ارشيف من :آراء وتحليلات
الحرس الرئاسي: خطوة على طريق استيعاب الميليشيات الليبية
رغم الهنات و عدم القدرة على بسط النفوذ، إلا أن الأطراف الأطلسية و جهات إقليمية مازالت تثق في حكومة الوفاق الليبية و تدعمها و لا يبدو أنها راغبة في الوقت الراهن في البحث عن بديل لها. بل أن هذه الأطراف الدولية تسعى لأن يبسط فائز السراج و فريقه سيطرتهم على العاصمة طرابلس ومنها إلى باقي أنحاء ليبيا.
فالحرس الرئاسي الذي تم الإعلان عن إتمام تشكيله منذ أيام معدودات تدربت عناصره في إيطاليا و بريطانيا بالأساس، أي البلدين المستعمرين السابقين لأرض عمر المختار. و يبدو أن الأطراف الداعمة للسراج و فريقه ستضغط من أجل أن يبسط الحرس الرئاسي سيطرته على مقر رئاسة الحكومة و الوزارات و الثكنات الأمنية و العسكرية التي مازالت بيد الميليشيات.
هل يبسط الحرس الرئاسي سيطرته؟
حماية الدبلوماسيين
و يبدو أن من بين غايات تشكيل هذا الفصيل المسلح الذي سيعمل تحت إمرة السراج هو تأمين الحماية للبعثات الدبلوماسية المقيمة في طرابلس، وتأمين حياتها، في بلد قتل فيه سفير كبرى دول العالم و تم التمثيل بجثته دون أن يجد منقذا. كما أن من أسباب تشكيله هو استيعاب الميليشيات المسلحة ضمن تنظيم شرعي معترف به يأتمر بأوامر حكومة مدعومة إقليميا و دوليا، وهو ما يبدو أنه سيحصل في المستقبل القريب بعد تجاوز الخلاف المتعلق بالشروط التي وضعتها حكومة السراج لقبول عناصر الميليشيات وهو انضمامهم بصورة فردية لا كمجموعات يمكن أن تنقل خلافاتها إلى داخل المؤسسة حديثة النشأة.
و لا يبدو أن للميليشيات خيارات أخرى أمام القوى الدولية الداعمة للسراج إذ سترضخ بالنهاية و تنضم إلى الأجهزة الأمنية التي تتشكل و تلقى كل أشكال الدعم بما في ذلك التجهيزات من سيارات مصفحة و غيرها. و سيكون هذا الإنضمام بالأفراد لا بالمجموعات تطبيقا لإملاءات القوى الأطلسية التي لا يمكن السير بخلاف إرادتها بعد أن أحكمت قبضتها على ليبيا.