروسي" في بداية الحرب في سوريا، بما في ذلك في اثناء ازمة السلاح الكيميائي، أصبح حديثًا بصوت عالٍ وواضح: سوريا هي محمية روسية، ونحن هنا كي ندعم الاسد ونثبّت حكمه".
وبحسب مروم، إن "اطلاق الصواريخ المضادة للطائرات نحو طائرات سلاح الجو الذي هاجمت أهدافا في سوريا في بداية ايلول كان اشارة واضحة لـ"اسرائيل" بأن الوضع لم يعد كأمس وأول أمس، ومثلما انهار التنسيق الامريكي – الروسي، يبدو أن التنسيق الاسرائيلي – الروسي لم يعد كما كان. وبالتالي يستدعي الوضع الجديد في سوريا بلا شك من الولايات المتحدة أن تردّ وأن تكيّف عملها، ويتعين على "اسرائيل" هي الأخرى أن تحسب خطواتها بحكمة.. على مدى سنوات القتال في العراق وفي سوريا نشأت تحالفات جديدة وقديمة، فعدو عدوي ليس بالضرورة صديقي... هذا واقع ألزم "اسرائيل" بالمناورة بحكمة بين مراكز القوة في المنطقة.. العمل الروسي الأخير يخلق حاليًا تحالفين واضحين: التحالف "الروسي – الشيعي"، والذي يضم روسيا والاسد والعلويين وايران وحزب الله، وبالمقابل التحالف "الغربي – السني"، الذي يضم الولايات المتحدة والدول الغربية، "الثوار"، السعودية، الاردن، دول الخليج وأجزاءً من العراق. مكان تركيا لا يزال غير واضح وكذلك الاكراد".
ويردف المسؤول الاسرائيلي السابق "لقد نجحت "اسرائيل" حتى الان في ان تبقى خارج الحرب في سوريا واتخذت سياسة حكيمة سمحت لها بالحفاظ على المصلحة الاسرائيلية. وعلى الرغم من الوجود الروسي، حافظ سلاح الجو على حرية العمل وهاجم (حسب مصادر أجنبية) قوافل وسائل قتالية مخصّصة لحزب الله. أما التطوّرات الأخيرة التي وقعت في سوريا، بما فيها إطلاق مضادات الطائرات وإدخال منظومة أس 300، فستقيّد عمل الجيش الاسرائيلي في الساحة الشمالية وستُلزم "اسرائيل" بسحب قدرات أخرى من صندوق الأدوات حين ترغب في أن تعمل مرة اخرى ضد أهداف في هذه الساحة. التحالفات الجديدة التي تنشأ من شأنها أن تُلزم "اسرائيل" للمرة الأولى منذ اندلاع الازمة باتخاذ موقف، وأن توضح بانها تنتمي الى التحالف "الغربي السني".. مثل هذه الخطوة ستحسّن العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكنها ستفاقم العلاقات مع روسيا، ولهذا الامر ينبغي الاستعداد".