ارشيف من :ترجمات ودراسات
واشنطن تتلقى ضربة مؤلمة على الحدود بين سوريا والعراق
واشنطن عتمت على الخبر لكن تجمع "قدامى المحاربين [الأميركيين] اليوم" (Veterans Today) كشف عن الفضيحة
الكاتب : Emilie Defresne
عن موقع MEDIAS-PRESSE.INFO الالكتروني
9 تموز / يوليو 2016
"ثمانون عنصراً ‘‘من جيش سوريا الجديد’’ قتلوا وتم أسر العديد من الأميركيين في كمين نصبه تنظيم داعش. وكل ذلك وسط تكتم شديد من قبل الجيش الأميركي". تلكم خلاصة ما كشف عنه تجمع "قدامى المحاربين [الأميركيين] اليوم" بخصوص حدث جرى في 30 حزيران / يونيو وأظهر، مرة أخرى، الدور الملتبس الذي تقوم به الولايات المتحدة تجاه داعش. وأصابع الإدانة تتجه مباشرة إلى باراك أوباما. وفيما يلي كامل النص الذي نشره التجمع :
القصة هي عن إخفاق أميركي ظل رهن السرية: عملية فاشلة على الحدود العراقية-السورية تمثل نوعاً من خلل في الذكاء من السهل أن نتوقعه عندما يكون حلفاء كالإسرائيليين والأتراك والأردنيين والسعوديين قد شاركوا جميعاً في التخطيط لتلك العملية وأحاق بهم جميعاً هذا الإخفاق الأميركي.
البداية: تم تنفيذ عملية خاصة مجوقلة أميركية وبريطانية غير بعيد عن الحدود بين سوريا والعراق وحيث تتقاطع هذه الحدود مع نهر الفرات. وقد أخفقت هذه العملية إخفاقاً ذريعاً. وقد أسر التقنيون الأميركيون والبريطانيون الذين كانوا يشرفون على العملية، وأسر معهم مستشارون أردنيون إضافة إلى 20 عنصراً هم كل من بقي على قيد الحياة من أفراد وحدة تابعة لجيش سوريا الجديد الذي تم تشكيله من قبل الولايات المتحدة. وقد أبيدت هذه الوحدة عملياً خلال العملية الفاشلة.
قد أكدت مصادرنا أن وحدة من جيش سوريا الجديد الذي شكلته الولايات المتحدة قد أبيدت خلال هجوم على مدرج زراعي للطيران تسيطر عليه داعش في البوكمال، على مسافة قصيرة من الحدود العراقية ومن مدينة القائم.
هذا وقدمت مصادرنا وصفاً للعملية بعد بدايتها بيومين، وأكدت أن عناصر جيش سوريا الجديد كانوا قد انطلقوا، قبل يومين، من مركز للتدريب تديره وكالة الاستخبارات الأميركية ويقع على الحدود السورية-الأردنية، وذلك بهدف شن هجوم على داعش. وقد انضم إليهم مستشارو عمليات خاصة أميركيون وبريطانيون، إضافة إلى قوات خاصة من الجيشين الأميركي والبريطاني تم إنزالها بالمظلات قبل وقت قصير من الهجوم .
وقد تم تنفيذ الهجوم فجر 30 حزيران / يونيو من قبل جيش سوريا الجديد الذي كان مكلفاً بالسيطرة على مدرج المطار في البوكمال، وهو مدرج صغير تستخدمه الطائرات في الأعمال الزراعية تم تحويله من قبل داعش إلى مركز قيادة تحت الأرض. وتم إسناد هذا الهجوم بقصف جوي أميركي لبعض "الأهداف" في المنطقة. وبعد ذلك ألقت الطائرات الأميركية مناشير طلبت فيها إلى السكان إخلاء المنطقة، لكن داعش منعتهم من ذلك وكانت مستعدة تماماً للمعركة.
داعش وواشنطن: العلاقة الملتبسة
كان بإمكان جيش سوريا الجديد وما يحيط به من مستشارين أميركيين وبريطانيين وأردنيين، أن يؤكد أن حوالي 400 مقاتل داعشي خرجوا من الأنفاق الممتدة على طول الحدود وصولاً إلى مدينة القائم العراقية، وتمكنوا بسرعة قياسية من إبادة المهاجمين ومن أسر ما أمكن أسره منهم.
وإضافة إلى الأسرى، استولت داعش على كامل الآليات التي استخدمت في الهجوم، وكذلك على أجهزة اتصال وأسلحة. ثم ساد شيء من الشك أعقبه يقين راسخ عندما وصلت إلى البنتاغون أخبار مفادها أن مقاتلي داعش المشاركين في تنفيذ هذه الضربة قد سبق تدريبهم من قبل الأميركيين والبريطانيين. وتقول الإشاعات إن هذا التدريب قد تم من قبل وكالات " L3 Corporation" و " Dyncorp" ليس طيلة أسابيع، بل طيلة سنوات كاملة، وذلك تحت غطاء القيام بعمليات خاصة مشتركة هدفها حماية دول الخليج.
وكانت رواتب كل واحد من المدربين الأميركيين تصل إلى 350 ألف دولار سنوياً وذلك مقابل تدريب قوة لم يروها إلا مرتين، إحداهما خلال الهجوم على بنغازي، والأخرى خلال معركة البوكمال، بوصفهم مشرفين على عمليات داعش.
ولا ينبغي أن نفاجأ لكون داعش تستطيع تنفيذ مثل هذه العمليات. والسبب هو في كون مقاتليها قد تدربوا وفق معايير القوات الخاصة في الجيش الأميركي، بتكاليف مالية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات. أما ما هي الجهات السياسية التي تقف وراء مشروع داعش، فتلك مسألة أخرى. ولجهة الأموال، فإن أياً منها لم يكن أميركياً، من الناحية الرسمية على الأقل.
تجمع "قدامى المحاربين" يعرف من هم الذين شاركوا في هذا المشروع، ويعرف أن مبالغ مالية كبيرة كانت تعرض عليهم وتجعل رفض المشاركة أمراً في غاية الصعوبة.
أما العناصر التي كانت قد خضعت للتدريب، فقد قامت بتنفذ عملياتها الأولى ضد داعش في بنغازي، خلال حملة مشتركة مع المخابرات المركزية الأميركية، ومع أميريكيين خونة يملكون المليارات ويساندون إسرائيل. ومصادرنا واثقة تماماً من معلوماتها في هذا المجال. وبذلك، يمكننا اليوم أن نفهم جيداً الدور الخياني الذي قامت به وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في سوريا والعراق، كما يمكننا أن نفهم "اللغة الخشبية" الحالية لإردوغان ورغبته القوية في أن يحصل على أكبر قدر ممكن من المكاسب.
لقد تم التعتيم بشكل كامل على هذا الإخفاق الذي مثل واحداً من أكبر الاخفاقات الأميركية، وفشلاً أساسياً مني به الرئيس أوباما. لكن جميع الذين توفرت لديهم معلومات حول الموضوع جرى تحذيرهم وأجبروا على الصمت. وهذا الأمر خطير جداً. (هنا ينتهي النص الذي وزعه تجمع "قدامى المحاربين".
كاتب هذا النص هو غوردون دوف، محارب سابق في صفوف جنود البحرية الأميركية، ومن المحاربين القدماء في فييتنام. وهو يدير حالياً أكبر منشأة إعلامية خاصة في العالم. كما يشغل منصب رئيس تحرير موقع تجمع "المحاربين القدامى".
ومنذ أن تدخل الروس في سوريا في 30 أيلول / سبتمبر 2015، أعلن الأميركيون الذين كان تواطؤهم مع الجهاديين قد أصبح ظاهراً أكثر مما ينبغي، أعلنوا عن نيتهم شن عمليات ضد داعش، خصوصاً بعد أن كانت الجماعات الجهادية التي شكلوها قد التحقت بداعش التي كانوا يزعمون محاربتها. وهذا أمر أسف له بيتر كوك، الناطق باسم البنتاغون، في أيلول / سبتمبر 2015.
ومنذ أن بدأ التحالف الأميركي بالتدخل في سوريا، ظهر جيش سوري جديد لا نعلم من أين أتى. ومع هذا الجيش تشن قوات التحالف الأميركي حربها ضد الجيش السوري الشرعي الذي يقاتل بالتعاون مع روسيا. واليوم بات السر، إذا كان هنالك من سر، معروفاً جيداً: الأميركيون هم من يقوم بتجنيد وإعداد الجيش السوري الجديد الذي يمكن له أن ينضم في يوم ما إلى داعش أو النصرة أو أي تنظيم جهادي آخر، وذلك إما في ظل التهاون من قبل المشرفين الأميركيين، وإما خدمة لهدف محدد هو مواصلة القتال ضد الجيش السوري الحقيقي بغية تحقيق ما يحاولون تحقيقه من الإطاحة ببشار الأسد وضرب الدولة السورية.