ارشيف من :ترجمات ودراسات
خاص الانتقاد.نت: الادارة الاميركية امام تحدي استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية
كتب المحرر العبري
أعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو رفضه الموافقة المبدئية على تلبية الشرط السوري بالانسحاب من الجولان، من اجل استئناف المفاوضات السورية الإسرائيلية. ووفق لما نشرته وسائل الاعلام الإسرائيلية فقد ابلغ نتنياهو هذا الموقف للمبعوث الاميركي الخاص إلى الشرق الاوسط جورج ميتشل.
رغم عدم وجود أي جديد في موقف نتنياهو، الا انه يكشف عن ان معارضة رئيس الوزراء خلال الايام الماضية تمرير مشاريع قوانين في الكنيست تضع عراقيل امام إمكانية الانسحاب من الجولان في اطار اتفاقية سلام مع سوريا، لم تكن ناتجة عن تغيير استجد لديه في الموضوع السوري.
الى جانب حقيقة ان الموقف الذي قدمه نتنياهو أمام المبعوث الأميركي يشكل تعبيرا عن موقفه الذي عبر عنه في اكثر من مناسبة حول ضرورة احتفاظ اسرائيل بالمناطق الاستراتيجية حتى في ظل اتفاقيات السلام، فإن تركيبة حكومة نتنياهو الحالية، لا تسمح بخطوات بعيدة المدى على صعيد الانسحاب من الجولان. خاصة وان توجهات العديد من اطرافها الاساسيين، لا تسمح لنتنياهو بأي خطوات في هذا المجال، وهو ما يشكل قيد اضافيا على حركته على افتراض انه كان عازم على ذلك. من دون اغفال حقيقة ان التجارب السابقة اثبتت بأن تغييرات أساسية طرأت على العديد من الشخصيات و التيارات اليمينية في إسرائيل، من هنا ينبغي إبقاء هذا المعطى، في كل الأحوال، حاضر، ولو بنسبة معينة بخصوص نتنياهو، من دون ان يعني ذلك أن هناك مؤشرات أو مرجحات لذلك وانما تمت الإشارة إليه فقط من اجل اكتمال الصورة.
لعل الجانب الأهم المرتبط باللحظة السياسية الراهنة، هو أن مواقف الطرفين السوري والإسرائيلي، تشكل عقبة حقيقية أمام إعادة تجديد المفاوضات. خاصة وان الرئيس السوري الذي يشترط موافقة إسرائيل المبدئية على الانسحاب من الجولان، يرى ان من مصلحته تقديم نفسه كطالب للسلام لتفادي الضغط الاميركي والغربي عليه. في المقابل يرى نتنياهو ان من مصلحته تفادي خلاف جديد مع الادارة الاميركية وابداء استعداده للدخول في مفاوضات مع سوريا وفي الوقت نفسه يلتزم بخطوط حمراء، سواء لاسباب ذاتية او نتيجة تركيبة الحكومة للسببين معا، تملي عليه عدم الموافقة، على الاقل المبدئية، على الانسحاب من الجولان حتى خط الرابع من حزيران. من هنا فإن الانظار مسلطة الان على ما ستقدم عليه الادارة الاميركية لتوفير شروط تجديد المفاوضات السورية الإسرائيلية.