ارشيف من :ترجمات ودراسات

’ اسرائيل’: الدعوة الى التفريق بين ’اسرائيل’ والمستوطنات يشجع دول اخرى على تبني سياسات هجومية ضد المستوطنات

’ اسرائيل’: الدعوة الى التفريق بين ’اسرائيل’ والمستوطنات يشجع دول اخرى على تبني سياسات هجومية ضد المستوطنات

ذكر موقع "والاه" الصهيوني أنه "في شباط 2011 صوت مجلس الامن التابع للامم المتحدة على قرار قدمته دول عربية ضد المستوطنات، أربعة عشر دولة من اصل خمسة عشر اعضاء في مجلس الامن، صوتت مع القرار. الولايات المتحدة، بقيادة باراك أوباما، كانت الدولة الوحيدة التي عارضته، وبذلك أوقفت القرار، بواسطة حق النقض الفيتو، مع نهاية التصويت، والقت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة في تلك الفترة، سوزان رايس، خطاب هجومي ضد سياسات الحكومة الاسرائيلية في المناطق."

وأضاف ان "من أنصت حينها الى خطاب رايس، التي تشغل اليوم مستشارة الامن القومي في ادارة اوباما، يمكن أن يفهم بسهولة ان الادارة الامريكية لم تفرض الفيتو برضاها،  جميع الادارات الامريكية منذ السبعينات وحتى اليوم عارضت المستوطنات في المناطق ودعت "اسرائيل" الى الامتناع عن توسيعها، الا ان الرئيس أوباما كان يعتقد في العام 2011، انه لا يزال هناك فرصة لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بواسطة المفاوضات، أفضل من العمل في مجلس الامن الدولي، بمرور خمس سنوات، الاحباط التي أعربت عنه رايس باسم الادارة الامريكية بعد التصويت في العام 2011 جاء بقرار دراماتيكي لاوباما بالامتناع عن التصويت على القرار ضد المستوطنات، الذي مر باغلبية اربعة عشر عضو صوت معه."

 

وتابع الموقع "هذا القرار استقبل بغضب وخيبة أمل في القدس لكن في هذه المرحلة لم تتضح ماذا ستكون بالضبط انعكاساته الفعلية، اغلب البنود التي ظهرت في القرار ليست جديدة ومكررة في قرارات واقتراحات سابقة تدين المستوطنات. من وجهة نظر اسرائيلية، هناك بندين معينين في القرار يثيران القلق، البند الخامس، الذي يدعو جميع الدول في العالم "الى التفريق بين "اسرائيل" وبين المناطق المحتلة"، والبند الثاني عشر الذي يدعو الامين العام للامم المتحدة الى افادة مجلس الامن كل ثلاثة أشهر بوتير تقدم تنفيذ هذا القرار."

واشار الموقع الى ان "الدعوة الى التفريق بين "اسرائيل" وبين المستوطنات قد يشجع دول اخرى في العالم، بشكل خاص في اوروبا، على تبني سياسات واضحة وهجومية اكثر ضد المستوطنات، الاتحاد الاوروبي قام بعدة خطوات في هذا الاتجاه في السنوات الاخيرة، بالتشديد على وسم البضائع التي تنتج في المستوطنات منذ العام 2013، ويمكن الان، بفضل القرار 2234 في مجلس الامن، أن تأخذ بعض الحكومات في اوروبا "حقنة تشجيع" في الموضوع. في المقابل، هذا القرار قد يشجع حكومات اضافية في اوروبا على الاعتراف بشكل رسمي بفلسطين كدولة، خطوة قد تخلق ازمات بين هذه الدول وبين "اسرائيل"."

وأكمل الموقع "البند الاخير من القرار، الذي يتضمن إفادة مجلس الامن بشكل دائم بموضوع المستوطنات، قد يخلق وضع كل كرفان جديد يوضع على تل في المناطق، او أي بناء في احد الاحياء في شرقي القدس، يؤدي الى مناقشات بخصوص فرض عقوبات على "اسرائيل"، فرصة ان تؤدي هذه المناقشات الى اتخاذ قرارات ضعيفة، لان الولايات المتحدة ستفرض فيتو على اقتراحات كهذه بشكل مؤكد، وفي اية حال، تركيبة مجلس الامن ستتغير في العام 2017 ويصبح اكثر ودي لـ"اسرائيل". من جانب اخر، هذا البند قد يحول خيبة الامل الدبلوماسية الى امر روتيني بالنسبة للدول التي ترغب بالتقرب من "اسرائيل"، لكنهم سيضطرون  كل مرة الى الرد على الاسئلة في موضوع سياساتهم التي تتعلق بالمستوطنات".

ولفت الموقع الى ان "السؤال الى أي حد ستبقى أهمية هذا القرار على المدى الطويل، مرتبطة بسياسات الرئيس الامريكي المنتخب دولاند ترامب، الذي سيدخل الى البيت الابيض الشهر القادم". واضاف "ترامب أعلن يوم امس انه "بعد العشرين من كانون الثاني، الوضع في الامم المتحدة سيتغير"، وألمح الى انه لا ينوي احترام هذا القرار،  حيث هو بنفسه دعا الرئيس اوباما الى فرض فيتو عليه. اذا كانت سياسات ترامب هي تجاهل قرار الامم المتحدة بشكل واضح، وربما الضغط على دول اخرى لعدم احترامه، فالأفضل هو عدم تغير بشكل جوهري الوضع على الارض".

’ اسرائيل’: الدعوة الى التفريق بين ’اسرائيل’ والمستوطنات يشجع دول اخرى على تبني سياسات هجومية ضد المستوطنات

موقع والاه

واضاف انه "بعد وقت قصير على القرار في الامم المتحدة، اعلن طاقم ترامب عن تعيين المحامي جايسون غرينبلات في منصب المستشار الخاص لشؤون المفاوضات الدولية، وهو يهودي وكان مستشار ترامب خلال الحملة الانتخابية. في محطة الـ سي أن أن افادوا ان جايسون سيهتم بشكل خاص بمحاولة دفع المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية قدما. توقيت نشر هذا التعيين المتزامن مع التصويت في مجلس الامن، لا يبدو بانه صدفة، بل محاولة لنقل رسالة واضحة ان ترامب هو من سيحدد سياساته في هذا الموضوع بشكل مستقل، من دون القرار الذي اتخذ في نيويورك امس".

من جانب آخر، قال تابع موقع "والاه" ان"من المهم أن نذكر أن "قرار مجلس الامن امس اتخذ بالاجماع، بأغلبية جارفة لدول من جميع انحاء العالم. تبجح مسؤولون كبار في اسرائيل خلال السنوات الاخيرة أن عدد غير قليل من الدول تتقرب لـ"اسرائيل" لكنها ظهرت في لحظة الحقيقة كمن بالفعل تريد علاقات طيبة معها، لكنها ليست مستعدة لغض الطرف من اجل ذلك عن المستوطنات، مكتب نتنياهو هاجم بالامس التصويت على هذا القرار بتوجيه الغضب على الرئيس أوباما، لكن مع كل الاحترام للامتناع الامريكي، المشكلة الحقيقة لـ"اسرائيل الان هي انه لا توجد دولة في العالم توافقها، نتنياهو من جانبه، يبقى يأمل ان يتغير هذا الواقع بعد سبعة وعشرين يوما من الان، مع دخول ترامب الى البيت الابيض."

2016-12-24