علاقة ما تسمّى "المعارضة السورية" بالصهاينة لا تخفيها هذه "المعارضة" و"المعارضون". ما يصدر عن الناطقين باسمهم، تعبّر عن حلف استراتيجي مع العدو الصهيوني. في المقابل، "إسرائيل" نفسها لا تخفي أيضاً هذه العلاقة، بل وتؤكد عليها، وعلى ضرورة استمرارها وتناميها، خاصة ان "المعارضين" يسعون لتحقيق المصالح "الإسرائيلية" في سوريا، عبر اسقاط الدولة السورية، إضافة الى دورهم الكبير في الدفاع عن كيان الاحتلال، أمام التهديدات.

وإن كانت الزيارات المتعاقبة لمسؤولي "المعارضة" الى "إسرائيل" لم تنقطع طوال السنوات الماضية، وعبّرت عن مدى التحالف بين الجانبين، إلاّ أن ذلك لم يشمل، في العلن، زيارات مسؤولي ومقاتلي الجماعات المسلحة، الذين حاولوا إخفاء تواصلهم ولقاءاتهم بـ "الاسرائيليين"، رغم أن هذه اللقاءات كانت متواترة جداً، ويكفي أن ثلاثة آلاف مسلح تلقوا العلاج الطبي في المستشفيات "الإسرائيلية"، وحرصت "إسرائيل" على عودتهم لقتال الجيش السوري، حاملين معهم بحسب تعبير ضباط "إسرائيليين"، وداً وصداقة وتفاهماً مع جيش الاحتلال.

الجامعة العبرية في القدس المحتلة، أعلنت عبر معهد "هاري ترومان" التابع لها، عن تنظيم "أمسية"، يشارك فيها ممثلون عن "المعارضة السورية"، يحلّون ضيوفاً على المعهد، ليشرحوا للجمهور "الإسرائيلي" عن مجريات الحرب في سوريا والعلاقة مع "إسرائيل" وقضية اللاجئين. وإذا كانت "الأمسية" مسبوقة، وهي تكرار لزيارات قام بها مسؤولون من "المعارضة السورية" الى "إسرائيل" لحضور أو المشاركة في المؤتمرات أو إجراء لقاءات مع مسؤولين صهاينة، إلاّ أنها هذه المرة تأتي بمشاركة "مقاتلين" من الجماعات المسلحة.

موقع معهد "هاري ترومان"، أشار في بيان له، أنه بتاريخ 17 من الشهر المقبل، ينظم المعهد مؤتمر هو الأول من نوعه في "إسرائيل"، مستضيفاً ممثلين عن "المعارضة السورية" ليشرحوا لـ "الإسرائيليين"  عن ما أسماه "مقاومتهم" لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد واللجوء، وبحسب تعبير البيان "العيش مع الموت"، كما يشير البيان الى أنه سيتخلل الحدث بث مباشر من الأراضي السورية ومن أماكن المواجهات العسكرية فيها، مع قادة ومقاتلين ميدانيين (من الجماعات المسلحة)، الذين سيتحدثون مباشرة مع الجمهور والمشاركين في المؤتمر.‎