ارشيف من :ترجمات ودراسات
’يديعوت’: ما بين التدخل الروسي في سوريا والأميركي في الموصل فجوة واسعة
كتب المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أليكس فيشمان، أنه عشية سقوط حلب بيد الجيش السوري، قتل خلال القتال في المدينة ضابط روسي هو العقيد روسلان غليسكوين، وقد أبرز موته الفجوة الواسعة بين مدى التدخل الروسي في القتال في حلب، والتدخل الأمريكي في القتال في الموصل في العراق. بحسب ما يقول الكاتب.
واعتبر فيمشان أن "المراوحة في المكان في الموصل من جانب ما يسمى بـ"التحالف" بقيادة الولايات المتحدة، تؤكد عجز الأمريكيين عن مساعدة أصدقائهم في الشرق الأوسط. بينما في حلب عزز الروس صورتهم في المنطقة كمن يقفون وراء حلفائهم، في الموصل وقف الأميركيون –مثلما يفعلون دومًا– في وقت متأخر جدًا ليفعلوا القليل جدًا".
وأشار فيمشان إلى أنه في البيان الروسي الرسمي يوصف غليسكوي كمن كان مسؤولاً عن التخطيط والتنسيق العملياتي. وقارن كيف أن الروس استخدموا وحدات القناصة التي صفَّت عشرات القادة الميدانيين من المسلحين، ونحو ألف جندي روسي عملوا إلى جانب رجال حزب الله في القتال في أرض مبنية. وكذلك هيأ الأميركيون؛ عبر استثمارٍ بالمليارات، ألوية أميركية لمكافحة الإرهاب، نحو عشر آلاف مقاتل. ومنذ اقتحام الموصل قبل ثمانية أسابيع فقدت هذه القوات نحو ألفي رجل. وحاليًا يسيطر ما يسمى بـ"التحالف" على 20 من أصل 124 حي في المدينة.
"يديعوت": ما بين التدخل الروسي في سوريا والأميركي في الموصل فجوة واسعة
ويقول الكاتب بالمناسبة باستهزاء، "تعرفنا على "جودة التدريب الأميركي في 2007 في غزة، فقد درب الأميركيون في حينه 35 ألفًا من رجال السلطة الفلسطينية ممن سُمّوا بـ "قوات دايتون". واستغرقت حماس، 3 أيام فقط كي تطرد 8 آلاف مسلحًا منهم من المنطقة، بلا قتال تقريبًا".
وتابع ألكيس فيشمان يقول:"ينبغي أن يكون لهيئة الأركان الإسرائيلية اهتمام خاص للدروس من الحرب في الموصل". اضاف:"يتبين أن الجيش العراقي يحتل أرضًا في النهار، وفي الليل يبرز من الأنفاق مسلحو "داعش" فيقتلون جنوده. تقنيات القتال في الموصل مشتركة بين حزب الله و"حماس" أيضًا، كل جهة مع ملائمته الإقليمية. لكن العقيدة مشابهة جدًا. من يتوق لغزة، فلينظر إلى دروس الموصل ولعل شهيته تنطفئ".
بعد حلب، يقول فيشمان، يمكن للأسد الآن أن يتفرّغ لجبهة هضبة الجولان، ويجلب الإيرانيين وحزب الله ليصطدموا بالمسلحين. وهنا ستقف "إسرائيل" أمام اختبار غير بسيط : من هنا ولاحقًا لم تعد مشاركًا سلبيًا في ما يجري في سوريا. فهل توجد بين "إسرائيل" وروسيا تفاهمات بالنسبة لهضبة الجولان أيضًا؟ يبدو أن لا تفاه بين الطرفين، يختم الكاتب.