ارشيف من :ترجمات ودراسات
عاموس هرئيل: الحرائق اختبار استراتيجي لقوات الطوارئ
رأى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن موجة الحرائق التي تنتشر في أرجاء الكيان ترتقي إلى مستوى حدث استراتيجي، إذ جرى أمس إخلاء سريع لعشرات آلاف السكان من حيفا، الامر ألحق أضرارًا جسيمة بعشرات المنازل ودمارًا يتطلب عملية إعادة بناء تستغرق أشهرًا إن لم يكن سنوات.
وقال هرئيل إن "النقاط التي اندلعت فيها الحرائق زادت من الاشتباه بأنه لا توجد جملة من الصدف، فقد بدأت الحرائق يوم الثلاثاء، يبدو بسبب الرياح القوية وإهمال العمال والمتنزهين، في الشاباك وفي الشرطة يفحص المعنيون إمكانية أن تكون الأضرار التي ألحقتها الحرائق في اليومين الأولين جلبت في أعقابها موجة من أعمال التقليد على خلفية قومية، ومع ذلك فإن الأخبار التي تحدثت عن هذا الافتراض في البث أمس يبدو مبالغًا فيها في مرحلة مبكرة، ومثلها أيضًا التصريحات الرسمية للوزراء، والتي لطّفت بعضها في المساء، عن أن 50 في المئة من الحرائق على الأقل مفتعلة.
وتابع هرئيل أن إشعال الحرائق في الأحراش والمناطق الزراعية إنما يستخدم أحيانًا كسلاح فلسطيني بوجه "إسرائيل" منذ عشرات السنين، بما في ذلك إبان الانتفاضة الأولى في الثمانينيات، ومثلها موجات الطعن، ولفت إلى أنه من واجب المؤسسة الأمنية جمع المعلومات عنها وإحباطها مسبقًا، لأن إشعال الحرائق سهل التنفيذ على عكس عمليات الطعن، ولو كان ثمة فعل "إرهابي" فقد ألحق ضررًا نفسيًا واقتصاديًا كبيرًا في جهد قليل جدًا.
عاموس هرئيل: الحرائق اختبار استراتيجي لقوات الطوارئ
الكاتب تحدث عن الخطر المحدق بالمستوطنين شمال فلسطين المحتلة ليس فقط من جراء الحرب أو الأعمال الإرهابية، إنما بسبب الكوارث الطبيعية أيضًا، مضيفًا "قبل أسبوع بلّغت "هآرتس" عن خطة قيادة المنطقة الشمالية وقيادة الجبهة الداخلية لإخلاء 78 ألف مواطن من خط المواجهة على حدود لبنان في حالة حرب مع حزب الله، وأمس أخلي عدد مشابه من السكان تحت تهديد الحرائق".
وعليه، أشار الكاتب إلى أن "اسرائيل" قد تواجه خطرين في آنٍ واحد في حرب مستقبلًا: نار مكثفة من الصواريخ من الشمال تؤدي الى ضرر شديد للبلدات والبنى التحتية المدنية، وأعمال تخريب متعمدة من الجبهة الداخلية.
وإذ اعتبر هرئيل أنه من المبكر والسابق لأوانه محاولة تقدير أداء "السلطات" في معالجة الحرائق وأضرارها، ختم "الاختبار التالي بدأ منذ يوم أمس عشرات آلاف الأشخاص ممن تطلب إخلاؤهم من بيوتهم يحتاجون عنوانًا يعالج امورهم وأماكن مبيتهم، واذا وجد المواطنون أنفسهم يتنقلون بحثًا عن مأوى، ستقلّ الثقة العامة بقدرة "إسرائيل"على معالجة شؤون السكان عند التحديات الأكبر، وعلى رأسها الحرب".