ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: انتخاب ترامب فرحة مبكرة
رأى المعلق الأمني في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان تعليقًا على انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة أنه مع كل الفوارق بين الزعماء والأوضاع في البلدان المختلفة، فإن القاسم المشترك بينهم هو الخطاب الحماسي، القومي المتطرف، والذي يختلط بحقن دينية. الاحتقار للسلام السياسي، كراهية الاخر، التحريض ضد الاجانب، سياسة الشرخ والفصل و"خلق" دائم لاعداء حقيقيين أو وهميين من الداخل ومن الخارج. من هذه الناحية نتنياهو هو فنان. فقد كان الزعيم الغربي الأول، منذ انتخابه في 1996، الذي لاحظ كراهية الكثيرين في المجتمع تجاه النخب ووسائل الاعلام التقليدية، استخدمها كأداة سياسية واستغل مخاوف الضعفاء والفقراء في بلدان المحيط. ليس مهما على الاطلاق أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مثل ترامب، هما نتاج لتلك النخب وترعرعوا في بيت عائلات ذات ثراء وامتيازات".
"معاريف": انتخاب ترامب فرحة مبكرة
ويقول ميلمان إن "نتنياهو ووزراء الحكومة سارعوا، ليس فقط لتهنئة ترامب، بل للفرح أيضًا، فهم يرون بالرئيس المنصرف باراك اوباما عدوًا، على الرغم من سجلّ دعمه الدبلوماسي الذي لا ينقطع لـ"اسرائيل"، والتعاون الاستخباري والمساعدات الامنية السخية التي لا مثيل لها.. لنتنياهو ووزرائه في اليمين توقعات عالية من الرئيس المنتخب".
ويتابع ميلمان في مقاله: "لا يزال سابقًا لأوانه لنتنياهو ووزرائه أن ينطلقوا في حفلات النصر. فترامب هو شخص غير متوقع، ويمكن لهذه الميزة أن تدفعه لأن يدير الظهر لـ"اسرائيل". كرجل اعمال يؤمن بأنه لا توجد وجبات مجانية، يمكنه أن يتساءل لماذا تتلقى "اسرائيل" المساعدة الخارجية الامريكية الاكبر، 3.8 مليار دولار في السنة، وهذا السخاء هل بالفعل هو استثمار حكيم يعطي الثمار للمصالح الامريكية.. من شأن الرئيس المنتخب أيضًا الا ينسى لنتنياهو رفضه السماح لترامب، زيارته لاسرائيل في بداية حملته الانتخابية واللقاء به. ولكن فوق كل شيء يسجل ضد ترامب حقيقة أنه عديم التجربة في الشؤون العالمية بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص. فالمنطقة ليست على رأس اهتمامه، وسيمر وقت طويل الى أن يعين مستشاريه للموضوع ويحاول الاطلاع على تعقيدات المشاكل في المنطقة. حتى ذلك الحين، اذا كان هذا سيحصل، فإن التعاون الأمني والاستخباري الوثيق بين الدولتين سيستمر دون أيّة عراقيل. ولكن ماذا اذا؟ وهذه اذا كبيرة، حاول ترامب رغم المصاعب تحقيق تصريحات الانتخابية بشأن "اسرائيل" بشكل خاص، وبلورة سياسة موحدة في الشرق الاوسط، فهذا شأنه أن يجعله يجد نفسه على مسار صدام غير مسبوق مع كل الدول العربية ومع ايران. بحسب الظاهر يبدو ذلك مخاطرة كبيرة جدًا وكمهمة متعذرة. ولكن لا يجب أيضًا أن ننسى بأن "المتعذر" هو بالضبط ما قالوه دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة".