ارشيف من :ترجمات ودراسات
’يديعوت احرنوت’: بيان سوريا حول الضربة الاسرائيلية استثنائي وقد يعني تبريرا لعمل عسكري ضد ’اسرائيل’
اكد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي،أن إصدار بيان سوري عن الهجوم "الإسرائيلي" في المزة هو أمر غير مسبوق، والأكثر من ذلك هو الإشارة إلى أنه يدور الحديث عن صواريخ أرض- أرض وليس صواريخ جو- أرض كما كان يحصل في معظم الحالات التي أفادت عنها وسائل الإعلام السورية في السابق.
وبحسب بن يشاي فان حديثا يدور عن محاولة إيرانية لإرسال قذائف صاروخية أو صواريخ أرض- أرض دقيقة إلى حزب الله كما ألمح لذلك أيضًا وزير الأمن أفيغدور ليبرمان خلال لقائه اليوم مع سفراء الإتحاد الأوروبي.
القصف الصاروخي الاسرائيلي على منطقة مطار المزة
وحول نوع الصاروخ الذي استخدم في قصف مطار المزة العسكري، أشار المحلل العسكري الى أن الإدعاء في السابق كان أن "إسرائيل" تستخدم أحيانًا صواريخ أرض- أرض موجهة من نوع "تموز" عندما كانت تسقط قذائف في الجولان (المحتل)، سواء عن قصد أو عن طريق الخطأ، وأن إستخدام هذه الصواريخ كان ينفّذ لمديات قصيرة نسبيًا.
وألمح المحلل الصهيوني إلى أن "إسرائيل" إستخدمت أنواعا جديدة من الصواريخ البعيدة المدى، وقال "لكن المطار العسكري في دمشق يبتعد بما لا يقل عن 40 كلم عن الأراضي ‘الإسرائيلية’ في الجولان، ومن أجل إصابة الأهداف بدقة كبيرة يتطلب الأمر قذائف وصواريخ دقيقة وذات مدى أطول".
وأشار بن يشاي إلى أنه يمكن الإعتقاد أن سبب إستخدام صواريخ أرض- أرض في قصف المطار هو الرغبة في مفاجأة السوريين وعناصر حزب الله في منطقة الهدف الذي هوجم. مضيفًا أنه في حال أطلقت "إسرائيل" صواريخ من الطائرات كان بإمكان الرادارات الحساسة والبعيدة المدى التي أحضرها الروس إلى سوريا التحذير من وجودها في المنطقة. إضافة إلى تحذير البطاريات السورية المضادة للطائرات التي سبق أن حاولت إعتراض طائرات "إسرائيلية" في الأجواء السورية.
أحد الإحتمالات الذي تحدث عنه المحلل لتبرير إستخدام صواريخ أرض –أرض هو منع إحتمال أن يقوم الروس بتحذير السوريين عن الهجوم "الإسرائيلي"، مضيفًا أن هناك إحتمالا آخر هو خشية "إسرائيلية" من أن يحاول الروس إعتراض الطائرات عبر بطاريات صواريخ أس إي 300 وأس إي 400 الموجودة في سوريا.
وقال بن يشاي إن (الرئيس السوري) بشار الأسد من المتوقع اليوم، أكثر من السابق، أن يتحدى "إسرائيل" ويهدِّد طائراتها.
واعتبر بن يشاي أنه يجب الإلتفات ليس فقط إلى الإدعاء أن "إسرائيل" إستخدمت صواريخ أرض- أرض، بل إلى أن وكالة الأخبار السورية الرسمية وحتى التلفزيون السوري نشروا تفاصيل عن الهجمات الأخيرة، مضيفًا أن هذا الأمر هدفه إيجاد مبرر لدى الرأي العام العالمي للقيام بعمل من جانب سوريا وحزب الله ضد "إسرائيل"، الذي ربما لا يزال في مراحل التخطيط والتحضير.
وختم بن يشاي مقاله بالقول "يجب أن نكون مستعدين لإحتمال حصول عمل كهذا، يمكن أن يتم بدعم روسي أيضًا، وينفذ في المستقبل القريب".