ارشيف من :آراء وتحليلات

هل تؤسس عملية الجيش في جرود عرسال الى اطلاق مخطوفيه لدى داعش ؟

هل تؤسس عملية الجيش في جرود عرسال الى اطلاق مخطوفيه لدى داعش ؟

لا شك ان العملية النوعية التي نفذتها وحدة خاصة من مخابرات الحيش اللبناني بالامس كانت صادمة لداعش وللمتابعين لها في نفس الوقت ، وحيث ان التنظيم الارهابي وبالرغم من انه قد تم استهدافه سابقا بعمليات مشابهة في اهميتها وفي طريقة تنفيذها ، لكن داعش لم يكن  ينتظر يوما  ان تدخل قوة كبيرة من الجيش تتجاوز السبعين عنصرا من الوحدات الخاصة الى عمق اماكن انتشاره في وادي الارانب في جرود عرسال ، وتنفذ مداهمة صاعقة بهذا الشكل الجريء والمحترف ، مستهدفة " الشيخ " احمد أمون قائد و مدير عملياته الارهابية الاكثر حساسية و خطورة وهذا العدد الكبير من مرافقيه ، وهو الان حتما ( اي التنظيم الارهابي  داعش ) يبحث وبجدية عن معنى هذه العملية وما يمكن ان يليها او يرتبط بها من عمليات اخرى .

ايضا جاءت العملية صادمة و لافتة لكثير من المتابعين والمهتمين في الخارج وفي الداخل وذلك للاسباب التالية :

- بالنسبة للخارج ، لم تتعود جيوش التحالف الدولي المعنية بمحاربة الارهاب  - المحترفة خاصة - ان تقوم وحدات تابعة لجيش متواضع في تحهيزاته وفي امكانياته كالجيش اللبناني ، بتنفيذ عملية نوعية خاصة ، فيها من الخطورة والحساسية الكثير.  فتنفيذ هكذا عملية وبهذه الطريقة لا يمكن ان يتم الا من قبل وحدات تملك بالاضافة الى الجرأة ، خبرة وحرفية وتدريب عال ومميز . من هنا فان  من الطييعي ان نظرتها الى المستوى الذي اظهره الجيش اللبناني سوف تكون بعد هذه العملية مختلفة عن السابق ، خاصة وان بعض هذه الجيوش قد اقدم على تنفيذ الكثير من العمليات المشابهة ، والتي استهدفت ارهابيين اقل خطورة من المدعو " امون " وفي ظروف اسهل من تلك التي رافقت العملية موضوع بحثنا ، ولم تأتي نتيجتها على هذا المستوى من النجاح والفعالية .

هل تؤسس عملية الجيش في جرود عرسال الى اطلاق مخطوفيه لدى داعش ؟

هل يكشف مصير العسكريين المخطوفين ؟

بالنسبة للداخل اللبناني ، وبمعزل عن التأييد الواسع والاشادة الكبيرة من اغلب القيادات السياسية والحزبية والدينية ، وايضا من المواطنين على مختلف انتماءآتهم ، فان اغلب هؤلاء قد ذُهلوا ايضا من هذا المستوى اللافت الذي ميز العملية التي جاءت مختلفة في كامل معطياتها لناحية اختيارالهدف و مكانه وتوقيت الانقضاض عليه مع مرافقيه وفي  طريقة التنفيذ وذلك على الشكل التالي :

- بدا واضحا ان المعلومات التي زُود بها منفذو العملية كانت دقيقة وحساسة وشاملة بشكل جعلتهم يسيطرون بشكل كامل على بقعة الهدف ومحيطها القريب والبعيد ، وهذا مستنتج من حسن اختيار التوقيت والمكان ومناورة الدخول على الهدف بالطريقة الامثل في هذا النوع من المداهمات الاكثر حساسية ، خاصة وان المستهدفين هم من اكثر الارهابيين خطورة وخبرة في الاشتباكات المباشرة بمواجهة الاجهزة الامنية والعسكرية او بمواجهة المجموعات الارهابية الاخرى .
- ظهرت الجرأة و المهنية العالية و الاحتراف المميز فيما يتمتع به عناصر القوة المهاجمة ، وذلك من خلال حصول اشتباك مباشر متقارب لاكثر من ساعة  في بقعة عدوة بالكامل ، وجاءت نتيجته باهرة ونظيفة في عدم سقوط اية اصابة لدى المهاجمين ، وفي توقيف الارهابيين المستهدفين باغلبهم وهم على قيد الحياة و دون تعرضهم لاصابات خطرة او حتى متوسطة ، مما خلق لمديرية المخابرات امكانية الحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات التي ستكون حتما منتجة ومهمة واساسية ، خصوصا ما كان لافتا لناحية الاخلاء السريع للارهابي المصاب " احمد  امون " بطوافة عسكرية والمحافظة عليه ككنز ثمين من المعلومات المهمة التي تحتاجها الاجهزة الامنية والعسكرية .

من ناحية اخرى ، و من خلال قراءة دقيقة لمعطيات ولوقائع العملية ، لناحية ما اظهرته الوحدات الخاصة التابعة للجيش اللبناني من قدرات وامكانيات استعلامية وعسكرية لافتة ، او لناحية اهمية مركز و موقع الارهابي الموقوف في العملية داخل الهيكلية التنظيمية والعملياتية لوحدات التنظيم الارهابي في الجرود الشرقية لعرسال ولمحيطها ، فان القاء القبض عليه وعلى مرافقيه ، بهذه الطريقة الصاعقة ، و في هذا المكان الحساس والخطر ، سوف يفتح الباب على ما يمكن ان يُحضر ويُنفذ على صعيد عملية خاصة مستقلة ، او على صعيد عدة عمليات خاصة مركبة ، تؤدي الى اطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى داعش ، والذين حكما ، ترتبط المعلومات الخاصة بظروف ومكان احتجازهم بما يملك هؤلاء الموقوفون الارهابيون وخاصة " امون " من معلومات مهمة وحساسة في هذه القضية .

 واخيرا ... بقدر ما  ظهر من اهمية ليست بسيطة لما حققه الجيش اللبناني في هذه العملية النوعية ، فان  متابعة موضوع العسكريين المخطوفين لدى المجموعات الارهابية في جرودنا الشرقية يبقى الاولوية الكبرى . اذ يفترض العمل على اطلاق سراحهم من خلال تنفيذ ما يلزم من اجراءآت عسكرية او امنية  او ميدانية ، او حتى ادارية لها علاقة بضغط معين على اهالي بعض ارهابيي داعش المتواجدين في المخيمات القريبة من بقعة المداهمة ، والذين لا شك انهم لعبوا ويلعبون دورا مساعدا في تسهيل عمليات هؤلاء الارهابيين بشكل عام

2016-11-28