ارشيف من :آراء وتحليلات

وتبقى حلب نقطة مفصلية في الميدان السوري

وتبقى حلب نقطة مفصلية في الميدان السوري

ليس بالصدفة ان تأخذ معركة مدينة حلب هذا الاهتمام الدولي والاقليمي والسوري الداخلي حيث تتزاحم في ساحاتها وعلى تخومها و مداخلها مشاريع التسويات غير المكتملة وخطط التوسع والسيطرة وتضييق الحصار او فكّه ، وجميعها تجري في جو من التوتر الحساس ، ذهب به اغلب اللاعبون وعلى رأسهم الاميركيون والروس الى مكان بعيد ، ظهر مؤخرا وكأنه يؤسس لنزاع خطير ولاشتباك قريب لان يكون حرب عالمية واسعة .

لا شك ان لمدينة حلب اهمية استراتيجية كبرى تفرض هذا الاهتمام ، خلقها الدور الاقتصادي اللافت تاريخيا والموقع الجغرافي المميز كنقطة تواصل وربط  مع الاراضي التركية وايضا بين كافة محافظات الشمال السوري شمالا و وسطا وساحلا  ،  وخلقها ايضا التنوع الثقافي بين مجموعات متعددة تلعب خصوصيتة بعضها المذهبية والقومية دورا مسهلا لمشاريع ولمخططات ذات نزعة انقسامية مشبوهة ليس بالضرورة ان تكون هذه المجموعات باغلبها قد إنجرت اليها ، بالاضافة لاطماع اقليمية بدأت تظهر مؤخرا على حقيقتها دون خجل وعلى رأسها الاطماع التركية  حيث انخراط حكومة انقرة الكامل في الميدان وفي دعم المجموعات المسلحة وفي افشال مشاريع او مقترحات التسويات والمفاوضات الاممية ، ولو غير البريئة بالكامل .

من هنا ، و بعد استعادة  الجيش السوري السيطرة على مناطق واسعة في المدينة وبعد تشديده الحصار على المسلحين داخل الاحياء الشرقية ، وحيث اصبح يملك المبادرة في توجيه المعركة  ، عمدت دول محور هذه الحرب ومن خلال معركة مفتوحة ، فيها الكثير من المناورات الميدانية والديبلوماسية الى العمل على انتزاع المبادرة من الجيش العربي السوري وفرملة اندفاعته في الميدان مؤخرا وذلك على الشكل التالي :
 

ميدانيا :
 - لا زالت اغلب الدول المعادية لسوريا  ثابتة  بمواقفها لناحية دعم المسلحين بكافة انواع الاسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة وتزويد هؤلاء المسلحين  بمعلومات حساسة عبر الرصد والمراقبة  الجوية والاستعلامية .

وتبقى حلب نقطة مفصلية في الميدان السوري

حلب : المفصل في الحرب السورية

- ما زالت نفس المعابر مفتوحة كما في بداية الحرب امام حركة دخول الاسلحة و المسلحين الى الميادين السورية كافة ، من تركيا شمالا ومن الاردن والسعودية جنوبا ومصدرها  دول غربية متعددة ودول خليجية وافريقية  معروفة ، ولم يتم حتى الان التعامل مع هؤلاء الوافدين بطريقة تضبط الحدود وتحصر الداخل السوري على الاقل بالمسلحين المحليين الذين يمكن العمل عليهم ومحاولة نقلهم الى خانة المعتدلين والتفاوض معهم ، وكل ذلك وتصريحات جميع تلك الدول تناقض عمليا ما يتم على هذه المعابر من تسرب خطير يزيد النزف ويُسعّر القتال .

ديبلوماسيا :
- تتدافع ايضا مشاريع القرارات المشبوهة والمقدمة للامم المتحدة ولمجلس الامن  من دول غربية عدة وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وانكلترا وايضا  من بعض الدول الخليجية ، والتي تدور باغلبها حول حلب ووقف اطلاق النار وحول المساعدات دون اعطاء سلطة او امكانية للجيش العربي السوري لتفتيشها والتأكد من خلوها من الاسلحة والذخائر ، وحول اقتراحات فرض حظر جوي فوق حلب واريافها يستهدف بنوع خاص القاذفات الروسية والسورية الداعمة لمعركة الجيش العربي السوري في الميدان الحلبي ، بالاضافة لمشاريع قرارات حول التحقيق بمزاعم لا اساس لها من الصحة عن استعمال اسلحة كيميائية وما شابه ، وايضا كل ذلك بهدف الالتفاف على سيطرة هذا الجيش وانتزاع النقاط  الميدانية الايجابية التي امتلكها في معارك المواجهة الشرسة التي انتصر فيها مؤخرا .

انطلاقا مما سبق ، وانطلاقا من الاهمية الاستراتيجية التي تقدمها هذه المدينة للدولة السورية في مواجهة وكسر أغلب مشاريع التفتيت والتقسيم والاقتطاع التي تخطط  لها دول محور الحرب على سوريا  ، لا بد من التركيز والعمل على فرض سيطرة ميدانية كاملة للجيش المذكور على هذه المدينة ، بمعزل عن مشاريع التسويات والمفاوضات ، وايضا بمعزل عن الافخاخ التي تُنصب عبر اكثر من مناورة وعبر اكثر من طرف اقليمي او دولي ، وايضا بمعزل عن الاثمان التي قد تُدفع على طريق  انتزاع هذه السيطرة ، والتي لا شك انها تجاوزت حتى الان ، وعبر عمليات الاستنزاف المتواصلة ، هذه الاثمان المرتقبة ، و يبقى  لعملية مهاجمة صاعقة بهدف السيطرة على  احياء حلب الشرقية حيث يتواجد المسلحون ضرورة قصوى لاستعادة التوازن الى الشمال السوري عبر مدينة حلب .  

2016-10-26