ارشيف من :نقاط على الحروف
لو تركها حزب الله؟
ياسر رحال
تكثر في الآونة الأخيرة الإشاعات وتستعر الدعاية المغرضة بحق حزب الله على خلفيات مصطنعة. أحداث تُحكى غير حقيقتها، بهدف النيل من سمعة حزب الله ومقاومته الشريفة التي أعزت الأمّة كل الأمّة، بمحبها ومبغضها، ويكفي فخراً انها سجلت وللمرة الأولى أول انتصار على الكيان الصهيوني، ودحرته من غير اتفاقية ذل أو استسلام أو شروط أمنية كما ورد في ملحقات الكثير من الاتفاقيات التي سميت زوراً "السلام".
وكي لا نطيل ونعدد المهاجمين سنتحدث عن تجربة واحدة مشرقة لا تزال مفاعيلها تتردد على ألسنة الذين استفادوا منها، هي تجربة "جهاد البناء".
وكي لا يقال إننا نتحدث عن تجربة "مشروع وعد" سنوثق في هذه العجالة سلسلة أحداث كان لحزب الله ومقاومته و"جهاد البناء" فيه الدور البارز.
حارة حريك - باحة الشورى بعد عدوان تموز 2006
في العام 1993 وعقب عدوان تموز/ يوليو، وجراء الاعتداءات الصهيونية، تضررت العديد من المنازل في قرى جبل عامل والبقاع الغربي، يومها وقف حزب الله إلى جانب شعبه وتصدت باكورة نشاطاته لعملية إعادة البناء مباشرة بعد العدوان حيث سجل سابقة في هذا المجال.. وكذلك عقب عدوان نيسان/ أبريل 1996.
أما قمة التجربة فكانت عقب العدوان الصهيوني الأكبر على لبنان في العام 2006 او ما عرف بحرب لبنان الثانية. والتي أسماها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بـ "النصر الإلهي".
حارة حريك - باحة الشورى بعد عدوان تموز 2006
في هذه الحرب بلغ عدد المباني المدمرة فيه بشكل كامل قرابة 270 مبنى، وقام حزب الله بجهود "مشروع وعد" بإعادة إعمار ما يقارب المليون متر مربع في أقل من خمس سنوات، وكان تسليم البيوت لأصحابها قد بدأ بعد عام واحد من انتهاء العدوان.
في ذلك العام كان حزب الله يسدد بدلات إيجار للمواطنين كل بحسب المأجور الذي سكن فيه. وكذلك دفع للناس بدلات إعادة تأسيس أولي ليعود الأهالي إلى منازلهم دون منة من أحد.
أمّا الآخرون فماذا فعلوا؟ إليكم عينة. 3 مبان في الضاحية الجنوبية قرر أهلها تركها على عهدة الدولة اللبنانية، وها هي حتى الساعة أسيرة الرعاية الفاشلة ولم يعد أهلها إليها بل باتوا مشردين.
البنى التحتية في منطقة عمل "مشروع وعد" نفذت على عهدة المشروع، وحتى اليوم ما تزال بعض محولات الطاقة النقالة والتي جاءت كهبات تعمل في بعض شوارع الضاحية الجنوبية.
تعهد حزب الله بتطبيق القانون في موضوع المخالفات، والالتزام بمخططات التنظيم المدني في كل تفصيل من تفاصيل إعادة الإعمار.
حارة حريك - باحة الشورى بعد عدوان تموز 2006
تمكن حزب الله ومعه "جهاد البناء" من انتزاع قرار من مجلس النواب يسمح بإعادة إعمار كل ما دمره العدوان الصهيوني على لبنان سابقاً ولاحقاً دون الحاجة إلى الوقوف على اعتاب الدوائر المختصة.. واستفاد منه المتضررون من الاعتداءات الصهيونية منذ اغتصاب فلسطين وإلى يوم انتهاء هذه الغدة السرطانية من الوجود.
وبعد، يكفي ما قاله ذاك الصحفي الإيطالي الذي عايش الحرب العالمية، وعاين مشهد الضاحية بعد الحرب وعاد اليها بعد انتهاء إعادة الإعمار، فأصيب بالذهول قائلاً: "وثقت الكثير من الحروب لكن لم أجد أسرع من حزب الله في إعادة الإعمار والحفاظ على المكونات الاجتماعية في البيئة نفسها التي كانت قبل الحرب".
ولمن نسي، نذكره أن حزب الله كان اول من أزال النفايات من الضاحية الجنوبية في مشروع رائد يومها في العام 1993 فيما لا تزال طرقات وقرى لبنان تعج بالمكبات العشوائية والتي تنفث سمومها على المواطنين مخلفة أمراضاً واوراماً لا يعلم بخطورتها الا من أصابته بنفسه أو بأحد أفراد عائلته.
لا يا أيها الحاقدون.. لسنا من ذهب في انتخابات العام 2005 إلى قرى كسروان والبترون وهو يرفع عقيرته "لا تنتخبوا حزب الله.. سيمنعكم من النزول إلى الشاطئ بلباس السباحة، سيمنع المرابع الليلية.. سـيلبسكم تشادورا برتقاليا، وســ.."، عاد هؤلاء اليوم ليعيدوا الكلام عينه. هاتوا دليلاً واحداً على ما تدعون.
يكفيكم استطلاع واحد في الضاحية الجنوبية لتعرفوا ما فعله حزب الله، ورغم النتيجة ستبقون على حقدكم مصداقاً للأية الشريفة: " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا".
يكفيكم المقاومة كمشروع تحرر لو تركها حزب الله لكان اللبنانيون اليوم يتعاملون بـ"الشيكل" الذي قال يوماً ضابط صهيوني لأحد التجار الذي رفض التعامل المالي معهم تحت حجة إنه لا يبيع بـ"الشكيل" خلال اجتياح بيروت الغربية: "حبيبي في بنك ببعبدا بيصرفوا لبناني".. وفهمكم كفاية!