ارشيف من :آراء وتحليلات

ما وراء زيارة رئيس البرلمان الليبي إلى تونس

 ما وراء زيارة رئيس البرلمان الليبي إلى تونس

مثَّلت زيارة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إلى تونس حدثا بالغ الأهمية باعتباره يكسر حالة الجمود التي ميزت علاقات تونس بجماعة الشرق الليبي. فتونس والجزائر متهمتان من أطراف في طبرق، التي يرابط فيها البرلمان الليبي الممنوع من دخول العاصمة طرابلس، بأنهما تقفان في صف الأطراف الليبية المسيطرة على الغرب، أي جماعة فجر ليبيا والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وكتائب مصراطة و غيرها.

وتنفي الجهات الرسمية التونسية هذه الاتهامات وتؤكد بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء الليبيين دون الانتصار لفريق على حساب فريق. كما أن سيطرة جماعات الفجر والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته على الغرب الليبي والمناطق والمعابر الحدودية مع تونس، تجعل السلطات التونسية بموجب الأمر الواقع تتعامل مع هذه الأطراف.

تماشٍ مدروس

ويبدو لدى كثير من المراقبين بأن فريق طبرق لا يتحرك من فراغ وإنما بطريقة دبلوماسية مدروسة هدفها إقناع العالم والمحيط الإقليمي بفشل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج المنبثقة عن حوار الصخيرات. وقد بدأت هذه الجولة بموسكو التي يبدو أنها تدعم هذا الاداء، بعد أن زارها خليفة حفتر وعقيلة صالح وانتهت في دول الجوار الليبي.

 ما وراء زيارة رئيس البرلمان الليبي إلى تونس

عقيلة صالحة في تونس


ومن المتوقع أن يركز جماعة طبرق جهودهم خلال الفترة القادمة على محور تونس الجزائر وهم الضامنون لدعم مصر وكذا تشاد إدريس ديبي التي تتحرك وفقا للإملاءات الفرنسية. وبالتالي فمن المتوقع أن تتكثف الزيارات الطبرقية إلى كل من تونس والجزائر خاصة بعد دخول الروس على وإمكانية قلبهم لموازين القوى في بلد عمر المختار.

حسابات إقليمية

وترى أطراف عديدة أنه يصعب في الوقت الراهن أن يغير الطرفان التونسي والجزائري المواقف باتجاه دعم جماعة طبرق على حساب فريق طرابلس لأسباب عديدة. أولها الأمر الواقع على الميدان الذي يؤكد سيطرة فجر ليبيا على العاصمة وعلى المعابر الحدودية الغربية مع كل من تونس والجزائر، وثانيها أن هذين البلدين يخشيان من تمدد نفوذ مصر الداعمة لحفتر من خلال ليبيا، وبالتالي سيحولون دون أن يصل حفتر إلى الغرب الليبي حيث الحدود مع تونس والجزائر.
لقد كانت دول المغرب العربي تخشى دائما من تمدد نفوذ مصر وكان الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة أكثر من تصدٍ لهذا الأمر، حتى أن بعض مقربيه أكدوا أنه أبرم اتفاقية وحدة مع ليبيا سنة 1974 فقط لإبعاد معمر القذافي عن مصر. كما يروى عن الزعيم التونسي الراحل أنه انزعج حين استهل الرئيس الجزائري الراحل زياراته الخارجية بعد استقلال الجزائر بمصر وشعر بأنه هو المستهدف.

 

2017-01-06