ارشيف من :آراء وتحليلات

ما وراء زيارة حفتر إلى روسيا

ما وراء زيارة حفتر إلى روسيا

يجمع جل الخبراء والمحللين والعارفين بالشأن الليبي على أن متغيرات كثيرة ستحصل في المشهد الليبي خلال الأشهر القادمة. والسبب في ذلك هو التصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس خلال زيارة اللواء خليفة حفتر قائد أركان الجيش الليبي إلى روسيا و لقائه لمسؤولين رفيعي المستوى في موسكو على غرار وزيري الخارجية والدفاع.
فحفتر يبدو أنه لعب على الكلمة السحرية التي تثير شهية الدب الروسي وهي محاربة الإرهاب، ووجد على ما يبدو كل الدعم والمساندة في هذه الحرب التي يشنها على التنظيمات التكفيرية في أنحاء متفرقة من ليبيا. وفي هذا الإطار من المتوقع أن يحصل حفتر على غايته الأساسية وهي الحصول على السلاح الذي يمكنه على بسط نفوذه على أماكن عديدة وقلب الطاولة على جماعة فجر ليبيا غرب البلاد.

العملية السياسية

ويبدو أيضا من خلال بيان الخارجية الروسية أن موسكو راغبة في القيام بدور في الحل السياسي في ليبيا وعدم ترك الحلف الأطلسي يتحكم بصورة منفردة بمصير بلد عمر المختار. فقد جاء في البيان الروسي أن موسكو ستعمل مع مختلف الفرقاء على وحدة أراضي ليبيا، ما يعني ضمنيا أنها ستتصل بكل الأطراف الليبية وهذا ما قد لا يروق لبلدان الحلف الأطلسي التي تحتكر الساحة الليبية.

ما وراء زيارة حفتر إلى روسيا

ماذا بعد زيارة حفتر الى روسيا؟


لعل زيارة عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، المقيم في طبرق والممنوع من عقد جلساته في طرابلس، إلى موسكو تدخل في هذا الإطار، أي الرغبة الروسية في النزول إلى المسرح السياسي الليبي بكل قوة لضمان المواقع على حساب بلدان الناتو. وتجد روسيا على ما يبدو ترحيبا لافتا من حفتر وجماعة طبرق، فيما لم تعلق الأطراف المسيطرة على العاصمة طرابلس على هذه الزيارات ويتوقع أنها لا تروق لها باعتبارها تساهم في تقوية خصمها سياسيا وربما عسكريا.

سياق إقليمي

والحقيقة أن هذه التطورات الحاصلة في الملف الليبي لا تخرج عن السياقين الإقليمي والدولي ومع ما تشهده المنطقة من تحولات. فمحور الممانعة مدعوما من روسيا بصدد كسب مواقع في غير ملف على حساب الولايات المتحدة وحلفائها و لا يبدو أن الأمور ستشذ عن القاعدة في ليبيا خاصة مع ما يبدو من عدم حماس ترامب لمواصلة مشروع ما يسمى "الربيع العربي" مقابل الإنخراط في محاربة الإرهاب كأولوية.
روسيا قادمة إذن ومن بعيد في الملف الليبي، ما سينعكس على تفاهمات المرحلة القادمة وعلى التوازنات القائمة في بلد عمر المختار، ولا يبدو الحلف الأطلسي قادرا على ردعها أو إزاحتها في الوقت الراهن ولا حتى القوى الإقليمية وكذلك جيران ليبيا.

2016-11-30