ارشيف من :آراء وتحليلات
في طلب انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي
يحاول المغرب بشتى السبل الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي وريث منظمة الوحدة الإفريقية التي انسحبت منها الرباط احتجاجا على اعتراف المنظمة بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي تعرف اختصارا باسم "البوليساريو". ويحاول المغرب في هذا الإطار جمع أكبر قدر من الدول لدعم هذا الانضمام الذي يهدف من خلاله المغاربة إلى لعب دور أكبر على الساحة الإفريقية.
والحقيقة فإن الرباط أمام خيارين أحلاهما مر، فإما البقاء خارج الاتحاد والسهو عن مساندته لحق تقرير المصير للصحراويين ودعم حقهم أمميا، وإما الانضمام إلى البيت الإفريقي والجلوس جنبا إلى جنب مع ممثل "الجمهورية الصحراوية" تحت قبة مقر الاتحاد بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وفي ذلك اعتراف ضمني بهذه الدولة وبشرعية نضال البوليساريو، بحسب ما يرى بعض الصحراويين.
إبداء الرأي
ومن المفارقات أن طلب الانضمام المغربي قد وزع على الدول المنتمية إلى الاتحاد الإفريقي بما في ذلك "الدولة الصحراوية" باعتبارها عضوا مؤسسا للاتحاد يتمتع بكامل الحقوق التي للدول الأعضاء، ونظر فيه أمين عام البوليساريو مثل سائر الزعماء الأفارقة. كما وزع أيضا على الجزائر التي تساند حق الصحراويين في تقرير المصير وتؤوي لاجئيهم على أرضها بمدينة تندوف، لكي تبدي رأيها بشأن "الوافد الجديد".
ا
المغرب والبوبيساريو :الصراع المستمر
ويتساءل البعض عن مواقف دول موريتانيا ومصر وتونس التي ادعت وسائل إعلام مغربية في وقت سابق أنها تعرقل إنضمام المغرب إلى الاتحاد بعد أن رفضت الإمضاء على وثيقة وزعها المغاربة في القمة الإفريقية الأخيرة بكيغالي الرواندية. فمصر نالت الكثير من الجزائر في الآونة الأخيرة خصوصا فيما يتعلق بالغاز وموريتانيا صارت في السنوات الأخيرة أكثر قربا من الصحراويين وأحزابها الحاكمة تحضر مؤتمرات البوليساريو، وقد نكست أعلامها حدادا على وفاة أمين عام البوليساريو السابق، أما تونس فعلاقاتها بالمغرب ليست على ما يرام في الفترة الأخيرة وهناك أصوات تتعالى في تونس من حين لآخر تتهم المغرب بتحويل وجهة استثمارات أجنبية كانت موجهة إلى تونس ناهيك عن اتهامات أخرى خطيرة تفتقد إلى الأدلة.
الحكم الذاتي
ويصر المغرب على أن الصحراء الغربية هي جزء من أراضيه ويسميها الصحراء المغربية وسيطر على الجزء الأكبر منها من خلال ما عرف باسم "المسيرة الخضراء". وفي أفضل الأحوال قدم مقترحا للحكم الذاتي رفضه البوليساريو رفضا قاطعا باعتباره لا يلبي طموحات عدد هام من الصحراويين.
ويصر الصحراويون على أنهم شعب يختلف في تركيبته العرقية عن المغاربة باعتبار أن غالبيته عربية في حين أن الأمازيغ هم المكون الرئيسي في المملكة المغربية. كما يصر الصحراويون على التأكيد على أن المغاربة اتفقوا سنة 1975 مع فرانكو (الجنرال الإسباني) على اقتسام الصحراء الغربية مع موريتانيا، ولو كانت الصحراء ارضا مغربية برأيهم لما قبل المغاربة باقتسامها مع نواكشوط وفقا لخطة فرانكو