ارشيف من :آراء وتحليلات

جدل واسع في تونس حول جريمة اغتيال محمد الزواري

جدل واسع في تونس حول جريمة اغتيال محمد الزواري

مازال الجدل محتدما في تونس بشأن جريمة اغتيال المهندس محمد الزواري الذي تتهم أطراف عديدة الموساد الصهيوني باغتياله منذ أيام قليلة قرب منزله بمدينة صفاقس جنوب تونس وتدعو إلى ملاحقة إسرائيل دوليا. حيث لم تتوضح خيوط الجريمة بعد رغم أن الأمن التونسي تمكن من القبض على بعض المتورطين في هذه الحادثة التي هزت الشارع التونسي.
ووفقا لحركة حماس فإن المهندس التونسي ينتمي إلى كتائب القسام و قد ساهم في تطوير الطائرات دون طيار التي استعملتها حركة حماس في آخر عدوان شنه الكيان الغاصب على قطاع غزة، وساهم أيضا في تطوير صواريخ استخدمتها حماس في هذه الحرب.

تدخل سريع
و لعل اللافت هو التحرك السريع لقوى الأمن في تونس و قبضها على عدد من المساهمين في عملية الإغتيال التي شارك فيها أجانب و متواطئون تونسيون. كما لمح وزير الداخلية التونسية إلى إمكانية تورط جهة خارجية في هذه الجريمة و دعا إلى عدم استباق التحقيقات التي تسير في الإتجاه الصحيح.

جدل واسع في تونس حول جريمة اغتيال محمد الزواري

شهيد تونسي على طريق فلسطين


و ربط كثير من التونسيين بين هذه الجريمة و مغادرة المدير العام للأمن الوطني السابق عبد الرحمن الحاج علي، الذي فاجأ الجميع و استقال قبيل العملية بساعات وأدخل البلاد في حالة من الإرتباك. و الحاج علي هو أنجح مسؤول أمني تونسي منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، ومنذ عودته إلى مكانه الذي شغله في السابق، أي الإدارة العامة للأمن الوطني التي أزيح منها بسبب تضييقه الخناق على أنشطة أصهار بن علي في زمن حكم هذا الأخير، والبلاد تعرف استقرارا فقدته في السنوات الأخيرة بعد أن عادت للأجهزة الأمنية و الإستخباراتية فعاليتها في ملاحقة الإرهابيين و التصدي لأجهزة المخابرات العربية و الدولية التي اخترقت تونس في السنوات الأخيرة.


القناة العاشرة
ولعل ما أثار غضب و حنق الرأي العام في تونس هو تقرير ظهر على القناة العاشرة التابعة للكيان الصهيوني تم تصويره في تونس العاصمة و قرب منزل الشهيد بمدينة صفاقس جنوب البلاد، بمراسل كان يحمل مصدحا ظهر عليه شعار القناة الصهيونية. و على الفور انطلقت حملات شرسة على الحكومة التونسية من قبل الرأي العام و تم اتهام الثورة بالقضاء على مؤسسات الدولة والتسبب في هذا الأمر بعد أن قام من يسمون أنفسهم ثوارا بحل وكالة الإتصال الخارجي التي كانت تتثبت زمن بن علي في المراسلين و القنوات التي تستقر بالبلاد و في المحتوى المرسل.
و في رده على هذه الإنتقادات أجاب وزير الداخلية التونسية بأن من ظهر في القناة الصهيونية العاشرة على أنه مراسلها، دخل إلى تونس بجواز سفر ألماني و قدم نفسه في مطار قرطاج الدولي على أنه كاتب ألماني، و بالتالي فقد نجح في خداع أجهزة الأمن بما أن الألمان مرحب بهم في تونس التي ترتبط بعلاقات سياسية و إقتصادية مع ألمانيا و بلدان الإتحاد الأوروبي. وأكد وزير الداخلية على أن هذا الشخص قدم نفسه لاحقا لمؤسسات إعلامية تونسية على أنه مراسل لبي بي سي ثم للقناة الأولى الألمانية و كان يتحدث الإنكليزية بطلاقة و ليس بالعبرية كما ظهر في التقرير. كما أكد الوزير أن التقرير الصحفي تم بثه بعد مغادرة المراسل للأراضي التونسية، و تم القبض على من سهلوا له إنجاز هذا التقرير في تونس والتحقيق معهم مازال جاريا

2016-12-20