ارشيف من :ترجمات ودراسات
رئيس الموساد كوهين هل سيتجرأ على اعتراض نتنياهو؟
كتب صحيفة "هآرتس" ان "رئيس الموساد السابق، مئير دغان، قد حظي بالمدح الكثير بسبب استقلاليته كرئيس للموساد. فقد اعترض على حرب لبنان الثانية منذ بدايتها، وأيد العملية البرية، وعارض صفقة شليط، وعارض قصف اسرائيل لايران الذي سعى اليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك. ووريثه تمير فردو يستحق مديحا أكثر بسبب معارضته قصف ايران".
رئيس الموساد الاسرائيلييوسي كوهين
واضافت الصحيفة انه "نشأ إرث لسنوات طويلة يعتبر أن رئيس الموساد هو شخصية مستقلة وقوية لا تخشى من التعبير عن موقف يناقض ما يريد سماعه رئيس الحكومة".
واشارت صحيفة "هآرتس" الى ان تعيين يوسي كوهين ليس تعيينا غريبا لرئاسة الموساد، فقبل فترة قصيرة من اعلان نتنياهو عن تعيين كوهين لهذا المنصب، أجرى مكالمة هاتفية مع من تعتبره وسائل الاعلام مرشحا متفوقا يكنى بـ "ن". والمحادثة انتهت بدون خلاصة، لكن في سياقها مثلما قال شخص مقرب من ن. سئل اذا كان سيكون مواليا لرئيس الحكومة. ويبدو أن تردد ن. في الرد على هذا السؤال هو الذي قرر مصيره".
واضافت الصحيفة "اذا كانت هذه القصة صحيحة فان هذه فضيحة بالطبع، تقول الصحيفة، وتنقل عن شخصين رفيعين في الموساد إن كوهين قد مر بمسار أفضل لهذا المنصب قياسا مع ن. لذلك كان تعيينه طبيعيا (كما هو معروف، دغان ايضا أيد التعيين). وقد شغل كوهين وظائف رفيعة المستوى وهو يحظى بعلاقات انسانية ممتازة. وليس واضحا اذا كان توجهه للسياسة، لكنه يتصرف منذ سنوات وكأنه سياسي".
وذكرت الصحيفة ان "رؤساء الموساد، لا سيما اولئك الذين نشأوا في داخله، ابتعدوا عن السياسة، ليس لأن هذا عمل حقير، بل لأن الـ دي.ان.ايه لديهم تناقض الـ دي.ان.ايه السياسية. لكن كوهين مختلف. ففي منصبه السابق في الموساد لم يتردد في لقاء استراتيجي سياسي متقدم. وقد حافظ دائما على قناة مفتوحة مع رجال اعمال ناجحين. وفي منصبه كرئيس مجلس الامن القومي كانت الذروة".
واضافت "كل ذلك لا يلخص علاقة كوهين مع محيط نتنياهو، لديه علاقات ممتازة مع الكثيرين من مقربي رئيس الحكومة. ومن الصعب عدم الاشتباه بأن هذه العلاقة قد أثرت على أدائه كرئيس لمجلس الامن القومي. يريد نتنياهو امرار صيغة الغاز، كوهين قدم استشارة بأن هذا هام لعلاقات اسرائيل الخارجية. ونتنياهو أراد الغاء المناقصة الدولية لبناء سفن لسلاح البحرية والارتباط بالصفقة مع الشركة الالمانية وحكومة المانيا، قام كوهين بتقديم استشارة تؤيد هذه الخطوة لاعتبارات الخارجية والامن بالطبع".
وتابعت "لقد قدم كوهين توصية لرئيس الحكومة، ليس واضحا الى ماذا تستند، لشراء سفينتين مضادتين للغواصات. ولم يعرف أحد من أين جاء هذا، لكن نتنياهو أيد ذلك (الى أن قضت معارضة وزارة الدفاع على هذه الفكرة)".
وختمت بالقول "يصعب التفكير في حالة واحدة كان موقف كوهين (كرئيس لجلس الامن القومي) فيها يختلف عن موقف رئيس الحكومة. فهل سيعارض كرئيس للموساد، في حين أنه تم تعيينه من نتنياهو وهو على صلة وثيقة به؟".