ارشيف من :آراء وتحليلات
عن الإنسحاب المغربي من القمة العربية الإفريقية
تعتبر جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، أن انسحاب المغرب من القمة العربية الإفريقية المنعقدة في مالابو عاصمة غينيا الإستوائية، هو نصر ديبلوماسي لها. فالمغرب، الذي قدم ممثلا للجامعة العربية باعتباره لا ينتمي إلى الإتحاد الإفريقي، قد انسحب احتجاجا على مشاركة "الجمهورية العربية الصحراوية" في القمة باعتبارها عضوا في الإتحاد الإفريقي.
ولا يعترف المغرب بـ"الجمهورية الصحراوية" ويعتبر الصحراء الغربية جزءا من أراضيه ويقبل في أفضل الحالات بمنح الصحراويين حكما ذاتيا لكن في إطار الدولة المغربية. وسيطر المغرب على الجزء الأكبر من الصحراء الغربية من خلال ما سمي بـ"المسيرة الخضراء" التي نظمها الحسن الثاني مباشرة بعد انسحاب المستعمر الإسباني من الصحراء سنة 1975، وتسيطر جبهة البوليساريو على جزء من الصحراء الغربية وراء الجدار العازل الذي أقامه المغاربة و هذه المناطق الخاضعة للبوليساريو هي في تواصل جغرافي مع ولاية تندوف الجزائرية حيث مخيمات اللاجئين الصحراويين.
"تضامن عربي"
و لم ينسحب المغرب لوحده من هذه القمة بل تبعته المملكة العربية السعودية والإمارات و البحرين و قطر و عمان والأردن و اليمن و الصومال. فيما شاركت باقي البلدان العربية في هذه القمة غير عابئة بالإنسحاب المغربي الخليجي نظرا لأهمية هذه القمة التي تمثل مناسبة للعرب لتحقيق المكاسب في القارة العذراء الغنية بالثروات.
المغرب خارج السرب الافريقي
ويسعى المغرب إلى العودة إلى العمل الإفريقي المشترك من خلال تقديمه لطلب عضوية للإنضمام إلى منظمة أديس أبابا التي قامت على أنقاض منظمة الوحدة الإفريقية التي انسحب منها المغرب على خلفية قبولها لعضوية "الجمهورية الصحراوية". و في هذا الإطار قام الملك محمد السادس بجولة إفريقية ووعد بإنجاز مشاريع في بعض هذه البلدان.
خارج السرب
ويبقى موقف الكويت مثيرا للاستغراب فهو خارج عن الإجماع الخليجي المتضامن مع المغرب لاعتبارات عديدة منها شكل النظام السياسي المتشابه. وكان حضور الكويت لافتا في القمة العربية الأخيرة في نواكشوط في وقت اعتذر فيه المغرب عن احتضان هذه القمة ثم انزعجت أطراف فاعلة داخله من قبول موريتانيا التنظيم.
ويؤكد خبراء ومحللون أن انسحاب المغرب سيؤثر على حظوظه سلبا في الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي. فكثير من الدول الاعضاء خاصة من المنتمين الى الاتحاد الإفريقي لن تتقبل ما حصل خاصة وأن المغرب كان يعلم سلفا بمشاركة البوليساريو تحت راية "الجمهورية العربية الصحراوية".