ارشيف من :آراء وتحليلات

هل هناك استهداف للأرشيف الفلسطيني في تونس؟

هل هناك استهداف للأرشيف الفلسطيني في تونس؟

فاجأ الحقوقي التونسي و النائب السابق لرئيسة هيئة الحقيقة و الكرامة المكلفة بملف العدالة الإنتقالية، زهير مخلوف، الرأي العام في تونس، بالحديث عن أن رئيسة الهيئة قامت ثمان مرات بالتوجه إلى الوثائق المتعلقة بالفرقة 17 التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.  ففي كل مرة تدخل بن سدرين الأرشيف الوطني التونسي  تتوجه مباشرة إلى هذه الوثائق الفلسطينية وهو ما أثار الشكوك.
فمن المفروض ان هيئة بن سدرين مكلفة بتحقيق العدالة الإنتقالية في تونس و بالتالي فما يهمها من الأرشيف الوطني التونسي هو الجزء المتعلق بالتونسيين دون سواهم. وتقوم العدالة الإنتقالية التي تأتي لاحقة لثورات أو حروب أهلية أو نهاية حقبة استبدادية على جملة من الآليات وهي المحاسبة للجلادين فاعتذارهم ثم المصالحة مع الضحايا الذين وجب ايضا تعويضهم وأخيرا يتم تطهير أجهزة الدولة لضمان عدم تكرار هذه الإنتهاكات.

عقد من الزمان
و يوجد بعض الأرشيف الفلسطيني في تونس بعد ان استقبلت الخضراء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و المقاتلين الذين اجبروا على مغادرة بيروت سنة 1982  على أرضها. و استمر هذا التواجد لأكثر من عقد من الزمان  شهد أحداثا كثيرة منها  قصف إسرائيلي لمدينة حمام الشط التونسية التي كانت تضم مكاتب منظمة التحرير، و شهدت أيضا عمليات اغتيال قام بها الموساد طالت قادة فلسطينيين من الصف الأول على غرار خليل الوزير أبو جهاد و صلاح خلف أبو إياد وهايل عبد الحميد أبو الهول و غيرهم.

هل هناك استهداف للأرشيف الفلسطيني في تونس؟

لمصلحة من استهداف الفلسطينيين في تونس ؟

و بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو بقيت القيادات الفلسطينية التي عارضت الإتفاقية على غرار فاروق القدومي أو ابواللطف في تونس و لم تغادر إلى الأراضي الفلسطينية وحافظت على مكاتب المنظمة و المقرات. و لحق بهؤلاء جيل جديد من الطلاب الذين اختاروا الإستقرار بتونس للدراسة و العمل  .

تحرير تونس
و كان الحاكم المدني السابق في العراق بول بريمر قد ذكر في كتابه "أيام النصر في العراق" بأنه عندما توجه الى بغداد كانت برفقته سهام بن سدرين التي وصفها بـ"الحقوقية التونسية" بمعية السفير الأمريكي في بروكسل. وكانت الغاية هي "متابعة الوضع في العراق" والنظر في إمكانية تنفيذ نفس السيناريو في بلدان عربية أخرى.  فقالت له بن سدرين، بحسب ما جاء في كتابه: "سيد بريمر اعتقد أنّكم ارتكبتم خطأ فادحا فعوض تحرير تونس، قمتم بتحرير العراق".
و ينتظر أن يلقى  هذا التصريح ردود فعل عديدة و ستصدر عنه بيانات و مواقف كثيرة و متناقضة. كما ان هناك ترقب لرد رئيسة هيئة الحقيقة و الكرامة التي عرفت بنضالها ضد نظام بن علي نظرا لخطورة الإتهامات الموجهة لها.

 

2016-11-02