ارشيف من :آراء وتحليلات

تونس.. مرور إلى السرعة القصوى في محاربة الإرهاب

تونس.. مرور إلى السرعة القصوى في محاربة الإرهاب

يرجع جل الخبراء و المحللين النجاحات الأمنية العديدة التي حققتها قوى الأمن في تونس مؤخرا في حربها على الإرهاب، و الضربات الإستباقية التي طالت الجماعات التكفيرية من خلال إحباط مخططاتها التدميرية، إلى استعادة المؤسسة الأمنية لعافيتها بعد عودة الحرس القديم إلى وزارة الداخلية. و يأتي في طليعة العائدين المدير العام للأمن الوطني عبد الرحمن الحاج علي الذي منذ توليه لمسؤولياته في عهد حكومة الحبيب الصيد المستقيلة و البلاد تشهد حالة من الإستقرار لم تعرفها منذ سنوات.
لقد أفرغت المؤسسة الأمنية التونسية بإسم الثورة من كبار ضباطها و مدرائها بحجة تطهيرها ممن عملوا في صلبها زمن حكم زين العابدين بن علي و أصبحت البلاد نتيجة لهذا الفراع مستباحة من الإرهاب و من أجهزة الإستخبارات العالمية التي باتت ترتع بلا رقيب  أو حسيب. لكن سرعان ما اكتشف التونسيون الخطأ الفادح الذي تم ارتكابه، وأن أهل الخبرة من الأمنيين المقالين لم يعملوا لدى بن علي بل لدى الدولة التونسية أيا كان النظام الحاكم.

وزير الداخلية
وبعودة الكثير من هؤلاء عادت المؤسسة الأمنية التونسية لتضرب بقوة على أيدي العابثين بالإستقرار و السلم الاهلي. فمنذ حادثة استهداف حافلة الحرس الرئاسي لم تعرف البلاد عمليات إرهابية بعد أن كان للتونسيين موعد متكرر مع الدماء في شهر رمضان من كل سنة تلت  زلزال 14 يناير/ كانون ثاني 2011 تاريخ سقوط نظام بن علي.

تونس.. مرور إلى السرعة القصوى في محاربة الإرهاب

تونس : سرعة في محاربة الارهاب


لقد تمكن الأمن خلال الأيام الماضية من القبض على زعيم داعش في تونس بمدينة المنستير شرق البلاد، وتم إحباط مخطط كان يهدف إلى اغتيال وزير الداخلية الهادي المجدوب وقيادات أمنية بالإضافة إلى تفجير مقر البرلمان التونسي. و قد تم التفطن إلى وجود تنظيم إرهابي نسوي يطلق على نفسه تسمية "حفيدات عقبة  بن نافع" كان قد استدرج خادمة تعمل لدى وزير الداخلية و عاملة تنظيف بمقر البرلمان لتنفيذ مخططاتها.

السفير الفرنسي
ويتم الحديث عن كشف قوى الامن التونسية لمخطط كان الهدف منه اغتيال السفير الفرنسي في تونس بمقر إقامته بضاحية المرسى من خلال طائرة بدون طيار. ويتم الربط بين هذه الأخبار التي لم تؤكدها أو تنفيها الجهات الرسمية، وبين عملية القبض على إرهابيين بحيي الطابق و بوسلسلة بضاحية المرسى.
و لعل دعوة السلطات الفرنسية للفرنسيين بعدم السفر إلى تونس خلال الأيام الماضية تزيد من احتمال صحة ما يتداول حول إحباط مخطط كان يهدف إلى اغتيال السفير الفرنسي في تونس.
و يسود شعور عام بالإرتياح في تونس حول الأوضاع الأمنية  خاصة مع النجاحات التي تحققت في الآو نة الأخيرة، لكن المعضلة تبقى الحالة الإقتصادية المزرية التي تعرفها البلاد  والتي عجزت الحكومات المتعاقبة على تجاوزها.

2016-10-25