ارشيف من :ترجمات ودراسات

خشية إسرائيلية من رد محتمل للجيش السوري على قصف دمشق‎

خشية إسرائيلية من رد محتمل للجيش السوري على قصف دمشق‎

علّق موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية على الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام عربية عن قصف لطيران العدو الإسرائيلي على منطقة الصبورة بريف دمشق الغربي.

محلل الشؤون العسكرية في الموقع، رون بن يشاي، قال إنه إذا كان بالفعل قد تم نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، حينها من المحتمل جدًا أن يكون هذا السلاح قد تم تخزينه قبل نقله إلى حزب الله، في مخازن الفرقة الرابعة الموجودة في منطقة دمشق، ومن هناك خرجت الإرسالية، مضيفاً ان "المكان الثاني الذي هوجم كان على طريق دمشق- بيروت، داخل الأراضي السورية، ويبدو أنها كانت الإرسالية ذاتها التي كانت معدة وجهتها لاجتياز الحدود السورية- اللبنانية على الطريق السريع".

خشية إسرائيلية من رد محتمل للجيش السوري على قصف دمشق‎

دبابات إسرائيلية

وأضاف بن يشاي أنه "وبمجرد حقيقة أن مسار التهريب تم على طريق دمشق- بيروت السريع والواسع يدل على أن الشحنة كانت كبيرة على وجه خاص، بعبارة أخرى، صواريخ أرض- أرض بعيدة المدى"، مشيرًا إلى أن "لدى حزب الله ترسانة كبيرة جدًا - قرابة الـ130 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية ذات مديات قصيرة، ومتوسطة وبعيدة- لكن أغلب الصواريخ التي يملكها ليست دقيقة، وهو بحاجة إلى صواريخ يحصل عليها مباشرة من إيران، التي هي دقيقة جدًا وقادرة على إحداث دمار في المنشآت الحيوية، والعسكرية والمدنية، على جميع أراضي دولة "إسرائيل"".

وفي حديثه عن مصلحة الكيان الصهيوني من هذا الهجوم، قال بن يشاي إنه "ومنذ فترة لم تحصل هجمات كهذه تُنسب إلى سلاح الجو "الإسرائيلي"، الذي يتردد في شن هجوم على الأراضي السورية لأنه لا يرغب بالدخول في مواجهة مع الروس وأيضًا لأن الأسد يحصل على دعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مضيفًا أن "إسرائيل" لم تشن الهجوم على سوريا لأن السوريين لم ينقلوا منذ فترة طويلة صواريخ نوعية إلى حزب الله، سبب ذلك هو أن مصنع السلاح في السفيرة كان محتلاً تقريبًا طوال سنتين من قبل داعش".

وتابع المحلل العسكري قائلاً إن "الجيش السوري نجح مؤخرًا في إعادة السيطرة على منطقة مصنع الأسلحة، ولهذا يمكن الاحتمال أن السوريين عادوا إلى تصنيع صواريخ تُرسل إلى حزب الله".

وبحسب بن يشاي، فإنه يمكن تفسير ما يُنسب "لإسرائيل" على أن إدارة هذه الحرب ضد تعاظم حزب الله موجودة في بروفايل منخفض وحتى أنها تحصل بشكل سري تمامًا. المعركة بين الحروب، هي اسم المعركة التي يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذها - وينفذها- تقريبًا بدون بصمة. في حال هاجم سلاح الجو "الإسرائيلي" بالفعل بشكل علني في سوريا، فإن هذه إشارة إلى أنه كان يدور الحديث عن سلاح نوعي.

ولفت بن يشاي إلى أن مصادر عسكرية وسياسية في إسرائيل ترفض تأكيد وهي لا تنفي على ما يبدو ما يُنسب إليها، على أمل أن النظام السوري أيضًا- الذي لا يرغب بأن يكون مربكاً- لا يتطرق رسميًا إلى الحادثة ولا يرد. مع ذلك، ادعت وكالة الأخبار السورية الرسمية أن إسرائيل نفّذت هذا الهجوم، بحسب تعبيره.

وختم بن يشاي مقاله بالقول إن ثقة الرئيس بشار الأسد ازدادت مؤخرًا بشكل خاص على ضوء نجاحاته الأخيرة في مدينة حلب بمساعدة الروس وحزب الله. لذلك هو قرر بالتأكيد تزويد حزب الله بالسلاح، وبسبب هذه الثقة التي ازدادت فإنه من المتوقع أن يرد أيضًا في حال قام سلاح الجو الإسرائيلي فعلاً بالهجوم، على ما يبدو أنه جرى تقدير وضع في شعبة الإستخبارات التابعة للجيش "الإسرائيلي" وفي هيئة الأركان ووصلوا إلى إستنتاج أن الروس لن يتدخلوا والأسد أيضًا لن يرد.

2016-11-30