ارشيف من :آراء وتحليلات
سمير القنطار .. عاش مقاوما ورحل شهيدا
كتب من القاهرة د. سامح حسنين
ولد سمير القنطار مقاوما من رحم المقاومه خرج صغيرا مؤمنا بالعروبه والمقاومه، ومتجاوزاً للطائفيه البغيضه والمذهبيه الكريهه التى لونت لبنان ولوثته وجعلته رهنا لقوى الخارج، كان الفتى الذى ترك المدرسه لينضم الى صفوف المقاومه وجبهة التحرير يعرف هدفه مبكرا ويعلم أن بوصله سلاحه الطبيعيه فى وجه العدو الصهيونى ومشروعه الاستيطانى التوسعى، وانطلاقا من ايمانه بقائده جمال عبدالناصر انضم الى صفوف جبهه التحرير ليقود ورفاقه عملية فدائية فى مستوطنه نهاريا بالأراضي العربية المحتلة فى فلسطين اختاروا لها اسم عملية القائد ( جمال عبدالناصر ) .
بعد تنفيذه للعملية تمكنت منه قوات العدو الصهيونى وهو يحمل جثمان رفيقه رافضا التخلى عن جثمانه الطاهر لتعبث به يد الغدر الصهيوني، وجرى الحكم عليه بخمسة مؤبدات و47 عاما اضافية، ليقضي زهرة شبابه فى سجون الاحتلال .
لكن رفاقه فى المقاومة نجحوا فى تحريره عام 2008 فى صفقه تبادل مع العدو الصهيونى ليخرج سمير القنطار بعد ثلاثين عاما فى سجون الاحتلال، عاد سمير القنطار لتستقبله جماهير المقاومة وعلى رأسهم سيد المقاومين سماحه السيد حسن نصر الله .
سمير القنطار
لم يخرج سمير القنطار من سجون الاحتلال مهزوما ولا مكسورا لكنه كما دخل سجونه مقاوما خرج مقاوما، كانت بوصله بندقيته رغم قهر السجون ومرارة العدو وتداعي الوطن العربى ما تزال صحيحة، خرج القنطار وهو أكثر ايمانا بالمقاومه وبدوره كمقاتل عربي فى مواجهة العدو الصهيونى ومواجهة خطط الولايات المتحدة التى تعبث في الوطن العربي وتسعى لتقسيمه الى كانتونات ودويلات مذهبية، أدرك سمير القنطار بفطرته السوية وبثقافته الملمة بخطط العدو أنه يسعى لتغيير طبيعة الصراع فى المنطقة .
كان سمير القنطار منذ اليوم الأول لتحريره من سجون العدو هدفا للموساد الصهيوني، الذى حاول عدة مرات اغتياله لكنه فشل فى في ذلك.
مع هبوب عواصف الحقد على دمشق من قبل قوى الشر تواجد القنطار فى سوريا الى جانب فصائل المقاومة داعمين ومساندين للجيش العربي السوري حفاظا على وحدة سوريا وإفشالا لتقسيمها الى كانتونات مذهبية على يد الميليشيات المسلحة التى اتت بها المخابرات المركزية الاميركية للجهاد فى سوريا بدعم عربي وتدريب اقليمي، هبت قوى الشر على دمشق يدعمها ويساندها العدو الصهيوني، فوجد القنطار مكانه هناك فى دمشق العروبة. لتستهدفه احدى طائرات العدو الصهيونى فى 19 ديسمبر 2015، ليعود الى لبنان شهيدا بعد أن قضى عمره مقاوما.