ارشيف من :آراء وتحليلات
الاتحاد الإفريقي يدخل على الخط في الأزمة الليبية
بارك كثير من الخبراء و المحللين دخول الاتحاد الإفريقي على الخط في الأزمة الليبية من خلال المبادرة التي أعلن عنها الرئيس التشادي إدريس ديبي. فالاتحاد الإفريقي، وبخلاف جامعة الدول العربية، كان على الدوام فاعلا في فض النزاعات في القارة وقادرا من خلال مجلس السلم والأمن في إفريقيا على جمع جيوش وإرسالها لحفظ السلام في أكثر من بؤرة توتر.
و كثيرا ما نادت أطراف ليبية ومغاربية بضرورة أن يضطلع الاتحاد الإفريقي بدوره في الأزمة و الليبية، وانتقدت هذه الأطراف استئثار منظمة الأمم المتحدة بالملف الليبي. فالاتحاد الإفريقي برأي هؤلاء قادر على الحل خاصة لأن دول جوار ليبيا فاعلة ومؤثرة في صلب هياكله بخلاف حضورها الديكوري في المنتظم الأممي.
إشراك الجميع
ولعل أهم ما في مبادرة الاتحاد الإفريقي هو إشراك كل الأطراف دون استثناء في حوار وطني يعبر ببلد عمر المختار إلى بر الأمان. فحتى النظام السابق معني بهذا الحوار الإفريقي وكذا القبائل الليبية ومنظمات المجتمع المدني وليس فقط جماعة حفتر في الشرق وفجر ليبيا في الغرب.
وبذلك فإن مبادرة الاتحاد الإفريقي تتلافى هنات حوار الصخيرات المغربية الذي اتبثقت عنه حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج. فاجتماعات الصخيرات أقصت النظام السابق ولم يكن فيها للقبائل ومنظمات المجتمع المدني دور فاعل وهي المعبرة عن نبض الشارع الليبي خاصة أغلبيته الصامتة غير الموالية لا لحفتر ولا لفجر ليبيا.
رجل فرنسا
بالمقابل فإن أطرافا عديدة تتوجس من هذه المبادرة باعتبار وجود الرئيس التشادي إدريس ديبي ضمن الأطراف الداعمة لها. فـ"الحاكم بأمره" في نجامينا هو طرف في الصراع الليبي مع ميليشيات دارفورية من غرب السودان داعمة له.
هل ينجح الاتحاد الافريقي في ليبيا؟
كما أن ديبي هو رجل فرنسا في القارة الإفريقية وخادم مصالحها بامتياز شأنه شأن عائلة بنغو في الغابون. بالتالي لا يتصور أن يعمل هذا الرجل تحديدا خلافا لمصالح فرنسا في ليبيا وهي مصالح تقوم على أخذ ما أمكن من الثروة النفطية وأخذ نصيب وافر للشركات الفرنسية.
اللجنة رفيعة المستوى
ويشار إلى ان مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا شهد اجتماعات ضمت دول جوار ليبيا وهي تونس ومصر والجزائر والسودان وتشاد والنيجر، مع اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى الخاصة بليبيا التي تضم أثيوبيا وموريتانيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وأوغندا. كما فوض الاتحاد الإفريقي مبعوثا إلى ليبيا أسوة بمنظمة الأمم المتحدة التي فشل مبعوثها إلى حد الآن في حل الأزمة الليبية.
ويعلق عدد كبير من العرب الأفارقة آمالا كبرى على اتحاد قارتهم الذي يحظى بمصداقية فقدتها جامعة الدول العربية في السنوات والعقود الأخيرة.